قالت السلطات الصحية في قطاع غزة، اليوم السبت، إن غارات جوية إسرائيلية أدت إلى استشهاد 9 فلسطينيين على الأقل وإصابة آخرين، في اختبار جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الهش بين حركة حماس وجيش الاحتلال الإسرائيلي. وذكر شهود عيان ومصادر طبية أن أول الهجوم وقع في حي الرمال المكتظ بالسكان، وأسفر عن استشهاد 5 فلسطينيين بعد استهداف سيارة ما أدى لاشتعال النيران بها، وفق وكالة "رويترز". ولم يتضح ما إذا كان الشهداء الخمسة من ركاب السيارة فقط أم أن من بينهم مارة، فيما هرع العشرات لإخماد الحريق وإنقاذ المصابين. وبعد وقت قصير من الهجوم على السيارة، شنّ جيش الاحتلال غارتين جويتين منفصلتين على منزلين في مدينة دير البلح ومخيم النصيرات وسط قطاع غزة، مما أسفر – بحسب مصادر طبية – عن استشهاد 4 أشخاص على الأقل وإصابة آخرين. وادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن مسلحًا اخترق الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل في غزة، واستغل "الممر الإنساني في المنطقة التي تدخل عبرها المساعدات الإنسانية إلى جنوبغزة"، واصفًا ذلك بأنه "انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار". وأضاف الجيش أنه يقصف أهدافًا في غزة ردًا على هذا الحادث. ورفض مسئول في حركة حماس مزاعم الجيش الإسرائيلي، واصفًا إياها بأنها "لا أساس لها من الصحة" و"ذريعة للقتل"، مؤكدًا التزام الحركة باتفاق وقف إطلاق النار. وتبادلت إسرائيل وحماس مرارًا الاتهامات بانتهاك الاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل أكثر من ستة أسابيع. وقالت حماس في بيان سابق اليوم إن "الخروقات الإسرائيلية المتصاعدة" تضع مسؤولية على الوسطاء والولايات المتحدة للتحرك لمواجهتها والحفاظ على وقف إطلاق النار. وكان وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر، قد خفف حدة الصراع المستمر منذ أكثر من عامين في غزة، مما أتاح لمئات الآلاف من الفلسطينيين العودة إلى منازلهم التي تحولت إلى أنقاض. كما انسحبت قوات الاحتلال من مواقع داخل المدن، وتم السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية. وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تسببت في استشهاد 316 شخصًا في غارات على غزة منذ وقف إطلاق النار. في المقابل، يقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إن ثلاثة من جنوده قُتلوا منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وإنه استهدف عشرات المقاتلين.