شهد مبنى القنصلية، حفل إطلاق وتوقيع رواية «حامل مفتاح المدينة» للكاتب والروائي الدكتور أسامة علام، الصادرة عن دار الشروق، مساء الأحد، وسط حضور كبير من الكتّاب والمثقفين ومحبي الأدب. وناقش الرواية، كل من الكاتبة نورا ناجي والكاتب والسيناريست محمد هشام عبية، إذ دار بينهما حوار ثري حول أبعاد العمل الإبداعية وما تحمله من رموز ومعان إنسانية عميقة. - وقائع حقيقية وقال الدكتور أسامة علام، إن أحداث روايته مستوحاة من وقائع حقيقية عاشها بنفسه، موضحًا أنه كان يستأجر شقة صغيرة في نيوجيرسي لصديقه وحين غادرها الأخير، أقام فيها مع زوجته خلال زيارتها له، وأنه طلب منها أن تغير نسخة المفتاح كإجراء احترازي، لكنها فوجئت به في المساء يدخل بالمفتاح القديم وسألته بدهشة: «دخلت إزاي؟» فأجابها بأنه استخدم نسخته؛ لتخبره بأنها كانت قد غيرته بالفعل. وتابع «علام»: «احتفظت بالمفتاح طالما ظل يفتح، إلى أن اكتشفت مصادفةً أنه يفتح أيضًا باب عيادتي، ما زاد دهشتي»، مشيرًا إلى أن المفتاح يحمل صورة مدينة نيويورك، وأن مجموعة المصادفات تلك هي التي حملت الشرارة الأولى التي ألهمته فكرة الرواية، قائلًا: «أيقنت وقتها أن الله أرسل لي القصة، فكيف لا أكتبها؟». وأوضح أنه بدأ في نشر فصول الرواية على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك"، قبل أن يتوقف عن الكتابة مع اندلاع أحداث السابع من أكتوبر، مشيرًا إلى أنه استعاد حماسه لاحقًا بعد لقائه بشخصٍ يتمتع بطاقة قوية وحيوية لافتة جعلتاه يعود للكتابة بشغف، وأنه يكتب لسببين: الأول أنها تجعله أكثر اتزانًا، وهي ما تجعل له وجودًا في الدنيا، وتجعله يتعرف على عائلة أكبر مكونة من القراء. وأكد أسامة علام، أن أبطال روايته يمكن أن يكونوا في أمريكا أو مصر أو أي مكان في العالم؛ لأنه لا يكتب عن المكان بقدر ما يكتب عن الإنسان، موضحًا أن الأدب الحقيقي هو الذي يلامس جوهر الإنسان. وأضاف أن الرواية تتناول قضية الوحدة، سواء قصد ذلك أم لا، وأنها تحكي عن إنسان وحيد يكتشف العالم وسط دائرة من الوحيدين، بدليل أنه لا توجد شخصية واحدة في الرواية تعيش حياة طبيعية، فجميعهم «كاركترز» فريدة ومميزة. ولفت إلى أن الكاتب الدكتور محمد المخزنجي هو من علمه أن الكتابة عن «الكاركتر» هي ما تمنح أي عمل أدبي القدرة على البقاء، مستشهدًا بشخصية الفنان عماد حمدي في فيلم «ثرثرة فوق النيل»، التي ما زالت حاضرة في الوعي الجمعي رغم مرور العقود؛ لأنها ببساطة شخصية صادقة ومكتوبة بعمق إنساني. وأشار علام، إلى أن الصدفة كانت دائمًا حاضرة في حياته، وقادته إلى لقاء الشخصيات التي كتب عنها في «حامل مفتاح المدينة»، مؤكدًا أن مسيرته مليئة بالمصادفات التي غيرت مجرى حياته في لحظاتٍ غير متوقعة. - الرواية تمزج ببراعة بين الواقعية السحرية والخيال وقالت الكاتبة نورا ناجي، إن الرواية تمزج ببراعة بين الواقعية السحرية والخيال، وتدور حول طبيب بيطري يكتشف أن مفتاح منزله قادر على فتح جميع أبواب مدينة نيويورك؛ لتنطلق سلسلة من المغامرات العجائبية التي تكشف عن هشاشة العلاقات الإنسانية وتضيء الكثير من أسرار الحياة داخل المدينة. وأضافت أنها قرأت الرواية في وقت قصير للغاية لما تتمتع به من عذوبة وسلاسة، وهما السمتان اللتان تميزان كتابات أسامة علام، مشيرةً إلى أن القارئ يجد نفسه قريبًا من الأبطال، منغمسًا في عوالمهم ومشاعرهم رغم غرائبية المشهد التي تتقاطع فيها الهشاشة والإنسانية بعمق مؤثر. - تتسم بعذوبة السرد وعمق الفكر وبدوره، قال الكاتب والسيناريست محمد هشام عبية، إنه يعرف أسامة علام منذ سنوات طويلة من خلال مؤلفاته، موضحًا أنه أنهى قراءة رواية «حامل مفتاح المدينة» في جلسة واحدة؛ لما تتسم به من عذوبة السرد وعمق الفكرة. وأضاف: «كرجل صياد روايات، استشعرت في حامل مفتاح المدينة شيئًا مغريًا للتحويل إلى عمل فني، فهي رواية محفّزة»، مشيرًا إلى أن أحداثها — رغم غرابتها — شديدة الواقعية. وأوضح أنه حين قرأ ما كتب على الغلاف توقع عملًا غرائبيًا صرفًا، لكنه اكتشف أن الرواية واقعية جدًا رغم مدخلها العجائبي، معتبرًا ذلك جزءًا من عبقرية الكاتب الذي يفتح باب الغرابة ليقود القارئ إلى واقع ملموس ومفعم بالحياة. وتابع أن الروايات الغرائبية عادة ما تحتاج استعدادًا خاصًا من القارئ، لكن مع أسامة علام يجد القارئ نفسه منجذبًا تلقائيًا إلى تلك العوالم بما يملكه الكاتب من سحر السرد وصدق التفاصيل. واختتم قائلًا: «بعد الانتهاء من الرواية، شعرت كأن أحدًا يربّت على كتفي ويسألني بلطف: إزيك؟ عامل إيه؟»، مضيفًا أن النص لمس وجدانه بعمق، وجعله يغبط بطله الذي شهد عوالم كان يتمنى أن يكون شاهدًا عليها. وشهد الحفل، حضور عدد كبير من الكتّب والمبدعين، من بينهم: أميرة أبو المجد مدير النشر والعضو المنتدب بدار الشروق، والروائيون أحمد القرملاوي، وأحمد عبد المجيد، ومحمود الشنواني، وضحى عاصي، ونهلة كرم، ومحمود عبده، وهدى أبو زيد، وسيد عبد الحميد، ومروة مجدي، ومحمد البرمي، ومصطفى الطيب، ونانسي حبيب مسئولة النشر بدار الشروق، وعمرو عز الدين مسؤول التسويق، وعدد من محبي مؤلفات الدكتور أسامة علام.