أثار قرار الحكومة الإسرائيلية بناء 1600 وحدة سكنية في القدسالشرقية إدانات وانتقادات عربية ودولية وفي الداخل الإسرائيلي أيضاً خلال يومي الثلاثاء والأربعاء. واستنكر مكتب إيهود باراك وزير الدفاع القرار باعتباره جاء في توقيت يضر بالمفاوضات مع الفلسطينيين، كما اعتبر أنه يؤثر على الثقة المتبادلة التي عملت وتعمل إسرائيل منذ شهور عديدة لخلقها. ورأى يوئيل حسون عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب كاديما أن القرار يعد إهانة لجو بايدن نائب الرئيس الأمريكي خلال زيارته لإسرائيل وأن هذه الإهانة أكبر من إهانة نائب وزير الخارجية للسفير التركي. وكان جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي الذي يزور المنطقة، ندد يوم الثلاثاء بهذا القرار متهما إسرائيل "بنسف الثقة اللازمة" للمحادثات، فيما حاول إيلي يشائي وزير الداخلية من حزب شاس الديني تهدئة الجدل مؤكدا أن هذا القرار "ليس له أي علاقة" بزيارة بايدن، مشيراً إلى أن مشروع العقارات هذا وضع قبل 3 أعوام. ومن جانبها انضمت كاثرين أشتون مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء إلى ركب الإدانات حيث قالت في خطابها أمام البرلمان الأوروبي: أشارك بايدن نائب الرئيس في إدانة القرار، كما قال دبلوماسيون في بروكسل إن الصبر بدأ ينفد مع الحكومة الإسرائيلية. كما كشفت مصادر فلسطينية أن وزراء خارجية عرب أجروا يوم الثلاثاء اتصالات عاجلة مع مسئولين أمريكيين بشأن القرار الإسرائيلي بإقامة 1600 وحدة استيطانية جديدة في مدينة القدسالشرقية. ونقلت صحيفة "الأيام" المحلية الصادرة في رام الله اليوم الأربعاء عن المصادر القول إنه تم في هذه الاتصالات إبلاغ جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط أن قرار لجنة المتابعة العربية الخاص بالموافقة على المفاوضات غير المباشرة لم يعد قائماً على ضوء القرار الإسرائيلي. كما أدان الأردن قرار إسرائيل "الاستفزازي" يوم الثلاثاء، مؤكدا أنه يعرقل جهود السلام في الشرق الأوسط. وأكد نبيل الشريف وزير الدولة لشئون الإعلام والاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة أن: من شأن هذه الإجراءات أن تعرقل الجهود الأمريكية الرامية لإطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما دعا الناطق باسم الحكومة المجتمع الدولي والعالم أجمع إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية ومطالبتها بالكف عن هذه الإجراءات المرفوضة والقبول بمبدأ التفاوض الذي يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق حل الدولتين وضمن إطار سلام إقليمي شامل. وفي ذات السياق، عبر الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون عن "إدانته" للقرار في بيان صادر عن مكتبه يوم الثلاثاء. وقال البيان إن الأمين العام: يكرر التأكيد أن المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي وأن أنشطة الاستيطان تخالف التزامات إسرائيل بموجب خارطة الطريق وتنسف أي تحركات نحو عملية سلام قابلة للاستمرار. ومن جانبها، رحبت السلطة الفلسطينية اليوم الأربعاء بردود الفعل الأمريكية والدولية التي أدانت قرار الحكومة الإسرائيلية بناء مساكن استيطانية في القدسالشرقية. وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين للوكالة الفرنسية إن بيان بايدن وبيان البيت الأبيض وكذلك إدانة بان كي مون كلها تدل على السخط والغضب الشديد من سياسة حكومة نيتانياهو.