30 عامًا مرت من عمر مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، لتتواصل رسالته السامية الهادفة إلى الدفاع عن الهوية والارتقاء بالذوق العام، لتبقى الموسيقى إحدى الروابط الوثيقة بين أبناء الوطن العربى، حيث تتوحد النغمات وتمتزج الألحان، وإن اختلفت اللهجات والأساليب والمفردات. ومنذ ميلاد مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية يجتمع على أرض مصر سفراء الفن لتتجلى أصالة وتفرد الإبداع العربى، ويظهر دور هذا المحفل فى الحفاظ على الهوية وصون التراث واستعادة ذكريات زمن الفن الجميل. فى دورته ال30 غنى مطربو الأوبرا وأبدع كبار المطربين مدحت صالح وعلى الحجار وعفاف راضى، وأصالة وعبدالله الجوهر من السعودية، ومن لبنان وائل جسار ومن تونس صابر الرباعى وماجدة الرومى.. اآخر ساعةب حاورت عفاف راضى ومدحت صالح وسميرة سعيد ورحاب عمر فى كواليس مسرح النافورة. 1 - مدحت صالح: نعيش عصر الأغنية السينجل "رفضك يا زمانى يا مكانى.. أنا عايز أعيش فى كوكب تانى".. تظل هى الأغنية التى يطلبها الجمهور دائمًا فى حفلات مدحت صالح، وبمصاحبة عازف البيانو الشهير عمرو سليم، غنى مدحت مجموعة مختارة من أشهر أعماله الخاصة التى قدمها خلال مسيرته الفنية.. كيف تقيم وضع المهرجان على خارطة المهرجانات العربية للأغنية؟ - مهرجان الموسيقى العربية له طبيعة خاصة ومختلفة واستمرار المشاركة العربية وتهافت النجوم من كل الدول العربية على المشاركة فيه يؤكد ريادته على مهرجانات الأغنية كافة إلى جانب أن هناك العديد من المهرجانات العربية قامت باستنساخ فكرة مهرجان الموسيقى العربية وعلى الرغم من فارق الإمكانيات، فإن المرهجان لايزال يحتفظ بالصدارة لأن القيمة الأدبية أهم وأبقى. هل هناك أعمال جديدة فى الفترة المقبلة؟ - بعد مشوار غنائى لأكثر من 25 عاما أصبح تقديم أغنية جديدة يحتاج لاختيار دقيق جدا خاصة أن معظم أعمالى كانت مع عمالقة كبار أمثال الراحل عمار الشريعى والموسيقار الكبير عمر خيرت والموسيقار ياسر عبد الرحمن ولذلك لابد من التريث كثيرا عند اختيار وتقديم عمل جديد حتى أستطيع تقديم المستوى نفسه الذى عرفه الجمهور. هل أزمة صناعة الأغنية تلعب دورا فى تأخر أعمالك الجديدة؟ - بالتأكيد لها دور سلبى ليس على مدحت فقط وإنما على كل مطربى الوطن العربى فاليوم أصبح إصدار ألبوم جديد مغامرة كبيرة، يحاول الجميع بقدر الإمكان تجنبها وهذا ماجعلنا نعيش عصر الأغانى السينجل والفيديو كليب، لكن فى كل الأحوال لايزال الجمهور مهتما بالإبداع الحقيقى والأعمال الجيدة لكننا فى احتياج إلى تسليط الضوء بشدة على كل ماهو جديد وإبداعى فى عصر اختلطت فيه الأمور كثيرا. ما سبب ابتعادك عن التمثيل فى الفترة الأخيرة؟ - التمثيل بالنسبة للمطرب فرصة للتقرب من جمهوره أكثر ولكن بشرط أن يمتلك الموهبة التى تؤهله لتقبل الجمهور ما يقدمه وفى كل الأحوال المطرب ضيف على عالم التمثيل ولابد أن ينتقى أدواره جيدا حتى لاتقلل من نجاحه كمطرب، فيمكن للمطرب أن ينهى مشواره لتقديمه لشخصية سيئة يؤدى دورها فى عالم التمثيل تسيء له وللمجتمع. هل ستشارك فى تقديم أبو العروسة الجزء الثالث؟ - مسلسل أبو العروسة من العلامات المميزة فى مشوارى الفنى فى التمثيل لأنه عمل من واقع المجتمع المصرى وتجد الأسرة مجتمعة لمشاهدته وهذا ما شجعنا على تقديم عدة أجزاء منه كما أن نجاح الجزء الأول والثانى هو ما دفعنا لتقديم جزء ثالث وسنصوره خلال أيام. أما بالنسبة للسينما فأنا أحب السينما كثيرا وأستمتع بالعمل بها لكن حتى الآن لم أجد العمل المناسب لأقدمه فكما ذكرت أنا كمطرب أعتبر نفسى ضيفا على عالم التمثيل وظهورى فى أى عمل سينمائى أو درامى مقترن بما سأقدمه للجمهور والمجتمع. 