أعلن مسئولون أمريكيون أنهم يتفهمون مبررات قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو بإلغاء زيارة له، كانت مقررة إلى واشنطن الأسبوع القادم للمشاركة في مؤتمر حول الأمن النووي، بحضور زعماء 40 دولة. وجاء قرار نيتانياهو بعد أن علم أن مجموعة من الدول، من أبرزها مصر وتركيا، تعتزم طرح مسألة الترسانة النووية الإسرائيلية المفترضة خلال المؤتمر، والمطالبة بانضمام إسرائيل إلى معاهدة حظر انتشار السلاح النووي. وقال جيمس جونز مستشار الأمن القومي الأمريكي إن نيتانياهو لا يريد أن يكون سببا في تغيير توجهات الموضوع الرئيسي للقمة، وهو البحث في إيجاد السبل والوسائل لمنع انتشار المواد والأسلحة النووية في العالم، خاصة في إيران. وكان مصدر إسرائيلي مسئول قد ذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "عبر عن استيائه من نوايا هاتين الدولتين، ولذلك امتنع عن المشاركة في المؤتمر". وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن نيتانياهو يخشى أن تحاول البلدان الإسلامية التي تحضر القمة تحويل تركيز المؤتمر من الإرهاب النووي إلى هجوم منسق على قدرات الأسلحة النووية "المفترضة" لإسرائيل، لذلك تقرر إيفاد دان مريدور وزير شئون المخابرات الإسرائيلي لحضور المؤتمر. وفي أول تعليق رسمي تركي على قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، إن قرار نيتانياهو يخص إسرائيل وحدها، وكان أوغلو قد أكد من قبل أنه لا يجب أن يمتلك أحد في المنطقة السلاح النووي، سواء كانت إسرائيل أم إيران. وكان حضور نيتانياهو للمؤتمر سيصبح أول مشاركة من نوعها من جانب رئيس لوزراء إسرائيل في منتدى نووي عالمي، حيث أكد مساعدوه أنه وافق في البداية على الحضور بعد أن تلقى تأكيدا من الولاياتالمتحدة بأن البيان الصادر عن قمة الأمن النووي سيركز على جهود تأمين المواد الانشطارية، دون أي تلميح عن إسرائيل. البرنامج الإسرائيلي النووي يعتقد المحللون أن إسرائيل أصبحت قوة نووية منذ نحو 40 عاما، وحسب تقديرات إنتاج البلوتونيوم في مفاعل ديمونة في صحراء النقب، قد يكون لدى إسرائيل ما بين 100 إلى 200 رأس حربي نووي. وتنتقد الدول العربية والإسلامية ما تصفه بالصمت الرسمي في واشنطن إزاء قضية البرنامج النووي الإسرائيلي، وترى دول المنطقة أن هناك قبولا ضمنيا من جانب الولاياتالمتحدة لحيازة إسرائيل السلاح النووي. وكانت إسرائيل قد قصفت مفاعلا عراقيا في عام 1981، كما ترددت أنباء عن قيام مقاتلاتها بقصف مفاعل سوري في وادي الزور عام 2007. ويرى مراقبون أن مؤتمر واشنطن كان سيوفر لنيتانياهو فرصة لحشد التأييد لفرض عقوبات أشد على إيران التي يشتبه الغرب في سعيها لامتلاك أسلحة نووية، حيث أكد فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن إيران ستكون "موضوعا مهما" خلال القمة النووية الأولى التي سيشارك فيها زعماء نحو 47 دولة. يشار إلى أن المحللين يعتقدون أن إسرائيل هي البلد الوحيد المسلح نوويا في الشرق الأوسط، لكنها لم تؤكد أو تنفي يوما امتلاكها أسلحة نووية، كما لم توقع معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.