رحل أمس الخميس، ناشر الأطفال البريطانى الشهير بيتر أوزبورن، مؤسس دار نشر كتب «أوزبورن» للأطفال والمؤسس المشارك لمجلة «برايفت آى» البريطانية ذات الطابع الساخر، عن عمر يناهز 85 عامًا. وأسس «أوزبورن» دار النشر الخاصة به عام 1973، وفى فبراير من هذا العام تلقى وسام «رتبة قائد الإمبراطورية البريطانية» عن مجمل خدماته فى مجال أدب الأطفال من الملك تشارلز الثالث فى قلعة وندسور. وفى بيان ينعى رحيله المفاجئ، قالت دار النشر الخاصة به إن بيتر أوزبورن كان عبقريًا بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، وقد أفنى عمره فى مجال النشر حيث جعل الكتب فى متناول جميع الأطفال، نقلًا عن صحيفة «الجارديان» البريطانية. وأفاد البيان أن «أوزبورن» فى حياته كان مدفوعًا بشغفه لتقديم كتب الأطفال فى أفضل صورة ممكنة أكثر من أى ناشر آخر لكتب الأطفال فى المجال، وقد ساعده على ذلك روحه الطفولية التى كانت تضىء المكان من حوله. واختتم البيان رثاء ناشر الأطفال الراحل بامتداح مشواره الطويل فى أدب الأطفال؛ حيث كان بحق «ناشرًا استثنائيًا، وقائدًا ملهمًا، ورجلًا يتمتع بطيبة القلب والكرم، مما سيجعل أحباؤه يفتقدونه بشدة». وقالت ابنته، نيكولا أوزبورن، والمديرة الإدارية لشركة «أوزبورن» فى أعقاب رحيله: «أشعر بالحزن العميق لأن والدى الحبيب توفى هذا الصباح»، وأكدت أن أفراد عائلته المكونة من زوجته «ويندى» وأخيها «مارتن» بالإضافة إلى خمسة من الأحفاد سيفتقدونه للغاية. وأضافت: «لقد كان رجلا لامعًا، ومتحمسًا دائمًا لأى شىء يخص الأطفال، وكان أيضًا رجلا لطيفًا وسخيًا»، وتابعت أنه كان رجلًا منظمًا ولديه العديد من المبادئ، لا سيما فى عمله بسبب تفانيه فى العمل فى مجال نشر كتب الأطفال فى المملكة المتحدة حتى أصبحت مؤسسة النشر الخاصة به أكبر مؤسسة لنشر كتب الأطفال فى سوق النشر البريطانى، كما كان أفضل أب يمكن أن يحظى به المرء. وأوضحت «أوزبورن» أن عائلته تشعر ببعض العزاء لحقيقة أنه قد وافته المنية بسلام وسط أسرته، وأيضًا لحقيقة أنه عاش حياة مليئة بالأحداث والمشاعر الطيبة. وقالت «أوزبورن»: «والدى كان بالغ الفخر لحصوله مؤخرًا على وسام «رتبة قائد الإمبراطورية البريطانية» فى قلعة وندسور، وأضافت: «كان سعيدًا للغاية أيضًا للاحتفال بذكرى مرور خمسين عاما على تأسيس دار نشر أوزبورن وهو الاحتفال الذى شهده معرض بولونيا للكتاب». وأفادت «أوزبورن» أنها تعتبر نفسها «محظوظة للغاية» لكونها تعلمت من والدها الكثير من مهارات الإدارة عبر السنوات، وأكدت أنها ستبذل قصارى جهدها للحفاظ على ذلك الإرث الكبير، ووعدت جمهور القراء أن تستمر مؤسسة النشر فى المضى قدمًا نحو المستقبل على خطى والدها الراحل. وقالت نيكولا أوزبورن: «لقد أمضى يومه الأخير أمس فى المكتب فى اجتماع استمر ليوم كامل مع دار نشر هاربر كولينز الأمريكية كان يناقش من خلاله سُبل توسيع رقعة انتشاره فى السوق الأمريكية للنشر، وهو الأمر الذى كان متحمسًا للغاية له». وأكدت أنه كان شخصًا شغوفًا للعمل فى حياته إلى أقصى درجة، حتى إنه لم يفكر ولو يومًا واحدًا فى التقاعد، كما لم يفهم أبدًا سبب رغبة أى شخص فى التقاعد عن العمل الذى أفنى به حياته وشغفه.