طرح 10 أفلام في شهر واحد.. بداية مبشرة للسينما المصرية في 2024

يشهد عام 2024 بداية مبشرة للغاية للسينما المصرية سواء من حيث الكم أو الكيف، فما زلنا فى الشهر الأول من العام الجديد، وتم طرح نحو 10 أفلام متنوعة، فى فترات متقاربة من شهر يناير، وهى «الإسكندرانى» و«الحريفة» و«عصابة عظيمة» و«مقسوم»، و«الملكة»، و«ليه تعيشها لوحدك»، و«انا وابن خالتى»، و«ليلة العيد»، و«رحلة 404» وأخيرا فيلم «عادل مش عادل»، نال ثلاثة من بين هذه الأفلام على الأقل إشادات سواء على المستوى النقدى أو الجماهيرى.
كما شهدت الخريطة السينمائية مفاجآت غير متوقعة لعل أهمها عودة البطولات النسائية الغائبة منذ سنوات طويلة، واحتفاء شباك التذاكر بالوجوه الجديدة الذين لا يتمتعون بسجل سينمائى سابق. وفى هذا التقرير نرصد أهم المفاجآت السينمائية التى حدثت حتى الآن.
«الحريفة» يقلب الموازين
عُرض فيلم «الحريفة» الذى يلعب بطولته مجموعة من الشباب، منهم من يخوض تجربة التمثيل لأول مرة، فى بداية الشهر الجارى، ليواجه الفيلم منافسة شرسة مع فيلم «أبو نسب» للفنان محمد إمام المعروف تحقيقه لإيرادات كبيرة، وفيلم «الإسكندرانى» الذى يعيد المخرج خالد يوسف للسينما بعد غياب، والفيلم الكوميدى «عصابة عظيمة» الذى تلعب بطولته الفنانة إسعاد يونس بالاشتراك مع عدد من فنانين الكوميديا. إضافة للأفلام المستمر عرضها منذ نهاية العام المنصرم.
توقع كثيرون أن يحتل «الحريفة» مرتبة متأخرة فى قائمة إيرادات شباك التذاكر، لخلوه من العناصر الجاذبة المعتادة، «كنجم شباك ودعاية مكثفة»، لكن نجح الفيلم فى قلب الموازين، ومخالفة كل التوقعات، حيث فوجئ الجميع بزحفه نحو قمة الإيرادات بخطوات متسارعة، محققا أعلى إيراد يومى بين الأفلام المتنافسة، ليعيد للأذهان تجربة فيلم «أوقات فراغ» الذى أنتج قبل 18 عاما،
واعتمد فى بطولته على مجموعة من الوجوه الجديدة من الشباب أيضا، وخالف التوقعات حينها، بعد أن حقق إيرادات كبيرة.
الملفت هنا هو إجماع الآراء سواء على المستوى النقدى أو الجمهور العادى، بنجاح التجربة، فالنقاد رأوا فى الفيلم تجربة جيدة، لم يقدم فكرة عميقة، أو شريط سينمائى متميز، ولكنه نجح فى مخاطبة الشريحة المستهدفة، وهم شباب هذا الزمن «جيل السوشيال ميديا» الذين بدورهم أنصفوا التجربة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، فنال الفيلم إشادة كبيرة من جانبهم، ووصل الأمر أن كثيرين منهم أكدوا أنهم شعروا بحزن حينما انتهت أحداث الفيلم!
فيلم «الحريفة» بطولة نور النبوى، أحمد غزى، كزبرة، نور إيهاب، خالد الذهبى، عبدالرحمن محمد، سليم الترك وآخرين، مع ظهور خاص للفنان بيومى فؤاد وشريف الدسوقى، ونجم الكرة السابق أحمد حسام ميدو، والفيلم من تأليف إياد صالح، وإخراج رءوف السيد.
