نفى البيت الأبيض وجود أي خطة سرية لدى الإدارة الأمريكية حول قضية السلام في الشرق الأوسط، وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيم جونز أن واشنطن لا تنوي "مفاجأة أي أحد في أي وقت" بتحول كبير في استراتيجية السلام في الشرق الأوسط، موضحاً أنه لم يتم اتخاذ قرار لكي يقدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما طرحه الخاص لحل النزاع. وعلى الرغم من نفى مستشار الأمن القومي الأمريكي وجود خطة أمريكية جديدة بشأن الشرق الأوسط، إلا أنه ترك الباب مفتوحا أمام المزيد من المناقشات الداخلية بعد ان انتشرت تقارير عن بحث خطة جديدة واسعة النطاق للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال جونز للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية خلال العودة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما من العاصمة التشيكية براغ "لم نتخذ أي قرار لبدء أي تغيير كبير في استراتيجيتنا". "أعتقد أنه ينبغي أن نقول، أننا لا ننوي مفاجأة أي أحد في أي وقت." وكانت عدة تقارير إخبارية قد تحدثت خلال الأسبوع الماضي عن قيام أوباما بدراسة خطته الخاصة وسط توتر مع اسرائيل بسبب سياسة التوسع الاستيطاني اليهودي وشعور واشنطن بالإحباط بسبب استمرار التوقف في جهود السلام. ووصف جونز العلاقات بين الولاياتالمتحدة واسرائيل بأنها "على ما يُرام" رغم قرار نتنياهو بالانسحاب من قمة الأمن النووي في واشنطن الأسبوع القادم خشية أن تستغل دول إسلامية الموقف للمطالبة بأن تتخلى اسرائيل عن ترسانتها النووية المفترضة. من جهة ثانية، قال مسؤولون أمريكيون إنهم "يتفهمون" مبررات قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلغاء زيارة كانت مقررة الى واشنطن الأسبوع القادم للمشاركة في مؤتمر حول الأمن النووي بحضور زعماء 40 دولة. وجاء قرار نتانياهو بعد ان علم ان مجموعة من الدول من ابرزها مصر وتركيا تعتزم طرح مسألة الترسانة النووية الاسرائيلية المفترضة خلال المؤتمر، والمطالبة بانضمام اسرائيل الى معاهدة حظر انتشار السلاح النووي. وكان مصدر إسرائيلي مسؤول قد ذكر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي "عبر عن استيائه من نوايا هاتين الدولتين ولذلك امتنع عن المشاركة في المؤتمر". ويعتقد ان اسرائيل هي البلد الوحيد المسلح نوويا في الشرق الاوسط، لكنها لم تؤكد او تنفي يوما امتلاكها اسلحة نووية، كما لم توقع معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية. وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان نتنياهو يخشى ان تحاول البلدان الاسلامية التي تحضر القمة تحويل تركيز المؤتمر من الارهاب النووي الى هجوم منسق على قدرات الاسلحة النووية المفترضة لاسرائيل. وكان حضور نتنياهو للمؤتمر سيصبح أول مشاركة من نوعها من جانب رئيس لوزراء اسرائيل في منتدى نووي عالمي.وقال مساعدو نتنياهو انه وافق في البداية على الحضور بعد ان تلقى تأكيدا من الولاياتالمتحدة بأن البيان الصادر عن قمة الامن النووي سيركز على جهود تأمين المواد الانشطارية دون اي تلميح عن إسرائيل. يذكر انه بالإضافة الى إسرائيل لم توقع أي من الهند وباكستان وكوريا الشمالية على معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية، التي وقعت عليها 189 دولة. وكانت إسرائيل قد قصفت مفاعلا عراقيا في عام 1981، كما ترددت انباء عن قيام مقاتلاتها بقصف مفاعل سوري في وادي الزور عام 2077. ولن تشارك ايران ولا كوريا الشمالية في مؤتمر الامن النووي بواشنطن، ومن المقرر ان يصل عشرات من زعماء العالم الى واشنطن الأسبوع القادم للمشاركة في المؤتمر الاول من نوعه