وصفت وسائل إعلام غربية، اليوم الأربعاء، القصف الإسرائيلي لمستشفى الأهلي العربي المعروفة ب"المعمداني" في قطاع غزة، الذي راح ضحيته مئات الشهداء والمصابين الفلسطينيين، ب"المجزرة"، التي تهدد استقرار الشرق الأوسط، وتقوض الجهود الدبلوماسية لتحرير الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس الفلسطينية، وفرص خلق ممر آمن لخروج الأجانب من القطاع. ووصفت شبكة "إن بي سي" الأمريكية القصف الإسرائيلي لمستشفى المعمداني ب"المجزرة". ونقلت الشبكة الأمريكية عن ليونارد روبنشتاين، أستاذ الصحة العامة بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، والذي درس العنف ضد المرافق الطبية خلال الحروب طوال 25 عاما، إن عدد الضحايا هو الأعلى في قصف مستشفى شهده طوال فترة عمله، على حد تعبيره. وتحت عنوان "قصف مستشفى غزة يشعل مظاهرات غاضبة في أنحاء الشرق الأوسط"، أشارت صحيفة "جارديان" البريطانية إلى اندلاع مظاهرات في الضفة الغربية ولبنان والأردن وتركيا وإيران تنديدا بالقصف. كما أفادت في تقرير أخر للصحيفة ذاتها بأن الفلسطينيين "اعتقدوا أن المستشفى ملاذ آمن"، واصفة القصف بأنه أكبر هجوم يسجل خسارة في الأرواح خلال 5 حروب بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية منذ عام 2007. وفي السياق نفسه، رأت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن ما حدث يهدد استقرار الشرق الأوسط، لافته إلى أن الاحتجاجات في إيران حملت شعار "الموت لبريطانيا وفرنسا"، وألقى بعض المتظاهرين البيض على أبواب السفارة الفرنسية في طهران، منددين بالموقف الغربي. على صعيد آخر، رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن استهداف مستشفى المعمداني بغزة قوض الجهود الدبلوماسية لتحرير الأسرى المحتجزين لدى حماس، وفرص خلق ممر آمن لخروج الأجانب من القطاع. من جانبها وصفت منظمة "أطباء بلا حدود" قصف المستشفى بأنها "مجزرة مروعة وغير مقبولة"، بينما أدانت منظمة الصحة العالمية القصف، لافتة إلى أن "المستشفى كان يحتمي به المرضى ومقدمو الرعاية الصحية والنازحون داخليا". وحول زيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة، رأت صحيفة "جارديان" أن زيارة بايدن تأتي في ظل "عاصفة"، حيث أدى قصف المستشفى إلى إلغاء قمة رباعية كان مقرر عقدها اليوم في العاصمة الأردنيةعمان، برعاية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وبمشاركة الرئيس السيسي ونظيريه الأمريكي والفلسطيني، حيث غادر الأخير الأردن فور قصف المستشفى عائدا إلى رام الله. ووفقا لمجلة "بوليتكو" الأمريكية، فإن زيارة بايدن غير العادية في هذا الوقت إلى الشرق الأوسط "محفوفة بالمخاطر"، خاصة بعد قصف المستشفى في غزة.