وزيرة الخارجية الألمانية تصف حكم طالبان بأنه ردة صوب العصر الحجري

انتقدت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك حكم حركة طالبان الإسلامية، وذلك بمناسبة مرور عامين على وصول الحركة إلى الحكم في البلاد.
ونقل بيان عن الوزيرة الألمانية يوم الاثنين قولها : "عامان من حكم طالبان يعنيان بالنسبة للناس في أفغانستان عامين من الردة صوب العصر الحجري"، مشيرة إلى أن ملايين الأشخاص يعانون من الجوع وأن حركة طالبان تسلب النساء والفتيات جزءا جديدا من حريتهن في كل أسبوع تقريبا.
وتابعت بيربوك محذرة أن المسؤولين عليهم أن يضعوا في حسبانهم أن أعمالهم لن تبقى دون عواقب، وقالت:" قمنا كاتحاد أوروبي بإدراج هؤلاء الذين حظروا على النساء والفتيات دخول المدارس والجامعات والحدائق العامة، على قائمة العقوبات".
واستبعدت بيربوك تطبيع العلاقات مع حكومة طالبان التي لم يتم الاعتراف بها من أي دولة في العالم حتى الآن، وقالت إنه لن يكون هناك مثل هذا التطبيع طالما ظلت الحركة "تستبعد نصف المجتمع من الحياة المهنية والمشاركة المجتمعية".
وحسب بيانات هيئة الأمم المتحدة للمرأة في ألمانيا، أصدرت حركة طالبان في الفترة بين سبتمبر 2021 حتى مايو 2023 أكثر من 50 مرسوما أثرت على كل جوانب حياة النساء، وأضافت الهيئة أن النساء ممنوعات حاليا من تلقي المزيد من التعليم ومن العمل في الخدمة العامة ودخول العديد من الأماكن العامة مثل المتنزهات.
ونقل بيان عن رئيسة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في ألمانيا، إيلكه فيرنر، قولها:" تم استبعاد النساء والفتيات عمليا من الحياة العامة وسُلِب منهن آفاقهن المستقبلية وذلك عن طريق عدد كبير من اللوائح الصارمة.
وأضافت بيربوك أن بلادها لن تترك الناس في أفغانستان وحدهم، وقالت:" وفرنا منذ صيف 2021 أكثر من مليار يورو لأغراض الحماية وتقديم مساعدة الطوارئ الإنسانية السريعة في المجالات التي لا يزال من الممكن لنا أن نصل إلى الناس فيها". وذكرت أن عدد الاشخاص المضطهدين من جانب طالبان والذين استطاعوا أن يجدوا ملاذا في ألمانيا منذ أغسطس 2021 وصل إلى أكثر من 30 ألف شخص، ولفتت إلى أن بلادها تعمل على إيواء المزيد من الأشخاص.
ولجأ أكثر من 30 ألف أفغاني مضطهدين من قبل طالبان إلى ألمانيا منذ أغسطس 2021. ويجري العمل حاليا لاستيعاب المزيد.
واستعادت حركة طالبان السلطة في أفغانستان في 15 أغسطس 2021، حتى قبل أن تكمل القوات الأمريكية انسحابها. وقد وعدت في البداية بالحكم بشكل أكثر اعتدالا، لكن حكمها أصبح أكثر استبدادية وعقائدية.
ويعتبر الوضع الإنساني والاقتصادي في البلد محفوفا بالمخاطر.
وفي وقت سابق يوم الاثنين دعا مراقبو حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة إلى توفير الحماية الدولية للنساء الأفغانيات.
وقال الخبراء إن على الدول في جميع أنحاء العالم منح "وضع اللجوء لجميع النساء والفتيات الأفغانيات". وقالوا إن فكرة إصلاح طالبان ثبت خطأها، وبدلا من ذلك أدخلت الجماعة الإسلامية المتشددة نظاما من "السياسات والممارسات التمييزية".