في ظل احتشاد برلمان مكثف من18 دولة عربية بجانب الجامعة العربية, بدأ الاتحاد البرلماني العربي دورته السادسة عشرة بقاعة مجلس الشعب المصري, تحت اسم: دورة فلسطين التي كان من المقرر عقدها بالقدس. لكن حالت السياسة الإسرائيلية في التصعيد من الخطر, جعل مصر تدعو لاستضافة هذه الدورة علي أرضها تقديرا لحق الشعب الفلسطيني علي أمته العربية في حماية الأرض والهوية, ويأتي انعقاد هذه الدورة في أيامها الثلاثة لمناقشة دور البرلمانيين العرب في تحقيق التضامن ونبذ الخلاف العربي وتوحيد الصف لمواجهة الأخطار المحيطة بمستقبل الأمة العربية مع العمل من أجل الحفاظ علي الهوية الثقافية العربية من خلال الاهتمام بالتعليم وتدعيم الثقافة العربية بتقوية اللغة العربية باعتبارها لغة الحضارة للأمة العربية والإسلامية, وقد اتفقت كلمات الوفود البرلمانية علي أهمية العمل من أجل نبذ الخلاف وتوحيد الصف وتجمع القوي الاقتصادية والحضارية لمواجهة الهجمة الاستعمارية الحديثة علي الأمة العربية ومحاولات طمس الهوية العربية والحفاظ علي المستقبل العربي والأرض العربية من خطر الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس سياسة قوامها الغطرسة والتعنت والتنكر لليد العربية الممتدة بالسلام, مما يؤكد عنصرية دولة إسرائيل بالمنطقة ومحاولتها زعزعة الأمن والاستقرار ووقف مسيرة التنمية وفتح الباب أمام الصراعات والتدخلات الخارجية لتمزيق أواصر العرب وتشتيت قواهم واستنزاف مواردهم في الصراع والحروب المدمرة. وفي بداية الجلسة الافتتاحية التي ترأسها الشيخ أحمد بن محمد رئيس مجلس الشوري العماني ورئيس الدورة الخامسة عشرة للاتحاد البرلماني العربي أكد السيد عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية أننا نجتمع في لحظة تواجه الأمة العربية مجموعة من المخاطر منها الاصلاح الشامل وتصاعد أعمال العنف الأمر الذي يقتضي منا اتخاذ الخطوات لإعداد المجتمعات العربية لمواجهة تحديات القرن الجديد وما فيه من تطورات ومعلومات وشفافية بهدف تحقيق التقدم وتعميق الشعور بالكرامة والحرية. وقال إن إسرائيل تستغل الموقف العربي لتكرس احتلالها للأراضي العربية وتخريب الوجود العربي في القدس بهدف فرض سياسة الأمر الواقع بالتهام الأرض الفلسطينية. وقال سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني: كان من المفترض أن يكون هذا الاجتماع البناء في القدس الشريف, ولكن نظرا للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عقد بالقاهرة رمز الحضارة والبلد الأم مشيرا إلي تحية الرئيس القائد حسني مبارك لمواقفه الرائدة والثابتة حيال القضية الفلسطينية بالإضافة إلي تحية الشعب المصري والشعوب العربية لتضامنها مع الشعب الفلسطيني الباسل. وأكد الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب أن مصر تبذل جهودا مكثفة علي الساحة العربية والدولية من أجل اقرار سلام عادل وشامل في المنطقة العربية وعودة الحق الفلسطيني إلي اصحابه, وقيام دولتهم وعاصمتها القدس الشريف. وأضاف: إننا نواجه إجراءات إسرائيلية لفرض سياسة الاستيطان وتدنيس المقدسات بما فيها المسجد الأقصي وتهديده بالحفريات أسفله, وما تقوم به إسرائيل يهدد السلام وهذا يتطلب من المجتمع العالم إيقاف الغطرسة الإسرائيلية, فلم تقتصر إسرائيل علي اغتصاب الأرض بل تجاوزت إلي اغتصاب الثقافة والهوية, وهذا لا يفت في عضدنا وسنظل نوضح قضيتنا للمجتمع الدولي لاثبات حق العرب في قضيتهم العادلة ومواجهة الاستيطان الإسرائيلي.