• يحيي الفلسطينيون ذكرى الزعيم الراحل عبر وضع أكاليل الزهور على ضريحه، وبمهرجانات في مدن ومخيمات في الضفة الغربية والخارج يُحيي الفلسطينيون، الثلاثاء، الذكرى ال21 لرحيل الزعيم ياسر عرفات الذي توفي في 11 نوفمبر 2004 في مستشفى "بيرسي" قرب العاصمة الفرنسية باريس عن 75 عاما. وجاءت وفاة الزعيم الفلسطيني إثر تدهور سريع في حالته الصحية، في ظل حصاره لعدة أشهر من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي في مقر الرئاسة بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية. ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بقتل عرفات بواسطة "السُم"، وشكلت القيادة لجنة تحقيق رسمية في ملابسات وفاته، لكنها لم تعلن حتى اليوم نتائج واضحة رغم تصريحات رئيسها توفيق الطيراوي في أكثر من مناسبة، أن "بيانات وقرائن تشير إلى أن إسرائيل تقف خلف اغتياله". وفي 25 نوفمبر 2012، أخذ خبراء روس وفرنسيون وسويسريون عينات من جثمان عرفات، بعد فتح ضريحه في رام الله لفحص سبب الوفاة، ورغم وجود غاز "الرادون" المشع في العينات، إلا أن الخبراء استبعدوا فرضية الاغتيال. لكنّ معهد "لوزان السويسري" للتحاليل الإشعاعية كشف في تحقيق بثته قناة "الجزيرة" القطرية عام 2012، وجود "بولونيوم مشع" في رفات عرفات، وسط تقديرات بأنه مات مسموما بهذه المادة. وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية (تجمع عدد من الفصائل) في بيان صحفي، "إحياء ذكرى استشهاد ياسر عرفات عبر عدة فعاليات في كل محافظات الوطن ومخيمات اللجوء والشتات". وأوضحت أن الفصائل وشخصيات وقيادات سيضعون أكاليل الزهور على ضريح عرفات قبيل تنظيم مهرجان في مركز بلدنا الثقافي بمدينة البيرة وسط الضفة الغربية، بالتزامن في العديد من المحافظات والمخيمات في الوطن والخارج. ** بدايته ولد الزعيم الراحل في القدس في 4 أغسطس 1929، واسمه بالكامل "محمد ياسر عبد الرؤوف القدوة"؛ غير أنه حمل اسم "ياسر عرفات". بدأت مسيرته السياسية بانتخابه عام 1952، رئيسا لاتحاد الطلاب الفلسطينيين في العاصمة المصرية القاهرة، ثم أسس مع عدد من رفاقه حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في أكتوبر 1959. وأعلن رسميا عن انطلاق الحركة مطلع يناير 1965، غداة تنفيذ أول عملياتها المسلحة، حين فجر عناصرها نفقا داخل إسرائيل ما أصاب جنديين بجروح. وسطع نجم عرفات، عقب انتخابه في 3 فبراير 1969، رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي أعلنت أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وأسس عرفات قواعد لحركة "فتح" في الأردن، لكن تواجده هناك لم يستمر حيث غادره عام 1971، متوجها إلى لبنان بسبب اندلاع القتال بين قواته والجيش الأردني. وفي لبنان، أسس عرفات مقر قيادة في بيروتالغربية و"قواعد" في الجنوب اللبناني، المحاذي لشمال إسرائيل. وفي 1982، اجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي لبنان، في عملية هدفت إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية. وبعد الاجتياح الإسرائيلي، أُجبرت القيادة الفلسطينية بزعامة عرفات، على مغادرة بيروت إلى تونس مع عدد كبير من مقاتليها، بينما غادر آلاف آخرون إلى شتى البلدان العربية. ** النشاط السياسي تطورت مواقف عرفات السياسية، خلال سنوات قيادته لمنظمة التحرير، حيث انتقلت من هدف "إبادة دولة إسرائيل" وتحرير كامل أراضي فلسطين التاريخية، إلى قبول إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، وهي الضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية وقطاع غزة، مع الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود. وفي مطلع تسعينات القرن الماضي، انخرطت إسرائيل ومنظمة التحرير في مفاوضات سرية، أسفرت عام 1993 عن اتفاقيات "أوسلو" للسلام. وبموجب الاتفاقيات، أعلن عرفات بوصفه رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الاعتراف رسميا بإسرائيل، في رسالة رسمية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، إسحاق رابين. في المقابل، اعترفت إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وفي إطار اتفاقيات "أوسلو" تمت إقامة سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية الحالية. ** العودة إلى الوطن في 1 يوليو 1994، عاد عرفات مع أفراد القيادة الفلسطينية، إلى قطاع غزة، والتزم آنذاك بإيقاف الأعمال المسلحة ضد إسرائيل، ونبذ ما تطلق عليه إسرائيل "الإرهاب". وفي ذلك العام، فاز كل من عرفات وإسحق رابين وشمعون بيريز (وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك) بجائزة نوبل للسلام، ولم يلبث عرفات أن انتخب رسميا رئيسًا للسلطة الفلسطينية. وفي يوليو 2000، التقى عرفات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها إيهود باراك في كامب ديفيد، تحت إشراف الرئيس الأمريكي حينها بيل كلينتون، بهدف التوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية. لكن عرفات رفض القبول بالحل المطروح، واعتبره منقوصا، ولا يلبي طموح الفلسطينيين. ** حصار إسرائيلي ومع اندلاع انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية)، في سبتمبر 2000، اتهمت إسرائيل عرفات، بالتحريض على أعمال العنف. وفي 29 مارس 2002، حاصرت القوات الإسرائيلية عرفات داخل مقره مع 480 من مرافقيه ورجال الشرطة الفلسطينية. ودمرت الدبابات الإسرائيلية أجزاء من مقر القيادة الفلسطينية، ومنعت عرفات من السفر لحضور القمة العربية في بيروت عام 2002، ومن المشاركة في أعياد الميلاد بمدينة بيت لحم (جنوبي الضفة). وتحت الحصار، تدهورت الحالة الصحية لرئيس السلطة الفلسطينية أواخر أكتوبر 2004، فتم نقله بطائرة مروحية إلى الأردن، ثم أقلته طائرة أخرى إلى مستشفى في فرنسا يوم 29 من الشهر نفسه، بعد تدخل الرئيس الفرنسي حينها، جاك شيراك. ورسميا، أعلنت السلطة الفلسطينية، في 11 نوفمبر 2004، وفاة عرفات. ودُفن الزعيم الفلسطيني، في مقر المقاطعة (الرئاسة الفلسطينية) برام الله، بعد أن رفضت إسرائيل أن يُدفن في مسقط رأسه القدس كما كانت رغبته قبل وفاته.