انتهى اجتماع لائتلاف الحركات الفلسطينية المسلحة دعت إليه حركة حماس فى قطاع غزة أمس تحت عنوان اللقاء «العسكرى للألوية والكتائب»، إلى تشكيل قيادة مركزية عليا من الألوية والكتائب المسلحة التابعة لتلك الحركات بغية اتخاذ قرار جماعى فى حال شن إسرائيل عملية عسكرية جديدة فى القطاع، إضافة إلى إحكام الساحة الداخلية لعدم السماح بخروج منفرد عن تلك الآلية أو القيادة. وقال خضر حبيب، القيادى فى حركة الجهاد الاسلامى ل«الشروق»: إن هناك مسعى عمليا الآن عبر مثل هذه اللقاءات لتشكيل غرفة عمليات مركزية للتنسيق واتخاذ القرار بشكل جماعى، مضيفا أن «الساحة الفلسطينية أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة كانت مكشوفة لغياب هذا التنسيق، ما أوقعنا فى الكثير من الإشكاليات». ورأى أنه كان مطلوبا أيضا من الحركات المسلحة فى غزة مواجهة أخرى داخلية، وهى «كبح جماح ما تسمية تلك الحركات بالتكفيريين أو السفليين الجدد، وهى الجماعات المتشددة التى وجهت انتقادات شديدة اللهجة أخيرا لتلك الفصائل، معتبرة أنها خرجت عن صف الجهاد الرئيسى». وفى رام الله علق ياسر عبدربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينى على اجتماع الفصائل المسلحة هذا بأنه نهج لسياسية عقلانية، خاصة إذا تم الاتفاق على وقف اطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه اسرائيل ما يحرمها من ذريعة تدمير القطاع المدمر بالأساس، مشددا على أن هذه السياسة ستساهم فى إرساء المصالحة الفلسطينية. إلا أن مصادر من حماس رأت أن عبدربه «قرأ الأمر برمته على سبيل الخطأ». وسبق اجتماع غزة بيوم اجتماع آخر للفصائل فى دمشق. وقال صالح زيدان عضو المكتب السياسى للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن اللقاء بحث ضرورة تكثيف الجهود الفلسطينية لإنجاح المساعى المصرية الرامية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية بأقصى سرعة ممكنة، وضرورة إيجاد جهد فلسطينى ذاتى يمكن من الوصول بالورقة المصرية نحو التطبيق الناجح لإنهاء الانقسام. وهو ما أكده خضر حبيب الذى قال إن فصائل أخرى لم توقع على الوثيقة المصرية، بينها الجهاد الاسلامى ويجرى العمل على بلورة رؤيتها الجماعية ومطالبها تجاه الوثيقة للخروج بموقف موحد، مشددا على أن «المطلوب الآن هو تفعيل الورقة مع أخذ الملاحظات فى الاعتبار، وسوف يكون هناك صوت واحد يتوجه إلى مصر يساير جهودها فى المصالحة ويدفع بها ويبحث آلية الاطمئنان على أخذ الملاحظات فى الاعتبار، مضيفا أنه سيتم فتح خط اتصال قريبا مع مصر من الفصائل الأخرى وليس من جانب حماس وحدها لاستنئاف مفاوضات المصالحة من قبل الجميع».