شهد مبنى القنصلية، مساء أمس الأحد، حفل إطلاق وتوقيع رواية «حامل مفتاح المدينة» للكاتب والروائي الدكتور أسامة علام، الصادرة عن دار "الشروق"، وسط حضور لافت من الكتاب والمثقفين ومحبي الأدب. وشارك في مناقشة الرواية، كل من الكاتب والسيناريست محمد هشام عبيه والكاتبة نورا ناجي، إذ دار بينهما حوار ثري حول أجواء الرواية وما تحمله من رموز ومعانٍ إنسانية عميقة. وقال الكاتب والسيناريست محمد هشام عبيه، إنه يعرف الروائي أسامة علام منذ فترة طويلة من خلال مؤلفاته السابقة، موضحًا أنه رغم كونه كاتبًا إلا أنه عادة ما يشعر بالخجل من التعرف إلى الكتاب الذين يعجب بأعمالهم، غير أن أسامة علام — على حد وصفه — شخص لطيف وودود، ودائما ما يكسر الحواجز بسرعة. وأضاف أنه قرأ مؤلفات علام السابقة، وأنهى قراءة رواية «حامل مفتاح المدينة» في جلسة واحدة، مؤكدًا أن العمل يمتاز بعذوبة السرد وعمق الفكرة. وتابع: «كرجل صياد روايات، استشعرت في «حامل مفتاح المدينة» شيئا مغريا للتحويل إلى عمل فني»، مشيرا إلى أن أحداث الرواية — رغم غرابتها — شديدة الواقعية. وأضاف: «عندما بدأت أقرأ المكتوب على غلاف الرواية، تهيأت لقراءة نص مغرق في الغرائبية؛ لأنها تفتتح بوجود مفتاح يفتح كل أبواب مدينة نيويورك، لكن سرعان ما اكتشفت أن ذلك غير صحيح وأن الرواية واقعية جدًا رغم غرائبيتها، وأن هذا جزءا من عبقرية أسامة، أن يجعل المدخل غرائبيًا، لكنك تعيش معه واقعًا ملموسًا تمامًا وكأنه يقول من وراء النص: لن أذهب إلى المكان الذي تتوقعونه، ولن أذهب إلى عالم غرائبي تتطاير فيه الأفيال وتمشي فيه الطيور على الأرض، بل سأخذكم إلى عالمي، لكن بمدخل غرائبي». وتابع عبية، أن الروايات الغرائبية عادة ما «تصطاد القارئ» حين يكون مستعدًا للدخول إلى عوالمها المختلفة، لكن مع أسامة علام يجد القارئ نفسه منجذبًا تلقائيًا إلى تلك العوالم، بما يملكه الكاتب من سحر السرد وصدق التفاصيل، مشيرا إلى أنه جد نفسه أمام مواطن مصري يعيش في نيويورك، يواجه كوارث في الغالب يصنعها بفضوله ورغبته في ألا يكون وحيدًا. واختتم: «في النهاية، وبعد الانتهاء من الرواية، تشعر كأن أحدًا يربت على كتفك ويسألك بلطف: إزيك؟ عامل إيه؟»، مضيفا: «النص لمسني جدًا، وحسدت البطل الذي شاهد عوالم كنت أتمنى أن أكون شاهدة عليها بكل تفاصيلها». - عمل استثنائي فاتن وقاتل وعن الرواية يقول الكاتب الدكتور محمد المخزنجي: «عمل استثنائي فاتن وقاتل قتلًا جميلًا بطلقات من النور وحلاوة الروح وصفاء الأسى ورفيف عطر الجنون الجميل لإنسانية الإنسان في أيامنا حيثما يكون.. رواية ساحرة بملحميتها المكثفة واحتضانها العطوف الجامع للحياة والأحياء في هذا الزمان.. «نوفيلا» بتقنيتها وحيواتها وحيويتها تمثل حدثًا كبيرًا على وجازتها، عمل يندرج في السياق العالمي للأدب إذا نالت ما يستحقها من الترجمة.. وطبطبة شجية وعطوف على الإنسان هنيئًا لمن يقرؤها». وعلى غلاف الرواية نقرأ: ماذا لو امتلكت مِفتاحًا يفتح كلَّ الأبواب في نيويورك؟ طبيب بيطري وحيد في مدينة صاخبة، يقاوم وَحْدَتَه بالانتقال المستمر بين الشقق، لكن حين يسكن في بيتٍ له مِفتاح غامض، يكتشف أن مغامرته الحقيقية قد بدأت للتوّ.. يجد نفسه مستدعى إلى عوالم لا تخصُّه يختلط فيها الواقع بالخيال، وأن كلَّ سرٍّ يكشفه يورطه في أزمة أكبر.. وفي قلب هذه المتاهة، تصبح أوجاع الحيوانات هي اللغة الوحيدة المفهومة، والحكايات القديمة هي خريطة النجاة. وأسامة علام طبيب وروائي مصري مقيم في نيويورك، صدرت له عدة روايات منها: «الاختفاء العجيب لرجل مدهش»، و«الوشم الأبيض»، و«الحيّ العربي». كما صدرت له ثلاثة كتب قصصية هي: «طريق مُتسع لشخص وحيد»، «كم مرة سنبيع القمر؟» و«قهوة صباحية على مقهى باريسي» التي فازت بجائزة غسان كنفاني من الصالون الأندلسي بمونتريال عام 2014. وحضر الندوة، عدد من الكتاب والمبدعين، من بينهم الكاتبة والناشرة أميرة أبو المجد العضو المنتدب بدار الشروق، والكاتب والروائي أحمد القرملاوي، والكاتب والروائي أحمد عبدالمجيد، والكاتبة والروائية نهلة كرم، والشاعرة مروة مجدي، والكاتب الصحفي إيهاب مصطفى، والكاتب والرسام محمود عبده، والكاتب سيد عبدالحميد، والكاتب الصحفي محمد البرمي، والكاتب مصطفى الطيب، والكاتب محمود الشنواني، والكاتبة هدى أبو زيد، إلى جانب نانسي حبيب مسئولة النشر بدار الشروق، وعمرو عز الدين مسئول التسويق بالدار، وعدد من محبي مؤلفات أسامة علام.