تستعد مدينة شرم الشيخ لاستضافة قمة المناخ الدولية السابعة والعشرين، وسط تحديات هائلة من آثار التغير المناخي على الزراعة والأمن الغذائي واستقرار المجتمعات، ولذلك شاركت كثير من الجهات المصرية بتجارب لمشروعات مبتكرة للتغلب علي أزمة التغير المناخي ومن بين تلك المبادرات كانت مبادرة للجامعة الأمريكية بالقاهرة، والتي تضمنت تجارب للاستدامة البيئية تتنوع بين محطة تحلية المياه بالطاقة الشمسية ونظام الزراعة السمكية بالرمال وغيرها من التجارب. ورصدت عدسة "الشروق"، في جولة داخل الحرم الجامعي للجامعة الأمريكية، بعض التجارب المشاركة ضمن مبادرة الجامعة لقمة المناخ بشرم الشيخ.
وقالت ياسمين عبد المقصود، المدير الفني الأول لمركز البحوث التطبيقية والبيئية للجامعة، إن من أهم مشروعات الجامعة محطة تحلية مياه الآبار بالطاقة الشمسية، والتي تهدف التغلب على أزمة فقر المياه المصاحبة لآثار التغير المناخي.
وأضافت ياسمين أن تحلية مياه الآبار تتطلب طاقة وأقل إذ يتم ترسيب المعادن من المياه لتتحول لسماد زراعي، بينما تتم إعادة استخدام النفايات الناتجة عن عملية التحلية من محاليل مركزة في استزراع قشريات الأرتيميا المستخدمة في علف الأسماك.
وتابعت أن المحطة تعمل بنظام الدائرة المغلقة إذ توفر 80٪ من الطاقة الفائضة ما ينتج عنه انخفاض التكلفة، وبالتالي انخفاض سعر متر المياه للفرد حال الاستفادة من مياه محطة التحلية.
وبالانتقال لأنظمة زراعة الأأسماك بالرمال تقول ياسمين إن النظام مستحدث عن أنظمة الزراعة المائية، إذ يجمع بين زراعة الخضروات داخل أحواض سمكية للاستفادة من فضلات الأسماك كسماد طبيعي، بينما يعمل الرمل كأداة تنقية طبيعية أقل تكلفة من الفلاتر المستخدمة بأنظمة الزراعة المائية الأخرى.
ويذكر أن الزراعة المائية تتزايد قيمتها مع ارتفاع مستوى البحر نتيجة التغير المناخي، لتكون وسيلة للتكيف الزراعي مع بيئة مائية.
وبالانتقال لأحد مشروعات الجامعة بمجال الاستدام، تحدثت المهندسة ياسمين منصور مديرة مركز الاستدامة بالجامعة عن محطة فرز النفايات لإعادة التدوير، إذ تقول إن النموذج يعمل ب48 محطة خاصة بالتجميع قبل جلب القمامة لمكبس خاص لتصغير كميتها وتسهيل استخدامها في الصناعة.
وأشارت إلى أهمية إعادة تدوير النفايات إذ يؤدإلي البيئة المحيطة من بحار وأنهار لإفسادها بينما تعمل البيئة ضمن الحصون الهامة لامتصاص آثار التغير المناخي والمساعدة في الحد من ضررها.
وبجانب المشروعات المختلفة داخل الجامعة فإن للتصميم المعماري الصديق للبيئة دورا هاما في الحد من التغير المناخي.
وأوضح الدكتور خالد طرابية، أستاذ مساعد للعمارة ورئيس بعثة الجامعة بقمة المناخ، أن التصميم الداخلي للمباني في التراث المصري من أنسب التصاميم للتكيف مع تغير المناخ. وأكد طرابية أن المشربيات تعمل على توفير التبريد للمباني من الهواء الطبيعي مع قدر من الإضائة الطبيعية تكفي للحد من إهدار الكثير من الطاقة وزيادة الإنبعاثات الكربونية.
وأكد أن لاستخدام النوافير والملاقف والشخشيخة المتعارف عليها في العمارة الإسلامية للبيوت القديمة يساعد علي تبريد المبني من الداخل والقدرة على الاستغناء عن أجهزة التبريد لنحو 25٪ من أيام السنة ما يساهم في تقليل انبعاثات أجهزة التكييف.