«مقسوم» إشادة بدون إيرادات
فى وقت اختفت فيه البطولة النسائية المطلقة من الشاشة الكبيرة لأكثر من 6 أعوام، وتحديدا بعد ابتعاد ياسمين عبدالعزيز عن السينما، حيث كانت الوحيدة التى تنافس الرجال على إيرادات شباك التذاكر، تم طرح فيلم «مقسوم» الذى يعتمد فى بطولته على مجموعة من النساء، ومن إخراج «مخرجة»، والمفاجأة الاكبر أن بطلات الفيلم يمثلن أزمنة مختلفة، بعيدة عن جمهور السينما الحالى، ومع هذا حقق الفيلم إشادات على مستوى الجمهور وأهل الصناعة أنفسهم، فأبدى المخرج عمرو سلامة إعجابه الشديد بالفيلم، رعم أنه ينافس فيلمه «شماريخ» على الإيرادات، وكتب سلامة عبر حسابه ب«فيسبوك»: «مقسوم» فيلم حلو ومؤثر وبيضحك و«كيوت» وصادق وممتع، برافو على كل الحلاوة ديه.
واتفقت معظم الآراء على أن «مقسوم» عمل مبهج، وأشاد كثيرون بأداء الفنانة ليلى علوى التى أجادت تقديم دور كوميدى بشكل كبير، وكذلك أداء باقى فريق الفيلم ومنهم سما إبراهيم وعمرو وهبة، واتفق الجميع أن الفيلم يعتمد على كوميديا الموقف، وليست الإفيهات التى يحاول أصحابها إجبار المشاهد على الضحك.
ورغم أن هذه الإشادة لم تنعكس إيجابيا على شباك تذاكر السينما، حيث لم يحظ الفيلم بإقبال جماهيرى كبير، ولكن توقع كثيرون أنه سيحقق نجاحا مضاعفا عقب طرحه على المنصات الرقمية، وشاشات التليفزيون.
فيلم «مقسوم» بطولة ليلى علوى، شيرين رضا، سماء إبراهيم، سارة عبدالرحمن وعمرو وهبة، وعدد من ضيوف الشرف، وهو من تأليف هيثم دبور، وإخراج كوثر يونس، وتدور أحداثه فى إطار اجتماعى كوميدى موسيقى، وتظهر ليلى علوى فى العمل بشخصية مطربة اعتزلت الغناء بعدما كونت فرقة موسيقية مع شيرين رضا وسماء إبراهيم فى التسعينيات.
منى زكى «الحصان الأسود»
رغم أن فيلم «رحلة 404» تم طرحه بدور العرض السينمائى منذ أيام قليلة، إلا أنه قوبل بحفاوة شديدة، ووصفه كل من شاهده بأنه سيكون الحصان الأسود الرابح لهذا العام، هذا الفيلم الذى ظل معطلا «رقابيا» منذ سنوات طويلة، حيث تم البدء فى تصويره عام 2021، وحينها كان يحمل اسم «القاهرة مكة»، ثم واجه أزمة رقابية حالت دون طرحه بدور العرض السينمائى، إلى أن تم الموافقة عليه أخيرا، بعد إجراء التعديلات المطلوبة من قبل الرقابة على المصنفات الفنية، وعقب العرض انهالت الكلمات المرحبة بهذا العمل الذى وصفه كثيرون بأنه التجسيد المثالى لكلمة «فيلم» كما قال الناقد طارق الشناوى عبر منشور له بحسابه بموقع فيسبوك: هذا هو الشريط السينمائى الذى انتظره، سينما بحق وحقيقى، تتضح فيها جرأة إبداعية وفكرية واجتماعية».
وتابع: «الفيلم يقفز فوق حاجز السينما النظيفة الذى اخترعناه ثم قدسناه، ولا نزال طوال أكثر من ربع قرن نقدم له فروض الطاعة والولاء».
وأكمل: «على الشاشة يتأكد أن لدينا مخرجا موهوبا هو هانى خليفة، كتب اسمه لأول مرة فى فيلم سهر الليالى، وبعدها حاول تقديم الخطوة الثانية فى أكثر من فيلم إلا أنها لم تتحقق، إلا مع تلك (الرحلة) الذى كان اسمه فى البداية (القاهرة مكة)، وتعثر رقابيا على مدى عام حتى تم الإفراج عنه».
