قال نوفل تلاحيق، المدير الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، إن توافر المياه يمثل التحدي الأكبر للقطاع الزراعي. وأضاف تلاحيق، في جلسة بعنوان "حلول قائمة على الطبيعة لأنظمة المياه المستدامة" ضمن فعاليات أسبوع القاهرة الثامن للمياه، أن 2.3 مليار شخص حول العالم يعيش في دول تعاني من الإجهاد المائي. وأشار إلى أن المنطقة العربية، التي تضم 6% من سكان العالم، فإنها لا تحصل إلا على ما لا يزيد عن 1% من موارد المياه العذبة العالمية. وأضاف أن قطاع الزراعة في هذه المنطقة يستخدم الغالبية العظمى من المياه المتاحة، بنسبة تصل إلى 83%. وحذر تلاحيق من توقعات بأن يزيد الوضع سوءًا في المستقبل؛ إذ تتوقع دراسات أن يقلل تغير المناخ من توافر المياه بنسبة تتراوح بين 10 إلى 30% في المناطق القاحلة التي تتلقى ما بين 200 إلى 300 ملم من الأمطار سنويًا. كما نوّه بأن نحو مليون نوع من النباتات والحيوانات خطر الانقراض، مؤكدًا أن التحديات واسعة النطاق خاصة في هذه المنطقة. وأوضح أن استعادة النظم البيئية، والاعتماد على الحراجة الزراعية، وتقليل تآكل الأراضي، أمور تواجه مخاطر كبيرة، مشددًا على أهمية كل نقطة مياه. ولفت إلى أن بعض نظم الحراجة الزراعية قد تتسبب في تسرب المياه بنسبة تتراوح بين 20 إلى 50% وزيادة تآكل التربة والملوحة وتسرب المياه المالحة إلى المياه الجوفية. وأضاف أن هذا النظام يقلل من القدرة على الصمود في وجه السيول العارمة المتكررة التي تجتاح الأراضي الزراعية والمحاصيل، مشددًا على أن زيادة المساحات الخضراء والنباتية تمثل إحدى الطرق الفعالة للتغلب على هذه السيول. ويرى تلاحيق أن الحلول القائمة على الطبيعة ستقلل التنافس على الموارد والصراعات والهجرة. وأشار إلى نجاح الصندوق في استعادة آلاف الهكتارات من الأراضي في منطقة الساحل (النيجر ومالي) لتجديد النظام البيئي المتدهور.