قبل عدة أعوام أعلنت موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية تمكن الغطاس المصري أحمد جبر من كسر الرقم القياسي والعالمي في الغطس، إذ بات أكثر غطاس على مستوى العالم وصل إلى عمق ال332 مترًا تحت الماء في غطس السكوبا. "الشروق" التقت مع الغطاس العالمي ومحقق الرقم القياسي في الغطس تحت الماء أحمد جبر، على هامش قمة المناخ العالمي cop27، وأجرت معه حوارا حول مشاركته في القمة العالمية وعن مشاريعه ومساهمات في التكيف، ومواجهة التغيرات المناخية العالمية، وتطرقنا أيضا إلى تفاصيل الغطسة التي سطرت أسمه داخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وإلى نص الحوار. داخل المنطقة الخضراء في قمة المناخ COP27 وفي الجناح المخصص للمشاريع المبتكرة من مصر، تحدث لنا أحمد جبر عن مشاريعة المساهمة في القمة العالمية، فقال: "مشاريعي المساهمة في قمة المناخ تنقسم لجزئين الأول هو استزراع الشعب المرجانية بهدف بغرض إعادة تأهيل الأماكن الأكثر تضررا، والجزء الثاني يرتبط بإطلاق حملات نظافة وأيضا حملات التوعية وخاصة للنشء الصغير على مستوى الجمهورية يتبعها توفير فرص عمل للسكان المحليين ترتبط بتلك الخدمات. وبالنسبة للشق الأول من مشاريع جبر المشاركة في قمة المناخ وهو استزراع الشعب المرجانية في حضانات تم إنشاءها خصيصا تحت الماء، فقد أوضح أنه يعد أول مشروع استزراع للشعب المرجانية في المنطقة المحيطة بشواطئ جزيرة أبو منقار الواقعة بمواجهة مدينة الغردقة في البحر الأحمر، أطلقه بمشاركة وزارة البيئة بالتنسيق مع جهاز محميات البحر الأحمر الطبيعية، بهدف مواجهة الظروف البيئية والمناخية التي أدت لتدمير وموت الشعب المرجانية. وبحسب حديث أحمد جبر فيعد استزراع الشعب المرجانية وإنشاء الحضانات تحت الماء هو أول مشروع يتم تنفيذه في أفريقيا وفي منطقة مدارية فهو في الغالب يتم تنفيذه في المناطق الاستوائية، حيث أوضح أن المشروع تم من خلال إنشاء عدد من الحضانات وزراعة أجزاء من الشعاب المرجانية، بوضع أساس من الصخور الأرجونية ووضع أجزاء من عينات الشعاب المحطمة، التي لم تمت ومازالت حية وزرعها بأساليب طبية على الصخور الصلبة. وأوضح اختيار مشروعه لعرضه خلال مؤتمر المناخ COP27 كقصة نجاح وتجربة رائدة مصرية في التكيف مع آثار تغير المناخ، ليعرض داخل جناح الابتكارات المصرية بالمنطقة الخضراء في المؤتمر العالمي الذي شارك فيها رؤساء الدول وقادة العالم. أما الجزء الثاني من مشاريعه والمهتمة بحملات النظافة تحت الماء، فقد أشار إلى أنه حقق رقما قياسيا آخر في موسوعة جينس الأرقام القياسية، وتحديدا في يونيو 2015 بأكبرعملية غوص لتطهير قاع البحر، شارك فيها 614 غواصا، من مصر ودول أخرى، وعلى رأسهم كان وزير السياحة المصري الأسبق خالد رامي، وكان في حملة لتنظيف قاع البحر الأحمر. وأكد أن الرقم الذي تم تحقيقه أعتبر رقماً قياسياً جديداً في الغوص الجماعي تم تسجيله بموسوعة جينيس للأرقام القياسية، واُشترط على كل مشارك أن يكون حاملا لشهادة الغوص، وأن يصعد من قاع البحر بقطعة من المخلفات، مشيرا إلى أن الحدث كان يهدف للترويج لسياحة الغوص في مصر وأيضا لحماية البيئة. وأشار إلى أن مشاريعه تقوم بعدة أهداف أولها المساهمة في زيادة الشعب المرجانية في البحر الأحمر وتعويض النسب المفقودة والميتة؛ بسبب عوامل المناخ والبيئة والثاني المساهمة في تنظيف المياه وتوفير فرص عمل للسكان، من خلال إعادة تدوير المخلفات التي يتم استخراجها من قاع البحار. وحدثنا أحمد جبر عن أعمق غطسة تم تسجيلها في موسوعة جينس باسمه، موضحا أنه قام بالغطس في البحر الأحمر بمنطقة دهب، ووصل لعمق 332 مترًا تحت الماء، في يوم 18 سبتمبر 2019، ليحقق الرقم القياسي متفوقا على رقم الجنوب أفريقي نينو جاميز، صاحب ال320 مترًا غطس، والذي احتفظ باللقب من 2005 وحتى 2013. واستغرق نزول جبر للغطسة التي سجلت في موسوعة الأرقام القياسية 14 دقيقة، فيما استغرق صعوده لسطح البحر مرة أخرى 13 ساعة و50 دقيقة، موضحا أن نزوله للأسفل كان أسرع بكثير من صعوده بسبب الغازات التي اكتسبها جسده خلال عملية الهبوط، وكان يجب التخلص منها في كل هذا الوقت قبل الصعود مرة أخرى إلى السطح.