وقال الشناوى: «رأيت عناصر إبداعية ساطعة، الكاتب محمد رجاء، وفريقا استثنائيا من الممثلين محمد ممدوح، وخالد الصاوى، وشيرين رضا، ومحمد فراج، وتصدرت المشهد بإبداع وتألق وسلطنة منى زكى، التى وصلت فى أدائها لهذا الدور إلى ذروة الذروة، فيلم نستعيد به تألق السينما المصرية المقهورة رقابيا».
أما الناقد أندرو محسن فكتب عبر حسابه أيضا: هناك أفلام تستحق الانتظار، هذا الوصف ينطبق على فيلم «رحلة 404» للمخرج هانى خليفة، الفيلم الذى ظللنا سنوات فى انتظاره.
وتابع: هناك أشياء كثيرة أستطيع الكتابة عنها تفصيليا سواء عن حلاوة السيناريو والتمثيل ودقة المخرج فى الإحساس بموضوع الفيلم كله، لكن ما أريد قوله أننا بالفعل مفتقدون هذه النوعية من الأفلام التى تتميز بالجودة شكلا وموضوعا فى السينما المصرية، الأفلام التى يمكن أن تكون «جماهيرية» وتصل لشريحة كبيرة من المشاهدين، وفى نفس الوقت فيها عناصر الأفلام الفنية.
ومن النقاد لأهل الصناعة أنفسهم حيث أشاد المؤلف والشاعر مدحت العدل رئيس جمعية المؤلفين والملحنين بالفيلم وكتب عبر حسابه بموقع إكس:
ألف مبروك ويا رب دائما من نجاح لنجاح، وشكر خاص للفنانة المبدعة منى زكى والمخرج العبقرى هانى خليفة، والسيناريست الموهوب محمد رجاء وجميع القائمين على الفيلم، حقيقى استمتعت جدا بكل دقيقة من هذا العمل الفنى الأكثر من رائع.
وكتب السيناريست تامر حبيب عبر حسابه بفيسبوك: بشرى لكل من يحب السينما الحلوة، التى تخاطب المشاعر والعقل، التى تدفعك للتفكير، وتغير حالتك بعد مشاهدتها، ثم تنام وتصحى وأنت تتذكر الفيلم، وتسترجع مشاهده، وتشعر بالنشوة وأن دماغك «مليانة».
وتابع: بشرى لكل من يستمتع بالتمثيل الثقيل الراسى الذكى، لكل من اشتاق أن يشاهد فيلما يمثلنا ويتحدث عنا، وراءه مؤلف كتب كل حرف مع سبق الإصرار، قاصدا استفزازك، وأن لا يتركك فى حالك، كل هذا بنضج وموهبة وصدق، وبشرى لأمثالى ممن اشتاقوا أن يسلموا أنفسهم لمخرج محترم وموهوب وصادق ومخلص، ويصدق كل حرف يقدمه على الشاشة، ولديه شخصية وطعم، وبصمة ليست شبيهة لأحد، وبشرى لكل من اشتاق أن يستمتع بفيلم وراءه فريق كامل أمام وخلف الكاميرا، قاصدا أن يمتع الجمهور.
وختم تامر حبيب كلامه: فيلم «رحلة 404» جاء ليعوضنا عطش السنين..
يذكر أن فيلم «رحلة 404» بطولة منى زكى بالاشتراك مع مجموعة من النجوم وضيوف الشرف محمد فراج، محمد ممدوح، شيرين رضا، خالد الصاوى ومحمد علاء مع حسن العدل، سما إبراهيم، شادى ألفونس، رنا رئيس، جيهان الشماشرجى، وعارفة عبدالرسول، ونورا شعيشع، من تأليف محمد رجاء وإخراج هانى خليفة.
يرصد الفيلم ملامح الرحلة التى تقوم بها غادة قبل أيام من سفرها إلى مكة لأداء فريضة الحج حيث تتورط فى مشكلة طارئة تجعلها مطالبة بجمع مبلغ كبير من المال، فتضطر أن تعود لأشخاص من ماض ملوث كانت قد قطعت علاقتها به، فهل ستسير الأمور بسلام وتحل المشكلة وتذهب لأداء فريضة الحج؟ أم أن العودة إلى الماضى لابد أن يلوثها مرة أخرى؟ هذا ما تجيب عنه الأحداث.