** سباق شرس بين الثلاثى كامل وسلامة وحلمى أمين ** من مقاهى محمد على إلى 2 شارع شريف.. حكاية طويلة ** أم كلثوم صاحبة أول مقعد.. وسط رفض من عبدالوهاب تنطلق صباح بعد غد الثلاثاء الانتخابات على مقعد نقيب للمهن الموسيقية يستكمل الدورة الحالية، ويدخل المنافسة كل من الفنان مصطفى كامل النقيب الأسبق، والمايسترو مصطفى حلمى أمين، والدكتور علاء سلامة، الوكيل الحالى لمجلس نقابة المهن الموسيقية، إضافة إلى الدكتور شريف حمدى، الأستاذ بكلية التربية الموسيقية، والموسيقى على الشريعى. ومن المتوقع أن تشهد الانتخابات معركة شرسة بين المرشحين خاصة الثلاثى كامل وسلامة وحلمى أمين، وهو الأمر الواضح منذ اليوم الأول للترشح، حيث بدأت عملية الدعاية منذ هذا التاريخ، اصطحب مصطفى كامل معه إلى النقابة عند التقدم بأوراق الترشح، الموسيقار الكبير حلمى بكر، كذلك رضا رجب، وكلاهما أعلن عن دعمه لكامل. وجود حلمى بكر كان بمثابة رسالة لأعضاء الجمعية العمومية بأن صوته لكامل، ولأن بكر الآن يعد من شيوخ المهنة فالأمر لابد أن نأخذه بعين الاعتبار، وكذلك الأمر بالنسبة لرضا رجب، الوكيل السابق للنقابة، وأحد كبار العازفين والأستاذ بمعهد الموسيقى العربية. وأعلن مصطفى حلمى عن دعم الفنان هانى شاكر النقيب المستقيل له، وهناك ايضا دعم من قبل عدد لا بأس به من أعضاء المجلس الحالى، خاصة أن مصطفى حلمى هو ابن حلمى أمين أحد الذين جلسوا على مقعد النقيب لسنوات طويلة، ويدخل معه الدكتور علاء سلامة الوكيل السابق للنقابة فى مجلس هانى شاكر، وعلاء ايضا يمتلك أرضية لا بأس بها، وبالتالى ستكون المعركة شرسة. وتقام الانتخابات بنادى نقابة المهن التمثيلية بشارع البحر الأعظم فى الجيزة، ومسرح عبدالمنعم جابر بالشاطبى بالإسكندرية، وكذلك فى المنصورة، وقاعة ميامى بطلخا، وباقى الفروع بمقر النقابات الفرعية دمنهور، طنطا، المحلة، شبين الكوم، بنها، دمياط، بورسعيد، الشرقية، بنى سويف والمنيا وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان. نقابة الموسيقيين هى البيت الذى يجمع العاملين فى مجال الموسيقى من عازفين وملحنين ومطربين، وبالتالى فهى الصحبة واللمة التى خلقت من اجل صالح اصحاب هذه المهنة، وحفظ حقوقهم والدفاع عن قضاياهم؛ وبالتالى ظلت منذ انشائها الحصن الحصين لأهل الموسيقى منذ الاربعينيات فى القرن الماضى، وحتى الآن، صحيح مرت النقابة عبر تاريخها بلحظات من الضعف والتشتت، وشهدت معارك ساخنة، لكنها أيضا شهدت قوة وتصدت للكثير من المشاكل التى اعترضت المهنة، خاصة عندما تولى مقعد النقيب أسماء كبيرة بحجم أم كلثوم وعبدالوهاب، واحمد فؤاد حسن وحلمى امين وحسن ابو السعود وهانى شاكر. وبما أننا على اعتاب الانتخابات الخاصة باختيار نقيب للموسيقيين لمدة 9 اشهر مقبلة، لأنها استكمال لمدة النقيب المستقيل هانى شاكر، نطرح فكرة انشاء النقابة، لعلنا بطرح فكرة الانشاء نعطى الحق لأصحابه، لأن هذا الكيان لم يكن زرع شيطانى او وليد الصدفة، لكن الموسيقيين الاوائل كانوا يعون مسئوليتهم تجاه ابناء مهنتهم، فهى لم تكن مسئولية فنية فقط من تقديم غناء والحان، لكنهم كانون يعون ان لهم مسئوليه اجتماعية، ومن هنا جاءت الفكرة انشاء نقابة للموسيقيين يعود إلى بداية الأربعينيات من القرن الماضى، ولإنشائها حكاية، فى ذلك الوقت كان هناك معسكران للموسيقيين، الأول يضم السيدة أم كلثوم ومجموعة الموسيقيين الذين يعملون معها ومعسكر اخر يضم الموسيقار محمد عبدالوهاب وفريقه، والغريب أن الفكرة خرجت للنور فى وقت واحد من المعسكرين، وهو ما يؤكد حالة التنافس بين الفريقين وهو ما يعنى ان كلا منهما كان يتابع الآخر. لكن على ما يبدو أن