• الغناء لداليدا صعب لأنها لا تشبهنى • أصبحت مطربة «فيها حاجة حلوة» بعد أن كانت الناس تتذكرنى بأغانى أم كلثوم • غناء التراث وضعنى فى برواز صعب لكنه الباب الذى فتح لى أبواب الشهرة • هناك درجات تشابه كبيرة بينى وبين مى فاروق وتواجدنا أحدث اتزانا داخل ساحة الغناء • أتقبل الحكم على أعمالى الخاصة بالنجاح أو الفشل عندما تحصل على فرصتها هناك أصوات عندما تستمع إليها تشعر أن المغنى ما زال بخير، وأن البلد الذى أنجب أم كلثوم وعبدالحليم وعبدالوهاب ما زال قادرا على إنجاب أصوات قادرة على منحنا الأمل وتملأ أى فراغ يتركه الكبار الذين رحلوا، هناك أصوات شابة نعتبرها الجسر الذى نعبر به إلى المستقبل، بالتأكيد فى مقدمة تلك الأصوات ريهام عبدالحكيم، وهى صوت مؤهل من حيث الموهبة والخبرات التى اكتسبتها عبر مشوار طويل من الغناء بدأ وهى فى سن الطفولة مع كورال أطفال الأوبرا ثم الفرقة القومية للموسيقى العربية، والمشاركة مع الدكتورة رتيبة الحفنى فى كم هائل من المهرجانات الدولية، قرطاج وجرش ومعهد العالم العربى فى باريس وغيرهم، ثم مرحلة الانطلاق بمفردها، مؤخرا شاركت فى مهرجان العلمين الجديدة ممثلة لفئة الطرب فى ليلة تقاسمتها مع الفنان مدحت صالح، كما أنها خلال الفترة الأخيرة تعيش انتعاشة فنية أبرزها حفلات صوت السينما مع نفس الفنان أيضا. فى حفل العلمين فوجئ الجمهور بغنائك عمل لداليدا «حلوة يا بلدى» على غير عادتك فى غناء أعمال شرقية لأم كلثوم وغيرها؟ داليدا صوت من الصعب أى مطربة تغنى لها، لأنها تتمتع بشخصية غنائية فريدة، حتى طريقة نطق الكلام عندها مختلفة، وكنت خائفة جدا من التجربة، حتى لا أتعرض لانتقادات، لكننى أخذت الأمر من زاوية أننى أريد أن أقدم أغنية حلوة فى مهرجان جديد، من بين أهدافه الترويج لمصر، وتحديدا منطقة العلمين، لذلك فالمعنى هو الذى دفعنى إلى هذه الأغنية. ماذا تقصدين بالمعنى؟ كنت أريد أن أغنى أغنية حلوة لبلدى، تظهر جمال العلمين، من هنا جاء اختيار «حلوة يا بلدى» خاصة أن الناس أيضا تحبها كثيرا، ولذلك شجعت نفسى على أدائها. الحمد لله خرجت بشكل جيد، رغم أنها ليست شبهى. وأجمل ما فى هذه الأغنية أنها بسيطة ولحنها رقيق. هل من الممكن التفكير فى تقدم أعمال أخرى لداليدا؟ لداليدا أعمال أخرى كثيرة رائعة باللهجة المصرية، لكنى أرى أن أغنية حلوة يا بلدى كانت لائقة علىَّ واعتبرتها مثل «البونبوناية». «ليلة طرب» فى مهرجان العلمين قدمتها أنتِ ومدحت صالح.. ألم تتخوفى من جمهور الساحل الشمالى؟ فى البداية كنت خائفة، لأننى أعلم أن الجمهور هناك يحب البوب ميوزك ونجوم البوب، لكن عندما علمت أن إدارة المهرجان والشركة المتحدة، كان هدفها فى البداية تقديم هذا النوع من الغناء الطربى، تشجعت جدا، لأنهم يريدون مهرجانا متنوعا، أيضا علمت أنهم أعدوا مسرحا بأجهزة ونظام صوت خاص لهذا النوع من الغناء، لأن مدحت صالح النجم الكبير كان معى فالحمد لله ذهب التخوف تماما. ما الذى لفت نظرك فى هذا المهرجان فى ضوء مشاركتك فى العديد من المهرجانات حول العالم منذ صغرك؟ كنا نعانى فى الماضى من مشاكل فى تنظيم فى هذه النوعية من المهرجانات، لكننى اكتشفت من خلال مهرجان العلمين أنه بإمكاننا أن ننظم مهرجانات عالمية بسهولة شديدة، من خلال متابعتى الحكاية من البداية اكتشفت أن كل شىء فى حسابات المنظمين، لذلك خرج بهذا الشكل المبهر. التنظيم هو سر استمرار أى مهرجان ونجاحه، لذلك أتوقع أن يستمر هذا المهرجان بنفس الدقة والنجاح. الشىء الثانى الذى يجعله مهرجانا فريدا من نوعه اختيار المكان، كما أن التنوع فى النجوم المشاركة، كان رائعا، كل نجم مشارك سوف تجده مبدعا فى منطقته، وأتصور أنه أول مهرجان فى مصر يقدم هذا التنوع وعدد الأيام وعدد النجوم. فى الفترة الأخيرة قدمت سلسلة حفلات صوت السينما مع مدحت صالح كيف ترينها؟ سعيدة جدا بالمشاركة فى صوت السينما، لسببين منذ صغرى كنت أتمنى المشاركة فى تقديم هذا الشكل الغنائى، كان حلمى أن أغنى أعمالا تراثية لها علاقة بالسينما، كنت كلما أشاهد فيلم أبيض وأسود أضع نفسى مكان المطربة، مرة مكان ليلى مراد، مرة مكان شادية، وأسمهان، أريد أن أغنى تلك الأغانى، أنا مرتبطة بها منذ صغرى، فهى مختلفة عن الأغانى التقليدية التى تقدم على مسرح لأم كلثوم وفايزة ووردة. الجميل فى أغانى الأفلام أنها مرتبطة بمشاهد تعيش بداخلنا، لذلك عندما عرض علىَّ الأمر فرحت جدا، ولأنها كانت مع فنان بحجم مدحت صالح، لذلك كان من ضمن البرنامج تقديم عدد من الدويتوهات مع بعض وهذا أمر مبهر بالنسبة لى. الشىء الثالث هو تنفيذ الحفلات بالأوركسترا، وهو ما يمنح الأمر قوة، لأنك تستطيع تقديم أى شكل موسيقى، خاصة أن أغانى الأفلام شارك فى توزيعها أسماء كبيرة بحجم أندريا رايدر وعلى إسماعيل، وبصراحة المايسترو الكبير ناير ناجى كان له دور مهم. هل صدى الحفلات جاء كما توقعت؟ طبعا، وزادت سعادتى عندما تقبلنى الجمهور مع مدحت صالح، كنت فى البداية متخوفة، على اعتبار أن أغلب الجمهور جاء من أجل مدحت لكن بعد فترة الحمد لله وجدت صدى كبيرا تجاهى. نفتقد منذ فترة تقديم الدويتوهات سواء على صعيد نجم ونجمة فى عدد من الحفلات المشتركة أو كشكل غنائى؟ الدويتو موجود، لكن لا يقدم من خلال فكرة، يقدم وفقا لظروف الحفل. أكثر مطربة شعرت بانسجام مع أعمالها خلال تلك السلسلة؟ غنيت لأسماء كثيرة حكايتى مع الزمان لوردة وكانت تلقى قبولا جيدا جدا، وقلبى دليلى ل ليلى مراد، بيقولولى توبى لصباح، تمرحنة فايزة أحمد، أعمال أخرى لنجاة وشادية. تجربتك مع عمر خيرت هى الأنجح على مستوى الأعمال الخاصة بك؟ الحمد لله على تلك التجربة، لأن عمر خيرت إنسان رائع، شرف لى العمل معه، وهو من رشحنى لغناء الفيلم، مجرد وجود عمل لعمر خيرت فى السيرة الذاتية الخاصة بى أمر عظيم. والحمد لله الأغنية أحدثت صدى كبيرا، كنت فى البداية وعندما أذهب لمكان أجد الناس تتذكرنى بأغانى أم كلثوم بعد تجربة عمر خيرت أصبحت معروفة ب «فيها حاجة حلوة». النجاح مع عمر خيرت لماذا لم يدفعك للتعاون معه فى أغنية ليس لها علاقة بالسينما؟ أخجل فى طلب هذا منه، خاصة أن أستاذ عمر عموما لا يلحن أغانى مستقلة كثيرة، لكننى أتمنى أن يحدث هذا، وسوف أسعى لهذا رغم خجلى. كان لك تجربة أغانٍ خاصة لكنها لم تكن مؤثرة كما حدث مع أغنية عمر خيرت؟ لا أريد أن أربط بين الأمرين، لأن أعمالى الخاصة لم تأخذ حظها من العرض، لكن أغنية خاتم سليمان عندما حصلت على حقها من العرض والإذاعة نجحت نفس النجاح، البعض تصور أن نجاحى مرتبط بأغانى المسلسلات أو أغنية فيلم، لكن الحكاية أن الأغانى المرتبطة بعمل درامى تأخذ حظا كبيرا من الإذاعة، بمعنى أنها لو تتر مسلسل سوف يذاع لمدة 30 ليلة عرض، لذلك فالحكم على أعمالى الخاصة بالنجاح أو الفشل يحدث لو حصلت على نفس الحظ من العرض. المهرجانات العربية هل لها تأثير علينا؟ أرى أنه تأثير إيجابى جدا، لأنك تخاطب جمهور البلد المنظم وجمهور الجاليات العربية الموجودة بها، مثلا فى مهرجان العلمين كنت أرى جنسيات مختلفة من السعودية والإمارات والمغرب وغيرهم، وعندما أغنى فى السعودية أو الأردن أجد جمهور البلد مع جمهورنا المصرى إلى جانب الجنسيات الأخرى، كما أن وجود المهرجانات يخلق منافسة جميلة الفائز بها الجمهور، حتى على صعيد الموسيقيين والمطربين تجد نقاطا إيجابية. والحمد لله الموسيقى المصرى أكثر المطلوبين؛ لذلك فهو موجود فى المهرجانات. كيف ترى مجاملة بعض المطربين للبلد المستضيف للمهرجان؟ طالما أن الموضوع لا يخرج عن إطار المبالغة ليه لأ، وكثير من مسارحنا شهدت نجوما عرب تحدثوا عن مصر بحب شديد، وتجد جمهورهم فى بلدهم متقبل الأمر، كون أن هناك فنانا أو فنانة مصرية قالت جملة أو كلمة على سبيل رد الجميل لاستقبال البلد أو جمهور البلد المضيف لها، ما المانع لا أرى فى ذلك أى عيب. هل تستمع ريهام عبدالحكيم لأغانى المهرجانات؟ أسمعها لو تواجدت فى مكان بالصدفة ولا أنفر منها، لكننى لا أذهب إلى الكمبيوتر مثلا أو لقناة معينة لكى أستمع إليهم. لو عرضت عليك أغنية بها مواصفات المهرجانات هل تقبلين بها؟ ممكن لو وجدت شيئا يليق على صوتى، وتكون الفكرة مكتوبة بشكل جيد، أنا شايفة إن أحمد سعد مثلا عندما قدم هذا النوع بشكل معين دون إسفاف راح فى منطقة ثانية، ورد فعل الجماهير تجاهه مقبول جدا. عبدالحليم حافظ مع الفارق فى التشبيه، عندما وجد أن الأعمال الشعبية التى يقدمها محمد رشدى منتشرة وناجحة قدمها، الفنان لابد أن يكون مواكبا، لكن فى حدود انسجام الصوت مع هذا الشكل. دائما الناس تربط بين مى فاروق وريهام عبدالحكيم هل لأنكما خرجتما من عباءة أم كلثوم؟ أكيد طبعا، وهناك دراجات تشابه كبيرة بيننا، البيئة الفنية التى خرجنا منها، والنشأة الموسيقية، التفكير واحد، الأماكن والمهرجانات التى نقدم فيها حفلاتنا واحدة، الشكل الغنائى الكلاسيكى الذى نقدمه، مع الوقت تجد واحدة منا تحصل على فرص أكبر ثم تدخل أخرى محلها. لكن فى النهاية جميل جدا أن يجد كلانا حبا من الجمهور، وأتصور أن وجودنا فى الفترة الأخيرة عمل اتزانا خاصة فى منطقة تقديم التراث الغنائى. لكن أتمنى أن تتقبلنا الناس فى الأغانى الجديدة؛ لأن أحيانا النجاح فى منطقة ولتكن التراث تجعل الجمهور لا يريد أن يراك فى منطقة أخرى. غناء التراث ظلمكما إلى حد ما؟ لا أحب أن أقول ظلمنا لأننا ظهرنا من خلاله، لكنه وضعنا فى برواز جعل هناك صعوبة فى الوصول للشباب، ولكى تصل لهم تحتاج مجهودا أكبر، لكن الجميل مع الوقت استقطبنا الشباب لمنطقة التراث، وهذا يحسب لنا، الحمد لله الشباب عرف طريق مهرجان الموسيقى العربية وحفلات الموسيقى العربية طوال السنة عن طريقنا. أنت مولودة على خشبة المسرح بالتأكيد يفرق هذا الأمر مع المطرب كثيرا؟ أولا بداية الظهور فى حفل أمر صعب، لأنك تقابل الجمهور وجها لوجه، ومع أدائى لأعمال صعبة، لكن التدريب عندما يحدث مع مايسترو مثل سليم سحاب يعى ماذا تعنى كلمة مسرح، فالأمر اختلف معى، كما أن ظهورى فى سن صغيرة على المسرح قلل من عدد السنين التى يحتاجها أى مطرب لكى يقوم بإحياء حفل عام أمام الجمهور. لقاء كبار الملحنين وأنتِ فى سن صغيرة كان له تأثير؟ بالطبع التقيت بالأستاذ عمار الشريعى ثم العملاق حلمى بكر، ثم الأستاذ محمد على سليمان كل تلك الأسماء، وأنا فى سن صغيرة جدا، بالتأكيد هذا الأمر يفرق مع أى صوت. مسلسل أم كلثوم كان محطة مهمة هل الترشيح كان من عمار الشريعى؟ فى الحقيقة تم ترشيحى من قبل دكتورة منى أبو النصر مخرجة مسلسل بكار، لأننى عملت معها فى أكثر من عمل، وقدمتنى للمخرجة إنعام محمد على، وعندما التقيت بها قالت وجودك كمطربة فى المسلسل سوف يحسمه الأستاذ عمار، لكن على صعيد التمثيل أنتِ معى، لأنها رأت أنى أشبه أم كلثوم، الرقبة والوجه الريفى، لكن بالنسبة للأصوات المتقدمة كانت أصواتا كثيرة واختارنى الأستاذ عمار من بين أعداد كبيرة، ومعى أمال ماهر وزينب مصطفى، وكان ذلك شرفا كبيرا، كنت ألتقى مع أستاذ عمار بشكل يومى، كنت فى شبه معسكر تدريب. ثم جاء التعاون مع الموسيقار محمد على سليمان وحلمى بكر؟ كنت محظوظة أننى التقيت بهما فى فترة مهمة من حياتى، وكذلك غنيت للأستاذ محمد سلطان وحلمى أمين فى عمل مسرحى. لماذا لم تقدمى هذه الأعمال فى حفلات الأوبرا؟ اتفقت مع الأستاذ حلمى أن أقدم قصيدة كان لحنها لى بعنوان أنتِ معجزتى توزيع دكتور إيهاب عبدالسلام، وتباعا سوف أقدم الباقى. الدكتورة رتيبة الحفنى كان لها دور أيضا فى حياتك الفنية؟ طبعا أثرت فى بشكل كبير على المستوى الشخصى والإنسانى، تعلمت كيف أقدر الفن وأحترمه، كيف أكون ملتزمة، لأنها كانت شخصية قيادية ومدرسة متنوعة، سافرت معها مهرجانات كثيرة، اختصرت لى مشوار كبير فى تعرف الناس علىَّ، والغريب أنها قدمتنى وشجعتنى قبل أن نلتقى، ذات مرة أثناء مشاهدة برنامجها الموسيقى العربية فوجئت بها تقدم أغنية لى وبكل عظمة تلك السيدة تقول سوف أقدم لكم صوتا أتوقع له مستقبلا باهرا سيكون فى الصفوف الأولى. هل هناك شخصيات أخرى أثرت فى حياتك؟ هناك الدكتور جمال سلامة ومنير الوسيمى وعبدالعظيم عويضة وعبدالعظيم محمد. كلهم أثروا فىَّ بشكل كبير. أنا محظوظة فى التعامل مع هؤلاء. وكنت أتمنى أن ألتقى مع الأساتذة عبدالوهاب وبليغ والموجى. ومن الجدد؟ خالد عز وعزيز الشافعى أتمنى أن أسمع صوتى معه وتعاملت مع عمرو مصطفى فى مناسبات وطنية، أتمنى أن نلتقى فى عمل جديد.