«أخطر ما يواجه عالمنا العربى هو غياب الإصلاح الشامل وتصاعد حدة التوتر والعنف السياسى فى مواقع كثيرة من المنطقة العربية»، هذا ما بدأ به عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السادس عشر للاتحاد البرلمانى العربى والذى بدأ أعماله أمس بمجلس الشعب المصرى. وأضاف موسى لسخونة كلماته بعدا آخر بقوله: «إننا نعانى من أزمة ثقة فى العلاقات العربية ووصلت الأزمة إلى الذروة، ووصل الأمر بالعلاقات العربية إلى درجة خطيرة من الاضطراب حتى أصبحت توافه الأمور تؤثر فيها، وصار العبث بمقدراتنا والاستهانة بقدراتنا العربية سهلا ميسورا وفى متناول من يريد تخريب العلاقات العربية. وأضاف أمين عام جامعة الدول العربية «وفى زحمة تناقضاتنا تمضى إسرائيل قدما فى تنفيذ مخططها فى القضاء على فرص السلام وتوسع فى استيطان الأرض وفرض مزيد من القيود على المسجد الأقصى بل وغزوه بمجموعة من السوقة والدهماء بتواطؤ من سلطات الاحتلال، بالإضافة إلى ادعاء ملكية إرث دينى ولكن بمقصود سياسى يؤكد بقاء الاحتلال فى القلب العربى». ووصف موسى تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الذى قال فيه إنه يسعى إلى جلب مليون يهودى للعيش فى أرض فلسطين«المحتلة» بأنه يؤكد أن تنفيذ المخطط الصهيونى قائم ويجرى تنفيذه على قدم وساق، وأضاف موسى «إن مسار التفاوض تعتبره إسرائيل غطاء لاستمرارها فى سياستها الاستيطانية التوسعية التى تلتهم الأرض التى من المفترض أن تقوم عليها الدولة الفلسطينية وهو ما سيؤدى إلى الانهيار الكامل للموقف الدولى القائم على رؤية حل الدولتين وهو ما سيؤدى بالضرورة إلى خيار الدولة الواحدة على أرض فلسطين التاريخية». وذكر موسى المشاركين فى المؤتمر بحصار غزة وأن هناك أراضى عربية فى فلسطين وسوريا ولبنان مازالت تحت الاحتلال الإسرائيلى، وطالب موسى بوقفة حاسمة تجاه سياسة الاستيطان والتهويد الإسرائيلية فى الأراضى المحتلة. وأشار موسى إلى أنه من بين التحديات التى تواجه العالم العربى هو اتساع الفجوة العلمية مع الدول المتقدمة وتدنى مستوى التعليم، ولفت إلى أنه سبق وأن دعا إلى عقد قمة عربية ثقافية على غرار القمة الاقتصادية من أجل النهوض بالثقافة العربية ومواجهة التحديات الحضارية وتصحيح الصورة النمطية عن الدين الإسلامى والمسلمين والسائدة فى وسائل الإعلام الغربية. من جانبه، أعرب سليم الزعنون رئيس المجلس التشريعى الفلسطينى الرئيس للاتحاد البرلمانى أن القدس أسيرة فى أيدى المحتلين معربا عن أمله فى انتهاء الخلاف الفلسطينى وقال «إن المحتل الإسرائيلى يطبق على القدس من جميع الجهات ويحرمهم من أرزاقهم فضلا عن قيامه بالحفر تحت المسجد الأقصى وتهدده بالانهيار وهى مسئولية عربية وإسلامية ويجب أن نعد العدة لمواجهتها. ثم قام الزعنون خلال الجلسة بتوزيع كوفية الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات على البرلمانيين العرب». وقال الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب إن المؤتمر يعقد وسط تحديات خطيرة وتطورات لاحقة ألقت بظلالها على الأمن والاستقرار فى المنطقة العربية. وقال أحمد العيسائى رئيس مجلس الشورى العمانى ورئيس الدورة السابقة إن هناك محاولة جادة لتصفية القضية الفلسطينة وأن عملية تهويد القدس والمصادرة والتجويع وغزة خير شاهد على ذلك وكذلك القرار بضم الحرم الشريف أكبر شاهد على الموقف الإسرائيلى المتعنت.