ربما كانت الأمور لتتغير كثيرا مع الجزارين المصريين وأصحاب المطاعم الذين أودعوا السجون على خلفية الإتجار بلحم الحمير، لو أن أولئك الجزارين قد مارسوا نشاطهم التجاري في تونس. حيث يلقى استهلاك لحوم الحمير رواجا كبيرا في تونس لرخص أسعارها مقارنة ببقية اللحوم، ويبيع أسبوعيا جزارو (الحمير) نحو 13 طنا من لحومها لعائلات محدودة الدخل ويحصدون مكاسب كبيرة مقابل هذه التجارة. وقالت صحيفة (أخبار الجمهورية) التونسية في عددها الصادر اليوم "إن الأحياء الشعبية الفقيرة حول العاصمة تونس هي أبرز مستهلك للحوم الحمير، وأن سكان هذه المناطق لا يجدون حرجا في استهلاك هذه اللحوم لرخص ثمنها مقارنة باللحوم الأخرى". وأضافت "سعر الكيلو الواحد من لحم الحمار لا يتعدى 5 دنانير (حوالي 3 دولار ونصف، ما يوازي 20 جنيها مصريا) في حين يتجاوز سعر الكيلو من لحمة الضأن 14 دينارا تونسيا (أكثر من 10 دولار، نحو 55 جنيها مصريا)". وتابعت الصحيفة: "يتم ذبح الحمير التي يشتريها الجزارون من سوق الدواب تحت إشراف صحي. وهناك مصادر طبية لا ترى مانعا في استهلاك لحم الحمار، حيث لا يوجد أي انعكاسات صحية له". وأظهرت إحصائيات زراعية رسمية نشرت في 2009 أن عدد الحمير في تونس بلغ 123 ألفا في حين لم يتعد عدد الخيول 26 ألفا والبغال 40 ألفا.