- أسامة علام: الأدب الحقيقي هو الذي يلامس جوهر الإنسان لا جغرافيته نظّمت دار الشروق حفل إطلاق ومناقشة رواية «حامل مفتاح المدينة» للكاتب والروائي الدكتور أسامة علام، الصادرة حديثًا عن الدار، وذلك بحضور نخبة من الكتّاب والمثقفين ومحبي الأدب. ناقش الرواية كلٌّ من الكاتبة نورا ناجي والكاتب والسيناريست محمد هشام عبية، حيث دار بينهما وبين المؤلف حوار ثري حول فلسفة الكتابة، وما تمثله الرواية من مزج بين الواقع والخيال في تناولها لتجربة الإنسان المعاصر. وخلال اللقاء، قال أسامة علام إنه يعتبر الكاتب الكبير الدكتور محمد المخزنجي الأب الروحي له في الكتابة، موضحًا أنه تعلّم منه أن «الكتابة عن الكاركتر» — أي الشخصية — هي جوهر الأدب الحقيقي، لأنها تمنح العمل الأدبي القدرة على البقاء في ذاكرة القارئ. واستشهد «علام» بشخصية الفنان عماد حمدي في فيلم «ثرثرة فوق النيل»، التي ما زالت حاضرة في الوعي الجمعي رغم مرور عقود طويلة، لأنها كُتبت بصدق وعمق إنساني. وأضاف أنه حاول في روايته الجديدة أن يقدّم شخصيات «حية» تترك أثرًا بعد القراءة، لا مجرد أبطال عابرين. وأوضح الكاتب أن الصدفة لعبت دورًا كبيرًا في حياته ومسيرته الأدبية، إذ التقى في الواقع كثيرًا من الشخصيات التي ألهمته أعماله، مشيرًا إلى أن رواية «حامل مفتاح المدينة» مستوحاة من واقعة حقيقية عاشها بنفسه حين اكتشف أن مفتاحًا واحدًا يمكنه فتح أكثر من باب، وكأن القدر يفتح له أبواب الحكايات أيضًا. وقال: «حين اكتشفت أن المفتاح الذي أحتفظ به يفتح أكثر من مكان، أدركت أن الله أرسل لي القصة، فكيف لا أكتبها؟». وبيّن «علام» أن أبطال الرواية يمكن أن يكونوا في أمريكا أو مصر أو أي مكان في العالم، مؤكدًا أن الأدب الحقيقي لا يرتبط بالجغرافيا، بل بالإنسان، لأنه يسعى إلى ملامسة جوهره لا موقعه. وأضاف أن الرواية في جوهرها تتناول قضية الوحدة الإنسانية، حيث تدور حول شخص وحيد يكتشف العالم وسط دائرة من الوحيدين، موضحًا أنه لا توجد شخصية واحدة في الرواية تعيش حياة عادية، فجميعهم يحملون فرادتهم الخاصة. وعن علاقته بالكتابة، قال إنه بدأ بنشر فصول الرواية على صفحته الشخصية بموقع «فيسبوك» قبل أن يتوقف بسبب أحداث 7 أكتوبر، لكنه استعاد شغفه لاحقًا بعد لقاء إنسان يتمتع بطاقة إيجابية قوية أعادته إلى الكتابة من جديد. وأشار إلى أنه يكتب لسببين أساسيين: لأن الكتابة تمنحه اتزانًا نفسيًا، ولأنها تمنحه الحضور في عالم قرّائه الذين يعتبرهم عائلته الكبرى. واختُتمت الندوة بتفاعل واسع من الحضور، الذين حرصوا على مناقشة المؤلف حول رؤيته في الكتابة عن الإنسان، قبل أن يوقّع نسخ روايته الجديدة وسط أجواء أدبية دافئة.