أحد الأهالي: توصيل الغاز لمنازلنا كان حلمًا وأصبح حقيقة.. الزملوط يحول سيارته الحكومية للعمل بالغاز المحافظ وهيكل وقادة «القلعة» و«طاقة عربية» يبحثون مشروعات إحلال الغاز الطبيعي بقطاعات المحافظة المختلفة على الرغم من بُعد محافظة الوادى الجديد وموقعها الجغرافى فى الصحراء الغربية، فإنها حظيت بوصول الغاز الطبيعى بتقنية الغاز المضغوط المنقول وإنشاء خط الغاز الافتراضى من خلال شركة «طاقة عربية» و«ماستر جاس» التابعة لها، حيث شهدت مدينة الخارجة وصول الغاز الطبيعى إلى نحو 7 آلاف عميل كمرحلة أولى فى أحياء مدينة الخارجة المختلفة، ومستهدف توصيل الغاز إلى 7000 عميل آخرين كمرحلة ثانية تشمل جميع أحياء الخارجة، علاوة على تحويل عدد من السيارات الحكومية والأجرة والملاكى للعمل بالغاز الطبيعى إلى جانب 120 منشأة وعدد من المخابز بدلا من الاعتماد على السولار والبنزين. وبادر محافظ الوادى الجديد اللواء محمد الزملوط، بتحويل سيارته الحكومية للعمل بالغاز لتكون أول سيارة تعمل بالغاز فى المحافظة التى تعد أول محافظة صحراوية فى أفريقيا تعمل بتقنية الغاز المنقول المضغوط، خاصة أن أقرب نقطة خط الشبكة القومية للغاز فى محافظة أسيوط التى تبعد عن الوادى الجديد ب250 كيلومترا.
حلم توصيل الغاز يقول إبراهيم إسماعيل أحد أهالى مدينة الخارجة إنه تم توصيل الغاز الطبيعى لمنزله فى حى النبوى المهندس فى الخارجة فى شهر يونيو الماضى، حيث تولت الشركة حفر الخطوط الأرضية وتوصيل المواسير والشبكات بالكامل بجانب تركيب عدادات مسبقة الدفع، بتكلفة مناسبة جدا بلغت 2160 جنيها، إما ان تدفع «كاش» وإما من خلال قسط شهرى 30 جنيها بنفس التكلفة دون زيادة. وأضاف فى تصريحات ل«الشروق»، أن توصيل الغاز لمنازل الوادى الجديد كان حلما وأصبح حقيقة فى ظل أننا محافظة صحراوية متباعدة وعدد السكان قليل مقارنة بأى محافظة أخرى، مضيفا أن الفنيين والمهندسين بالشركة المسئولة عن التوصيل يتابعون الشبكات حتى التشغيل الفعلى التجريبى لأول مرة فى كل منزل مشترك جديد، مشيرا إلى أنه كان يتم شحن الكارت مسبق الدفع فى مقر الشركة، أما الآن فقد أصبح الشحن متاحا من ماكينات الشحن المتاحة فى جميع الأماكن. وقال محمد حسين أحد أهالى الخارجة إن أسعار الغاز الطبيعى بالمنازل أوفر بكثير من أسعار أسطوانات البوتاجاز، لأن تكلفة الشحن الشهرى بجانب قسط التوصيل أقل من تكلفة تغيير أسطوانة بوتاجاز واحدة، علاوة على الراحة والأمان وعدم الانتظار الطويل فى حالة تغيير أسطوانة البوتاجاز وارتفاع الأسعار فى حالة استبدالها من سيارات الخريجين. وأضاف أحمد سيد سائق تاكسى بالخارجة أنه بادر بتحويل سيارته للعمل بالغاز الطبيعى كبديل للعمل بالوقود، وهو الأمر الذى وفر تكاليف مرتفعة وحقق عوائد مادية مجدية مقارنة بأسعار السولار أو البنزين ومعدلات الاستهلاك المرتفعة، وأوضح قائلا: أعمل اليوم كاملا