حيا الفلسطينيون اليوم الاثنين الذكرى السنوية ال 15 لرحيل زعيمهم الرئيس السابق ياسر عرفات وسط افتقاد لمكانته الرمزية. وعاني الفلسطينيون منذ رحيل عرفات من استمرار تراجع قضيتهم وانسداد أفق السلام مع إسرائيل فضلا عن انقسام داخلي مستمر منذ منتصف عام 2007 بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وجرت في مقر الرئاسة في مدينة رام الله فعالية رسمية وضع خلالها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إكليلا من الزهور على ضريح سلفه عرفات بحضور كبار المسؤولين الفلسطينيين. وقال عباس ، في كلمة أمام عشرات الفلسطينيين احتشدوا بالمناسبة ، إن "الشهيد عرفات أرسى ثوابت للشعب الفلسطيني لا يستطيع أحد التخلي عنها ولا يمكن أن نتخلى عنها". وأضاف "لا نقبل أن نتنازل عن قضيتنا وعن حلم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وتحقيق ثوابته، ولن نخرج من بلدنا وسنبقى هنا لحماية أرض فلسطين". وأكد عباس على عزمه إجراء انتخابات تشريعية تتلوها رئاسية على أن تجري في الضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية وقطاع غزة. وقال بهذا الصدد "ننتظر من الجميع الموافقة على إجراء الانتخابات لأنها تحمي شرعيتنا وقضيتنا ووجودنا، ونحن تحت كل الظروف سائرون نحو تحقيق الانتخابات ". وأجريت أخر انتخابات عامة فلسطينية عام 2006 وفازت فيها حركة "حماس" بأغلبية برلمانية، وسبق ذلك بعام فوز عباس بانتخابات رئاسية ليخلف عرفات في منصبه. وتوفى عرفات في مثل هذا اليوم من عام 2004 عن عمر 75 عاما خلال تلقيه العلاج في مستشفى فرنسي بمرض غامض، فيما يتهم الفلسطينيون إسرائيل بالوقوف وراء اغتياله. وصرح رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في ملابسات وفاة عرفات اللواء توفيق الطيراوي، بأن "كل الدلائل والقرائن تثبت أن إسرائيل هي المسؤولة عن اغتيال عرفات". وقال الطيراوي ، في تصريحات للصحفيين في مدينة رام الله، إن لجنة التحقيق الفلسطينية تعمل على تحديد اسم الشخص الذي استعملته إسرائيل من أجل وضع السم لعرفات واغتياله. وأضاف أن "لجنة التحقيق ستواصل عملها ولن تتوقف تحقيقاتها وجمع المعلومات إلا عند الوصول إلى النتيجة النهائية، وهي تعمل في سبيل ذلك بشكل مكثف وبسرية تامة". ولا يزال عرفات بعد 15 عاما على رحيله الرمز الأكبر لدى الفلسطينيين ودائما ما تكون صوره حاضرة ببدلته العسكرية وكوفيته الفلسطينية في مختلف الفعاليات الشعبية والرسمية. واعتبر رئيس مؤسسة ياسر عرفات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة أنه "كلما زادت الفترة الزمنية الفاصلة بين وجود عرفات ووفاته فإنه يصبح أكثر قربا لدى الشعب الفلسطيني". ورأى القدوة ، في تصريحات للصحفيين في رام الله، أن "صعوبة الأمور في الساحة الفلسطينية سبب أخر لتذكر عرفات وتخليد مسيرته بوصفه رمزا لكل الفلسطينيين في الداخل والخارج". من جهتها ، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي إن عرفات "كان وما زال عنوان فلسطين ورمزها النضالي ولم يتوان يوما عن الدفاع عن قضيته العادلة والوقوف في وجه الظلم والطغيان". وأكدت عشراوي ، في بيان ، أن عرفات "ترك إرثاً وتاريخاً ثابتاً لا يزول فثبت بوصلته نحو القدس لتكون الهدف والهوية، ورسخ حق العودة، وحافظ على منظمة التحرير التي مثلت له العنوان الجامع لهذا الشعب الصامد". وجرت فعاليات شعبية وأهلية متعددة لإحياء ذكرى عرفات في الضفة الغربية وسط توافد مئات الفلسطينيين إلى مقر ضريحه لوضع أكاليل زهور عليه. وكان عرفات حصل في عام 1994 على جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع إسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق وشمعون بيريز وزير خارجيته على إثر توقيع اتفاق أوسلو للسلام المرحلي بين الفلسطينيين وإسرائيل. لكن سرعان ما تعثرت مسيرة السلام ما أدى إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية في أيلول/سبتمبر عام 2000 ثم حاصرت إسرائيل مقر عرفات حتى اشتد تدهور وضعه الصحي وتم نقله إلى فرنسا للعلاج حيث توفى هناك.