قتل خمسة اسرائيليين من افراد عائلة واحدة طعنا بالسكين ليل السبت الاحد في مستوطنة ايتامار في الضفة الغربيةالمحتلة في هجوم فلسطيني، بحسب ما قالت السلطات الاسرائيلية التي طالبت السلطة الفلسطينية بتوقيف مرتكبيه. وطالب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "المساعدة في القبض على مرتكبي هذا الاعتداء ومعاقبتهم". واضاف ان "اسرائيل من جهتها ستتحرك بحزم للدفاع عن الاسرائيليين ومعاقبة المجرمين. وامر رئيس الوزراء الجيش والاجهزة الامنية بالتحرك في كافة الاتجاهات للقبض على الارهابيين". ودان رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف سلام فياض السبت مقتل العائلة. وقال للصحافيين "لا ينبغي ان يكون هناك شك بشان موقفنا فيما يتعلق بالعنف، نرفضه بشكل قاطع ولطالما ادناه سابقا". واضاف "نعم اقول هذا على خلفية ما حصل ليلة امس (الجمعة) في مستوطنة ايتامار حيث قتلت رضيعة وطفلان". وقال فياض "ندين الارهاب بالضبط مثلما قلنا مرارا ازاء ما يتعرض له الفلسطينيون ونرفض العنف وندينه"، مؤكدا ان "العنف لا يبرر العنف، مهما كانت الاسباب او المنفذون او الضحايا". وليل الجمعة السبت قتلت اسرة من المستوطنين الاسرائيليين تضم الاب والام وثلاثة اطفال في هجوم نسبته السلطات الاسرائيلية لفلسطينيين، قرب نابلس ما ادى الى اطلاق حملة مطاردة في شمال الضفة الغربية. وكان طفلان اخران موجودان في المنزل ولم يقتلا بينما عادت فتاة في العاشرة الى المنزل ليلا حيث اكتشفت مقتل افراد العائلة وابلغت الجيران. واقام الجيش الاسرائيلي حواجز على الطرقات المؤدية الى نابلس للعثور على منفذي الهجوم. والضحايا هم الاب والام واولادهم الثلاثة (11 سنة وثلاث سنوات وثلاثة اشهر). وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية انهم طعنوا في منزلهم اثناء نومهم في مستوطنة ايتامار. واقام الجيش حواجز على كل الطرق المؤدية الى نابلس في محاولة للعثور على الفلسطيني او الفلسطينيين الذين يعتقد انهم نفذوا العملية. ولم يسمح لاي آلية بما في ذلك سيارات الاسعاف بدخول نابلس او الخروج منها. وانتشر الجنود الاسرائيليون في قرية عوارتا القريبة من مستوطنة ايتامار. وقالت المصادر الفلسطينية ان القوات الاسرائيلية قامت بعمليات تفتيش من منزل الى منزل واعتقلت "عددا كبيرا من السكان" لاستجوابهم. وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي لوكالة فرانس برس ان القوات الاسرائيلية اطلقت "عملية تمشيط" في المنطقة التي وقع فيها الهجوم للقبض على منفذيه. ولم تتبن اي جهة الهجوم الذي اعتبرته سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي انه "رد طبيعي" على "العدوان" الاسرائيلي ضد الفلسطينيين. ودعا نائب وزير الخارجية داني ايالون عبر الاذاعة العسكرية المستوطنين الى عدم القيام باعمال ثأرية. وقال ايالون "ان تطبيق ما يسمى ب+الثمن الواجب دفعه+ يعتبر الامر الاخطر لانه يخالف المبادىء الاخلاقية وهذا سيلحق الضرر بنا من الناحيتين السياسية والامنية. آمل في الا يكون احد يفكر في ذلك". وكان يلمح الى المستوطنين المتطرفين الذين غالبا ما يمارسون سياسة الثأر وينتقمون من اهداف فلسطينية في كل مرة تتخذ السلطات الاسرائيلية تدابير ضد الاستيطان او يتعرض فيها مستوطنون لهجمات. وبعيد الظهر، اطلق الجيش الاسرائيلي القنابل المسيلة للدموع لمنع نحو عشرين مستوطنا من مهاجمة منزل في قرية بورين الفلسطينية قرب نابلس، بحسب مراسل فرانس برس. وتشهد هذه المنطقة الزراعية شمال الضفة الغربية حالة من التوتر الشديد منذ ايام عدة بين قرويين فلسطينيين ومستوطنين يهود متشددين. فقد اقتلع مستوطنون اسرائيليون الاسبوع الماضي 500 شتلة زيتون في قرية قصرة جنوب نابلس شمال الضفة الغربية زرعها سكان من البلدة ومتضامنون اجانب قبل فترة قصيرة. ويقول اهل القرية ان اشخاصا من مستوطنة "ياش ادم" العشوائية التي ازالها الجيش الاسرائيلي قبل حوالي شهر ونصف الشهر عادوا الى المنطقة قبل يومين بعرباتهم واقتلعوا الغرسات فجر الجمعة. واطلق الجنود الاسرائيليون الشهر الماضي الرصاص على فلسطينيين خلال مواجهات مع مستوطنين قرب نابلس الاثنين، ما ادى الى جرح عشرة فلسطينيين ومستوطن يهودي. كما جرت صدامات بين الجيش ومستوطنين في هفات جلعاد غرب نابلس بعدما وصل اليها جنود لازالة منزل متنقل وخيمة وبنى اخرى عشوائية. وقامت مجموعة من المستوطنين قبل ذلك باحراق سيارة فلسطيني في قرية بورين جنوب نابلس وحاولت اضرام النار في منزله كما اعلن مسؤول فلسطيني. ويشن المستوطنون عادة هجمات انتقامية ضد الفلسطينيين عندما تقوم الشرطة الاسرائيلية باخلاء مستوطنات عشوائية درجوا على اقامتها في الضفة الغربية دون الحصول على تصريح من السلطات الاسرائيلية. وتعتبر جميع المستوطنات، سواء تلك التي اقيمت بموافقة السلطات الاسرائيلية او بدونه، غير شرعية بنظر المجتمع الدولي.