«سرد رشيق ولغة سلسة تعتمد فى المقام الأول على إعمال الدهشة والسخرية من التصورات السائدة»، استعان بها الشاعر والروائى محمد أبو زيد فى روايته الصادرة عن دار الشروق، ملحمة رأس الكلب، والتى جرى تنظيم فعاليات حفل إطلاق وتوقيع بمبنى قنصلية فى حضور الروائى محمد الفخرانى. قال الكاتب محمد أبو زيد: تعمدت أن تشتمل النصوص على عدد من التجارب المثيرة للقارئ، حيث تجارب إنسانية وأخرى عاطفية واحتجت لأن يكون هذا العمل أشبه ما يكون بخوض تجربة متكاملة وليس مجرد كتابة أو إبداع نص أدبى. وأضاف: كنت حريصا على أن يكون القارئ ملما بكل مفردات هذا العالم الذى وضعته بداخله فى تلك الرواية، واستعنت فى ذلك بتقنية التكثيف للحفاظ على انتباه القارئ لأطول فترة ممكنة، مع استخدام أطر مختلفة من السخرية والتهكم غلفت بها الحبكات وتطور الأحداث، واستغلال السخرية من أجل كسر الصور النمطية حول العديد من المسلمات الصلبة الشائعة. ومن جانبه، قال الروائى محمد الفخرانى، الذى ناقش أبو زيد فى أحدث مؤلفاته، إن الدهشة والمتعة سمات أساسية فى أسلوب الكاتب والروائى محمد أبوزيد، مشيرا إلى أن الرواية بها شخصيات رئيسية تشعر على الفور بغرابيتها المحببة إلى القارئ، وأن الحكايات التى تدور فى عوالم «ملحمة رأس الكلب» مميزة وتخرج عن أى نطاق تقليدى. واصل بعدها أن معظم الشخصيات تتحرك فى وسط المدينة، والبراعة التى أتقنها المؤلف هنا، أنه يشعر القارئ بأن وسط المدينة فى الرواية، تصلح لأن تكون منطقة وسط البلد لأى مكان أو دولة فى العالم، تلائم العديد من البشر والتجارب، وتنطبق أيضا بشكل أساسى على منطقة وسط البلد فى القاهرة، وهو إجمالا قد وضعنا أمام مساحة جديدة، خلقها للبحث عن أسلوب مختلف، وشخصيات مغايرة. وأوضح أن محمد أبو زيد يستعين بالأسلوب الرشيق والجملة غير المتوقعة، بهدف خلق مساحة جديدة فى الكتابة ويتبع أسلوب مختلف، ومن مميزات أبو زيد أنه تطرق لمرحلة عمرية لافتة، حيث التطرق إلى الغرائبيات لتشكيل عالم مختلف، مضيفا أن أسلوبه رشيق وسهل ولغته سريعة تناسب شخصيات أبطال أعماله، يستخدم السخرية لكشف ماهية الأشياء وجوانبها المختلفة، كما أن أسلوبه لا يتبع الحبكة التقليدية. فيما رأى الكاتب والناقد سيد محمود، بأن هناك حضورا واضحا لشخصية الروائى والشاعر محمد أبو زيد فى العمل الصادر عن دار الشروق «ملحمة رأس الكلب»، والذى اجتهد فيه من أجل الحفاظ على حالة من التدفق اللغوى، التى أتاحت له صبغ النص بصبغة شعرية بها حس روائى فى الوقت ذاته، وهو ما يؤكد على وجود جماليات فنية عالية ب«ملحمة رأس الكلب». أضاف محمود أن الروائى والشاعر محمد أبو زيد تمكن من تجنب وجود أية فراغات فى النص، سعى إلى سدها جميعا بطريقة إبداعية خلقت العديد من الاستفسارات القيمة لدة القارئ، وشكلت كافة فصل الرواية إضافات حقيقية استحوذت على انتباه القارئ وصولا إلى الفصل الأخير كى يكتمل العمل بشكل لافت بالنسبة للقارئ. رأى محمود فى رواية «ملحمة رأس الكلب» رغبة فى اكتشاف المدينة، نرى أحشاءها بوضوح وإن اختفى بريقها، لذى نرى العمل يقع بين الفانتازيا والدستوبيا، ونشعر من خلاله أن البطلات «دو» و«لبنى» حقيقيتين، فى حين أن التهكم فى النص من نوع متفرد جدا، حيث يمكن قراءة الرواية كمديح للصداقة، هناك ثنائى متفرد فى علاقتهم ببعض حيث الوحدة التى تعانى منها البطلتين. ومن أجواء الرواية نقرأ: «كانت لُبْنَى بلا أصدقاء ولا عائلة، فارغة القلب والحياة، محبوسة فى قوقعة الوحدة، تشعر الآن وهى ترقص على الأغنية تلو الأغنية، بالامتنان. فَكَّرَت وهى تستعيد كل لحظاتها مع صديقتها: قد لا أحصل على جائزة نوبل فى السحر، قد لا تُقيم الدولة لى تمثالًا فى ميدان الجيزة تقديرًا لجهودى، لكنِّى لن أتَخَلَّى عنكِ يا دو». محمد أبو زيد؛ شاعر وروائى وصحفى مصرى، صَدَرَ له ثمانية دواوين، ثقب فى الهواء بطول قامتى (2003)، قوم جلوس حولهم ماء (2006)، مديح الغابة (2007)، طاعون يضع ساقا فوق الأخرى وينظر للسماء (2009)، مدهامتان (2011)، مقدمة فى الغياب (2013) قصيدة الخراب (2014)، سوداء وجميلة (2015)، جحيم (2019)، وكتاب: الأرنب خارج القبعة (2016) وروايتان: أثر النبى (2010)، عنكبوت فى القلب (2019)، ترجمت قصائده إلى الفرنسية والإسبانية والبرتغالية، حاز جائزة سعاد الصباح (2005) وجائزة الدولة التشجيعية فى الشعر (2021) وجائزة ساويرس فى الرواية فرع كبار الأدباء (2021).