2 - عفاف راضى: الأستاذ بليغ علمنى أن الفن ليس بالعدد صوت عفاف راضي سيظل كما هو، الهادئ الجميل، رغم الرهبة قالت عفاف لجمهور الإسكندرية وحشتوني في ليالي االموسيقى العربيةب، وبقيادة المايسترو عبد الحميد عبدالغفار، قدمت باقة مُختارة من أعمالها التي قدمتها على مدار مشوارها الفني الطويل ومنها اردوا السلامب، ايا وابور الساعة 12ب، اوحديب، اابعد يا حبب، وغيرها.. مشوارك الاستثنائى مع بليغ حمدى مرحلة أساسية فى حياتك الفنية حدثينا عنها؟ - الأستاذ بليغ هو من تبنانى وتعلمت منه كل شىء فى الفن وأكثر ما تعلمته أن الفن ليس بالكم ولكن بالكيف الذى يبقى ويبقيك كفنان فى قلوب محبيك، وأتذكر أنه حين سمع صوتى فى برنامج الهواة بالإذاعة والتليفزيون وكان عمرى وقتها 17 عاما بالكونسرفتوار، وجدت سكرتيره يبلغ شقيقي بأنه يريد أن يرانى وقدمت أمامه موشحا للسيدة فيروز فأخبرنى: سوف أقدمك للغناء فى حفل أضواء المدينة وفى حفل آخر مع عبدالحليم حافظ، وبالفعل كانت البداية مع الشاعر سيد مرسى أغنية ردوا السلام ولحنها بليغ وقاد الفرقة الموسيقية بنفسه وكان عمرى وقتها 19 عاما، وتبنانى بليغ وشركة صوت الفن وقدمت عددا من الأغانى منها أم الشهداء، الفرحة جاية، عشاق الليل، واقفة السمرة، ليالى المواويل، بالأحضان خدينا ليالى المسا، يمكن على بالى الموالى، لذا فهو فنان استثنائى فى حياتى. أبدعت فى أغانى الأطفال لماذا تخليت عن تقديمها وأنت رائدة من رواده؟ - انتقاء كلمات الأطفال من أصعب أنواع الكتابة سواء أغنية أو قصة لأنك حينها تحتاجين لصياغة المعلومة بشكل مبتكر ومصغر ولا يتخلى عن الخفة والسهولة حتى يستوعبه الأطفال وهذا ما برع فيه سيد حجاب، وكذلك التلحين الذى يجذب الطفل وهو لعبة الأستاذ عمار الشريعى، وكونت ثنائيا مميزا لايمكن تكراره، وكذلك التقديم وكيفية تلوين الصوت الغنائى للفت الانتباه منها سوسة وهم النم وغيرهما، وأتمنى عودة مشاريع الأطفال فى الوقت القريب. ما سبب عودتك للغناء على مسرح الأوبرا تحديدا؟ - الأوبرا تكتمل فيها المنظومة الفنية، وعندما يقف فنان على خشبة مسرح محترم يقدم ألحانا رشيقة وكلمات ممتعة هذا يجعل الجمهور يرتقى فى مشاعره ويكون مختلفا تماما فى استقبال الأغانى التى يسمعها وهذا دور الأوبرا فهى مكان عريق ويحافظ على التراث واعتبرها المنبر الثقافى الأهم بجميع البلدان العربية وتألق على مسارحها عمالقة الطرب واستطعنا من خلالها حفر تاريخ مصر الغنائى وترسيخ ريادتها بين دول العالم. ما الحل للارتقاء بالذوق العام ؟ - لابد أن يجتمع الكل على تقديم إبداع حقيقى بداية من المبدع المحترف ولابد أن ينمى قدراته ويسير بخطى مدروسة جيدا فليس هناك ثقافة بالنقل بل التعلم والاجتهاد واكتساب الخبرات كذلك الاهتمام بالتعليم على جميع المستويات، وعودة حصص الموسيقى للمدارس من جديد وتأسيس الأطفال منذ الصغر على أصول الموسيقى العربية التى تمكنهم من تذوق الفن ووسائل إعلام لها أيضا دور كبير للارتقاء بالذوق العام، الجميع مسئولون عن الارتقاء بالمجتمع هى منظومة تضم المطرب والمنتج والموزع والملحن والإعلامى وعلى كل فرد أن يؤدى دوره على أكمل وجه لتقديم منتج متميز. 