وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، الثلاثاء، إلى الرياض، في زيارة عمل يلتقي خلالها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وكتب زيلينسكي على منصة «إكس»: «لقد وصلت إلى السعودية للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان». وأضاف أن المفاوضات ستتناول «صيغة السلام» التي اقترحتها كييف لوقف الحرب وعودة أسرى الحرب" لدى موسكو، والتي سبق أن ساهمت الرياض في تيسيرها. وقال زيلينسكي خلال زيارته الثانية للمملكة، إن اجتماعه مع ولي العهد السعودي، سيركز على عدد من الموضوعات منها صيغة السلام، حيث شهد العام الماضي اجتماعاً لمستشاري الأمن القومي في جدة وأنه يسعى لمناقشة تنفيذه. وأضاف الرئيس الأوكراني: «نحن الآن نقترب من قمة السلام الأولى، ونعتمد على الدعم النشط المستمر من المملكة العربية السعودية»، مشيراً إلى أن زيارته تأتي لمواصلة الحوار المنتظم مع الأمير محمد بن سلمان. وذكر أن الاجتماع مع ولي العهد السعودي سيتطرق كذلك إلى مسألة عودة أسرى الحرب والمبعدين، لافتًا إلى مساهمة قيادة المملكة بالفعل في إطلاق سراح عدد من الأوكرانيين. وأعرب عن ثقته أن هذا الاجتماع سيسفر أيضاً عن نتائج. وبحسب الرئيس الأوكراني، سيناقش مع ولي العهد السعودي أيضاً مجالات التعاون الاقتصادي الواعدة ومشاركة المملكة العربية السعودية في إعادة إعمار أوكرانيا. وكان في استقبال زيلينسكي، بالصالة الملكية بمطار الملك خالد الدولي، الأمير محمد بن عبد الرحمن نائب أمير منطقة الرياض، حسبما أوردته وكالة الأنباء السعودية «واس». وتعمل السعودية مع الشركاء الدوليين من أجل احتواء الحرب الدائرة منذ 3 أعوام ونزع فتيل الصراع. واحتضنت المملكة في العام الماضي اجتماعاً لمستشاري الأمن القومي يمثلون أكثر من 40 دولة في محافظة جدة؛ لبحث سبل رسم خارطة طريق لإنهاء الحرب، قدم خلالها الرئيس الأوكراني صيغته للسلام المكونة من 10 نقاط، إضافة إلى مقترح تقدمت به الصين التي تأمل في لعب دور في وقف الحرب. وخلص اجتماع جدة إلى استمرار التشاور بشأن الأزمة والتأكيد على ضرورة الاستفادة من المقترحات المقدمة؛ من أجل بناء أرضية مشتركة تمهد الطريق للسلام. ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، بادرت السعودية لنزع فتيلها، حيث عرض ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، جهود الوساطة بين الطرفين مستفيداً من موقع المملكة المتقارب والبناء مع موسكو وكييف. كما نجحت وساطة ولي العهد العام الماضي، في تحقيق عملية تبادل للأسرى شملت 10 أشخاص من جنسيات غربية كانت تحتجزهم موسكو. وخلال زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إلى كييف ولقائه الرئيس الأوكراني، تعهدت الرياض بتقديم حزمة من المساعدات الإنسانية للشعب الأوكراني بلغت 400 مليون دولار؛ تشتمل على مواد إغاثية ومشتقات نفطية تساهم في تخفيف معاناة الحرب على الأوكرانيين. وتأمل الرياض أن تنجح مساعيها في إنهاء الحرب في أوكرانيا، بما يتسق مع القرارات الدولية وتحافظ على الاستقرار والسلم الدوليين.