قال الدكتور جميل حليم، عضو لجنة التضامن الاجتماعي وحقوق الإنسان بمجلس الشيوخ، إن الأسرة تعد النواة الأساسية في بناء المجتمع؛ فعليها يعول تقدم هذه المجتمعات وتخلفها، فالأسرة السوية التي قوامها الحب والتفاهم والاحترام؛ مصدر خصب لنشء صالح يسهم في تنمية المجتمع وتطوره، وقيادة مستقبله نحو الأمن الشامل والاستقرار والطمأنينة والرخاء. وأضاف في جلسة "الاستقرار الأسري والتماسك المجتمعي" المخاطر الإلكترونية علي التماسك المجتمعي، الأسباب، سبل المواجهة بالمحور المجتمعي بالحوار الوطني، أنه على الرغم من أهمية هذا الدور؛ إلا أنه في بعض الأحيان قد يحدث خللًا بين أفرادها يعوق مسيرته، وينعكس سلبًا على منظومتها بالتفكك والانهيار، والتأثير السلبي على الصحة النفسية والجسدية لأفرادها بالعزلة والانطواء عن المجتمع. وأشار إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تعد أحد أهم الأسباب التي أحدثت خللًا واضحًا في العلاقات الأسرية؛ من منطلق دورها الرائد في حياة الفرد اليومية واستحواذها على حيز كبير من وقته، لإشباع احتياجاته الاتصالية، التي يأتي في مقدمتها مطالعة الأخبار والتسلية والترفيه والتواصل مع أفراد أسرته والمجتمع المحلي والدولي. وأوضح أنه على سبيل المثال أفادت إحدى الدراسات بأن %42 من الآباء يتواصلون مع أبنائهم يوميًّا عبر اللقاءات الإلكترونيّة المرئيّة، والمحُادثات المتُواصلة، حيث تُمكّن هذه المحادثات المرئيّة الوالدين من مُتابعة نمو وتطوّر أطفالهم بطريقة فعّالة، أكثر من الاعتماد على المكُالمات الهاتفية وحدها، ووفقًا للمسح الذي أجراه مركز بيو للدّراسات العالميّة حول الإنترنت؛ تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي دورًا بارزًا في تعزيز التواصل بين أفراد الأسرة البعيدين عن بعضهم البعض خاصة في حالات الطلاق، وذلك من منطلق قدرتها على إحداث التغيير الجذري في بنية الاتصال والتفاعل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.