بتكلفة من 35 إلى 40 جنيها بدلا من تموين السيارة بالوقود بمبلغ 250 جنيها كمتوسط يومى فى ظل العمل كسيارة تاكسى أجرة تستهلك كميات وقود، وسط ارتفاع معدلات استهلاك الوقود لكثرة المطبات الصناعية والسير بسرعات بطيئة وتقارب الأحياء داخل مدينة الخارجة. وأشار إلى أنه فى حالة السفر بالسيارة يتم تموينها بالغاز فى محطة الخارجة حتى الوصول إلى أقرب محطة فى محافظة أسيوط الأمر الذى أصبح مريحا لأصحاب سيارات الأجرة وخاصة فى السفر الطويل. فى المقابل، يرى محمد أحمد أحد أهالى حى السلام بالخارجة أن من الضرورى توصيل خطوط الغاز الطبيعى لأراضى الجمعيات التى أصبحت أحياء كبيرة فى مدينة الخارجة وكتلة سكنية ذات كثافة مرتفعة، مثل حى السلام والمعلمين والنور والمهندسين، وغيرها من الأحياء التى لم يصل لها الغاز إلى الآن، بالإضافة إلى توصيل الغاز الطبيعى إلى مراكز المحافظة الأخرى باريس وبلاط والداخلة والفرافرة، لخدمة الأهالى والاستثمار فى المناطق المتباعدة، فبعد وصول الغاز إلى مدينة الخارجة لا يوجد أى تباعد يمثل عائقا امام إنشاء محطات وضخ الغاز بنفس تقنية التوصيل والنقل بمدينة الخارجة.
تقنية الغاز المنقول المضغوط وتقول المهندسة إيمان حسين المشرفة على مشروع توصيل الغاز بالوادى الجديد إنه منذ إطلاق إشارة البدء فى توصيل الغاز الطبيعى بالمحافظة تم الانطلاق فى أعمال الشبكات الأرضية بطول 57 كيلومترا فى أحياء المروة والبساتين والبستان والنبوى المهندس والاقتصادى وجميع المنازل بتلك الأحياء، تستخدم الغاز الطبيعى بشكل منتظم وجميع السكان تعاقدوا بشكل فورى مع الشركة المنفذة، وجار العمل فى المرحلة الثانية داخل مدينة الخارجة والانتهاء من أعمال الحفر وتوصيل الشبكات الأرضية فى أحياء السبط البحرى والشرقى والمشارع والمحابس وحى عبدالله آدم والمجاهدين وجارٍ العمل فى منطقة البلد القديمة فى الخارجة، مشيرة إلى أن المرحلة الثانية ستشمل جميع احياء الخارجة، وربطها بالخط الرئيسى وصولا لمحطة الغاز الطبيعى بالطريق الدائرى. وأضافت فى تصريحات ل«الشروق»، أنه تم الانتهاء من تحويل أكثر من 300 سيارة للعمل بالغاز الطبيعى بجانب عدد من السيارات الحكومية، وذلك لضمان توافر خدمات الغاز للمنازل والسيارات فى آن واحد، وسط إقبال شديد من جانب اصحاب السيارات وخاصة الأجرة للعمل بالغاز الطبيعى فى ظل سعره المناسب من خلال مركز تحويل وتموين السيارات بالغاز الطبيعى بالطريق الدائرى بالخارجة، وهو الأمر الذى ساهم فى ترشيد استهلاك الوقود والحفاظ على البيئة من التلوث وترشيد النفقات، بجانب توصيل الغاز إلى 33 مخبزا بالخارجة بدلا من الاعتماد على السولار والعمل بشكل منتظم وسط المتابعة المستمرة من جانب الشركة المنفذة وحل أى مشكلات او طوارئ. وأشارت إلى الحرص على حفر خطوط الخدمة للمواطنين وإعادة الشىء لأصله بالنسبة بدءا من محطة تخفيض الضغط وتوزيع الغاز