3 - رحاب عمر: نتعرض لمؤامرة تستهدف طمس هويتنا قالت مطربة الأوبرا رحاب عمر التى غنت لكوكب الشرق فى مهرجان الموسيقى العربية فى دورته ال30 إن الذوق العام فى مجتمعنا يتعرض الآن لمؤامرة طمس الهوية وانتشار آفات جرثومية على لسان أنصاف الموهوبين الذين لايجيدون سوى أداء الكلمات الهابطة التى تتعارض مع مبادئنا وثقافتنا، لكن دار الأوبرا المصرية هى خط الدفاع الأول والتى أبت أن تخضع لهذه الموجات بإعلاء قيمة وصوت الفن للحفاظ على صورة مصر الفنية التى طالما اشتهرت بها بين العالم العربى بأم الحضارات والفنون مؤكدة أن مهرجان الموسيقى العربية يحارب ثقافة التردى ويرفع من درجة الذوق العام لدى الجمهور من خلال صب روائع الطرب الأصيل فى كئوس صوتية جديدة ولهذا نفتخر لانتمائنا لهذا الصرح وباختيارها من قبل اللجنة التحضيرية بالمهرجان الذى بات حلما وهدفا لكل فنان عربى. 4 - سميرة سعيد: لا أفكر فى السينما بأناقتها المعهودة أطلت الديفا سميرة سعيد على المسرح، ليستقبلها جمهور دار الأوبرا بالتصفيق الحاد، وخلال غنائها أغنية "قال جانى بعد يومين" أوقفت الغناء وعاتبت المايسترو محمد عرام حيث اختلف معها فى المقامات الموسيقية مما جعلها ترتبك على المسرح، وقالت له: "ليس هذا ما اتفقنا عليه لقد بدأت من نقطة أخرى"، وفى نفس الوقت قدمت اعتذارا للرجال، قبل تقديم أغنيتها المثيرة للجدل "سوبرمان" مؤكدة أن كلمات الأغنية ترصد أسوأ ما فى تجربة الزواج. سميرة قالت عن سبب غنائها واشتراكها فى مهرجان الموسيقى العربية أن الدكتور جمال جزء من تاريخي، مفيش حاجة حلوة عملتها قد شغلى معاه، (حلو حبك) كانت البداية كل الأغانى اللى بغنيها لغاية النهاردة وجوايا من ألحان جمال سلامة، سعيدة أننا بنكرمه وبنديله حقه الأدبى والفني، وده السبب الحقيقى اللى خلانى أكون النهاردة وياكم، غير إنى مبسوطة بوجودكم وحضوركم، لأنى بحب أى حد بيجى دار الأوبرا بحس أنه بيحب الفن الحقيقى . بعيدا عن المهرجان حققت أعمالك الأخيرة نجاحات كثيرة ما السر وراء ذلك؟ - طرحت خلال العام الجارى 4 أغنيات على فترات متباعدة وهذا المشروع بدأت فيه منذ نهاية العام الماضى 2020 بعدد من الأغانى، وفى الحقيقة وجدتها تجربة ممتعة للغاية تغير من فكر صناعة الأغنية له حلول إيجابية وتتيج لنا الفرصة كمطربين للعمل والاختيار وللجمهور أيضا فى سماع الأغنية والتعايش معها ونحن نعمل حاليا على طرح الألبوم ولكن عبارة عن أغانى سينجل وهذا مفيد أكثر لنا كمطربين ولصناعة الأغنية. هل معنى ذلك أن تجربة طرح الألبوم كاملاً أصبحت مستحيلة وصعبة جدا؟ - ليست صعبة فهناك من يحتفظ بالتجربة ويريد أن يطرح ألبوما كاملا ولكن بعد طرح أغانيه على هيئة سينجلات فهذا يعطى كل أغنية حقها ويعطى الإنتاج حقه لأن الطرح على منصات الموسيقى أصبح هو المتجر الأساسى للمنتجين بدلا من طرح السى دى بالأسواق تحدثنا كثيرا وقلنا إن طرح الألبوم مغامرة على المطرب والمنتج ونحن حاليا أصبحنا نجد الحلول من أجل عودة صناعة الأغنية. هل إنتاج المطرب لأعماله أحسن من البحث عن منتج؟ - إنتاج المطرب لأعماله يعطى له أريحية فى العمل ولكن من وجهة نظرى يشتت انتباهه على العمل فى أغنياته فيكون مشغولا بأمور إنتاجية ليست على المستوى المطلوب. أنت النجمة الأولى لبرامج اكتشاف المواهب الغنائية وهناك كثير من الاتهامات للنجوم الذين يشاركون فى مثل هذه البرامج بالإفلاس الفنى ما تعليقك؟ - بالطبع هذا الكلام غير صحيح فكل النجوم المشاركين نجوم من الصف الأول ولاتزال أعمالهم الجديدة تسعد الجمهور ولهم حفلاتهم على مستوى العالم ولذلك هذا الكلام عار تماما من الصحة ولامعنى له وأتمنى أن يفكر كل من يردد هذا الكلام أن يعطى نفسه فرصة للتفكير حتى يرى الحقيقة. بالإضافة إلى ذلك مشاركة المطرب فى برامج اكتشاف المواهب تقربه من الجمهور أكثر لأنه يرى شخصيته بعيدا عن الحفلات والأغانى، لذلك أكتفى بتجربتى مع البرامج ولا أفكر فى دخول عالم السينما.
