لعدة عقود، احتلت مدينة لينداو الواقعة فى الجنوب الألمانى، مكانة علمية بارزة بقدر ما تحمله من جاذبية سياحية. فهناك قاعة «Inselhalle» بجزيرة بودن التى تستضيف سنويا لقاءً مع حملة جائزة نوبل. لكن الملفت أن تلك الزيارات التاريخية لمقتنصى جائزة نوبل موثقة على سور حديدى لمرفأ القاعة الشهيرة. وعلى الرغم من أن ثلاثة مصريين حصلوا على جائزة نوبل فى مقدمتهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات (1978) والتى حصل عليها مناصفة مع رئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجن، إثر توقيع معاهدة السلام فى اتفاقات كامب ديفيد، وبعده الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ فى الأدب عام 1988، وعالم الكيمياء الراحل أحمد زويل عام 1999، كان اسم زويل حاضرا على لوحة الشرف بسور المرفأ المطل على القاعة. منذ عام 1951، يلتقى فى لينداو سنويا حملة جائزة نوبل فى تخصصات الكيمياء والفيزياء والطب، مع نحو 600 من علماء شباب متميزين من جنسيات مختلفة حول العالم؛ بتنظيم من مؤسسة اجتماعات لينداو لحائزى نوبل. تقع لينداو فى ولاية بافاريا على المثلث الحدودى الذى يجمع بين ألمانيا وسويسرا والنمسا مباشرة والمتاخمة لجبال الألب الشهيرة، ما جعلها قبلة للسائحين خلال العام. لكن فى نهاية يونيو يستعد باحثون من كل أنحاء العالم لزيارة هذه المدينة للقاء حائزى جائزة نوبل. فى عام 2002 بعد عامين ونصف من فوزه بجائزة نوبل فى الكيمياء، ألقى أحمد زويل محاضرة لشباب الباحثين فى «Inselhalle»، لهذا وثقته مؤسسة اجتماعات لينداو ضمن عشرات العلماء الذين حضروا الاجتماعات. وبحسب الموقع الرسمى للمؤسسة، تحدث زويل فى تلك المحاضرة عن كيفية توصله إلى «الفيمتو ثانية» التى كانت بمثابة ثورة فى عالم الكيمياء. والفمتوثانية هو 1015 من الثانية، أى ما يقابل ثانية واحدة ل 32 مليون سنة! يسمى مجال الكيمياء الفيزيائية الذى نشأ على هذه الدراسات بكيمياء الفمتو Femtochemistry. وتعود جذور هذه اللقاءات إلى مبادرة من أطباء مدينة لينداو فرانس كارل هاين وجوستاف بارادة، وكذلك الدوق لينارت بيرنادوتة، عضو الأسرة الملكية فى مناطق شفابن، وسيد جزيرة مايناو، بهدف إخراج ألمانيا من عزلتها بعد الحرب العالمية الثانية. ومنذ ذلك الحين تطورت مؤتمرات لينداو منذ ذلك الحين إلى منتدى عالمى مرموق للحوارات العلمية حول موضوعات ذات أهمية دولية كبيرة.