قال مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون إن عشرات المستوطنين الإسرائيليين الملثمين هاجموا قريتين فلسطينيتين في الضفة الغربيةالمحتلة اليوم الثلاثاء، وأشعلوا النار في مركبات وممتلكات أخرى قبل الاشتباك مع الجنود الإسرائيليين الذين تم إرسالهم لوقف أعمال الشغب. وكان هذا هو الاعتداء الأحدث في سلسلة هجمات ينفذها مستوطنون شبان في الضفة الغربية. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنه تم اعتقال أربعة إسرائيليين في ما وصفته ب "العنف المتطرف"، بينما قال الجيش الإسرائيلي إن أربعة فلسطينيين أصيبوا. وقالت الشرطة وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) إنهما يجريان تحقيقا. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي شاحنتين متفحمتين وقد التهمتهما النيران، مع اندلاع حريق في مبنى قريب. تصاعد عنف المستوطنين منذ اندلاع الحرب في غزة قبل عامين. وتكثفت الهجمات في الأسابيع الأخيرة مع قيام الفلسطينيين بقطف ثمار الزيتون في طقوس سنوية. وأفاد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الأسبوع الماضي بوقوع هجمات للمستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين في الضفة الغربية في أكتوبر أكثر من أي شهر آخر منذ أن بدأ الاحتفاظ بسجلات في عام 2006. وقال المكتب إن هناك أكثر من 260 هجوما. ويتهم الفلسطينيون والعاملون في مجال حقوق الإنسان الجيش والشرطة الإسرائيلية ب الفشل في وقف هجمات المستوطنين. ويهيمن على الحكومة الإسرائيلية مستوطنون في الضفة الغربية، ويشرف على قوة الشرطة وزير مجلس الوزراء إيتامار بن غفير، وهو زعيم مستوطن متشدد. وفي حادث يوم الثلاثاء، قال الجيش إن الجنود استجابوا في البداية لهجمات المستوطنين في قريتي بيت ليد ودير شرف. وقالت إن المستوطنين فروا إلى منطقة صناعية قريبة وهاجموا الجنود الذين أُرسلوا إلى مكان الحادث وأضروا بمركبة عسكرية. وقال المسؤول الفلسطيني مؤيد شعبان، الذي يرأس الهيئة الحكومية لمقاومة الجدار والاستيطان، إن المستوطنين أضرموا النار في أربع شاحنات لنقل منتجات الألبان، وأراض زراعية، وأكواخ صفيح وخيام تابعة لتجمع بدوي. وقال إن الهجمات جزء من حملة لطرد الفلسطينيين من أراضيهم واتهم إسرائيل بمنح المستوطنين الحماية والحصانة. ودعا إلى فرض عقوبات على الجماعات التي "ترعى وتدعم مشروع إرهاب الاستيطان الاستعماري". وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالهجمات خلال لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في باريس اليوم الثلاثاء، قائلا إن "عنف المستوطنين وتسريع المشاريع الاستيطانية يصلان إلى مستويات جديدة، مما يهدد استقرار الضفة الغربية". وفرضت الولايات المتحددة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا المزيد من العقوبات على "الجماعات الإسرائيلية المتطرفة" بسبب العنف ضد المجتمعات الفلسطينية في الضفة الغربية. ويعيش نحو 500 ألف إسرائيلي، في مستوطنات بالضفة الغربية يعتبرها المجتمع الدولي في معظمه أنها غير قانونية وتمثل عقبة كبرى أمام تحقيق السلام.