الطبيعى مرورا بالشوارع المختلفة التى بها خطوط التوصيل الأرضية، وسط الالتزام بشروط السلامة الفنية والبيئة فى ظل أن الشركة المنفذة وفرت العمالة الدائمة من أبناء المحافظة. من جانبه أكد اللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد أنه فى البداية تم إجراء دراسة شاملة لتوصيل الغاز الطبيعى إلى المحافظة من خلال تقنية جديدة وهى الغاز المنقول المضغوط وتكنولوجيا إنشاء خط الغاز الافتراضى ومحطات تضغط الغاز المنقول بالسيارات فى خطوط ليصل إلى المنازل، لتصبح المحافظة أول منطقة صحراوية فى أفريقيا تعمل بالغاز الطبيعى فى ظل تباعد المسافات مع أقرب نقطة لخطوط الشبكة القومية للغاز، مشيرا إلى أنه كان هناك تحد كبير وحلم تحقق لأهالى المحافظة. وأضاف أنه تم توقيع بروتوكول تعاون مع الشركات المنفذة وكان بحضور الدكتور طارق الملا وزير البترول وعدد من رؤساء الشركات المشاركة فى التنفيذ، وكان ذلك حلا أمثل لإمداد المحافظة وتغذيتها بالغاز الطبيعى فى ظل التحديات التى كانت تواجه مد الشبكة القومية للغاز الطبيعى، ووصول الغاز يعد من أهم الخدمات التى حظيت بها المحافظة، وتعد مدينة الخارجة مرحلة أولى تليها مراحل أخرى للتوصيل إلى باقى نطاق المحافظة التى تتوافق مع الإشتراطات الفنية لتوصيل الغاز الطبيعى. وأشار الزملوط، إلى أنه مؤخرا استقبل والتقى الدكتور أحمد هيكل رئيس مجلس إدارة شركة القلعة، والمهندس خالد أبوبكر رئيس شركة طاقة عربية المنفذة لمشروع توصيل الغاز الطبيعى، والمهندس طارق الهوارى رئيس مجلس إدارة شركة ماستر جاس لبحث التوسع فى مشروعات إحلال الغاز الطبيعى بالقطاعات المختلفة، وكذلك الاطلاع على الموقف الإنشائى للمحطة الدائمة الجارى إنشاؤها على مساحة 10 آلاف متر مربع وتتضمن محطتين لتخفيض الضغط وتموين السيارات وتوافر 6 سيارات لنقل الغاز المضغوط من أسيوط، وهو من أهم نتائج المشاركة بمؤتمر المناخ Cop 27 ويعتبر تكليلًا للتنسيق المشترك بين المحافظة والشركة لإحلال الطاقة النظيفة وبدء المرحلة الثانية لتوصيل الغاز لعملاء المنازل، علاوة على مناقشة خطة التوسع فى توفير الغاز الطبيعى باعتباره مصدرا للطاقة النظيفة بالمشروعات الاستثمارية الزراعية بالتنسيق مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، للحد من استهلاك الطاقة الكهربائية وتخفيف العبء عن كاهل المزارعين والمستثمرين. يذكر أن مشروعات توصيل الغاز لمحافظة الوادى الجديد بلغت 137 مليون جنيه وتعد من أكبر إنجازات الحكومة، بالمحافظة بالتعاون مع الشركة المنفذة التى أجرت الدراسات وحققت حلم ومطلب توصيل الغاز إلى المحافظة الصحراوية المتباعدة من خلال أحدث التقنيات والمساهمة فى تنفيذ أكبر منظومة خدمية فى تاريخ المحافظة، من أجل استكمال منظومة التنمية الشاملة وتحقيق خطة الدولة فى دعم القطاعات الإنتاجية فى المجال الزراعى والصناعى واللوجستى والخدمى.