فريق أم كلثوم كان أسرع فى إعلان الأمر من جانبهم، لذلك من الناحية العملية بدأ تدشين النقابة من منزل أم كلثوم التى كانت ترى أن هناك موسيقيين يتعرضون لأزمات مع تقدم العمر بهم، ولا يوجد ما يسمى بالبيت الكبير الذى يلجأ له الموسيقى، وهنا استدعت فى البداية عدد من المقربين منها من أهل «الكار» إلى منزلها لمناقشة الأمر منهم الراحل الكبير محمد القصبجى الذى يتردد كلام كثير على أنه صاحب فكرة النقابة، وأول من عرض الفكرة على أم كلثوم التى تبنتها لما لها من قوة ونفوذ، وبعد عدد من الجلسات الطويلة، أختمرت الفكرة، وقررت طرحها على عموم الموسيقيين، فطلبت عقد أجتماع مع الذين يعملون فى مجال الموسيقى والغناء، وكان هذا الاجتماع فى مطلع عام 1942 وتسابق على حضوره كل الموسيقيين بما فيهم الموسيقار محمد عبدالوهاب، وذلك بمعهد الموسيقى العربية بشارع رمسيس، ووصل عددهم فى هذا الاجتماع الأول إلى مائة وستين موسيقيا، وعرضت عليهم فى الاجتماع فكرة إنشاء أول نقابة للمهن الموسيقية من المصريين ترعى مصالحهم ماديا وصحيا واجتماعيا ورحب الجميع بهذه الفكرة وأشادوا بها، خصوصا أنها تضم الموسيقيين المصريين، وقرر الموسيقيين أن تكون نقابتهم خاصة بالمصريين فقط ولقى هذا القرار استحسانا كبيرا لدى كل العاملين فى مجال الموسيقى والغناء والتفوا حول أم كلثوم وساندوها، وحدد يوم 11 نوفمبر عام 1942، كما جاء فى الصفحة الرسمية لنقابة الموسيقيين لعقد اول اجتماع، وجمعت فيه أم كلثوم فرقتها الموسيقية بقيادة عازف القانون الأول محمد عبده صالح وأعضاء الفرق الموسيقية الأخرى، وأسفر هذا الاجتماع بالفعل عن تشكيل مجلس إدارة نقابة المهن الموسيقية يضم أم كلثوم إبراهيم وفتحية أحمد وحياة محمد ورياض السنباطى وزكريا أحمد ومحمد القصبجى وصالح عبدالحى وفريد الأطرش وعزيز عثمان وإبراهيم حجاج ومحمد عبده صالج وأحمد الحفناوى، على أن يكون كل من عبدالحليم على والسيد الحملاوى مراقبين ماليين لحسابات النقابة. وفى اليوم نفسه الذى تم فيه انتخاب هذا المجلس رأى الأعضاء جميعا أن يستمر انعقاده حتى يتم اختيار أو انتخاب رئيس النقابة وبعد مناقشات مطولة من أعضاء المجلس واقتراح بعض الأسماء المرشحة لمنصب النقيب اختار الأعضاء بإجماع الأصوات الآنسة أم كلثوم إبراهيم رئيسا لنقابة المهن الموسيقية المصرية، وكانت هذه الانتخابات قد جرت فى سرية تامة بين الأعضاء ودون أى تأثير من أحد الأعضاء على أحد وفازت أم كلثوم بمنصب أول نقيب للموسيقيين المصريين حتى الذين لم يحضروا هذا الاجتماع توافدوا على النقابة يحملون باقات الورود والزهور وتوزيع الحلوى على الحاضرين والكل يهتف عاشت نقابة المهن الموسيقية وعاشت أم كلثوم أول رئيس لنقابتهم وبإجماع الأصوات ولم ينته الاجتماع إلا بعد أن أرسل الأعضاء الحاضرون برقية إلى رئيس مجلس الوزراء بتشكيل نقابتهم واختيار أم كلثوم رئيسة لها. لكن هذا القرار لم يوافق علية الموسيقار محمد عبدالوهاب وبالتالى ظهر صراع على مقعد النقيب ورفض عبدالوهاب كل الاقتراحات بما فيها ان يتولى شخص ثالث مقعد النقيب على ان يكون هو وام كلثوم وكيلين، وهو الأمر الذى وافقت عليه ام كلثوم، وتدخل الكاتب الصحفى مصطفى امين، وحاول اقناع ام كلثوم ان تكون نقيبا شرفيا، لكنها رفضت هذا الاقتراح إلى ان استجاب الجميع إلى اقتراح الذهاب إلى الصندوق. ونجحت ام كلثوم فى النهاية بالمنصب لتحتفظ به لسبع دورات متتالية رغم أن النقابة فى بداية عهدها لم تكن نقابة مستقلة، بل كانت نقابة عمالية تتبع وزارة الشئون الاجتماعية، ورغم ان عبدالوهاب انسحب من المشهد النقابى، لكنه حارب مرة أخرى عام 1955 مثلما حارب فى إنشائها عام 1942 ليحولها إلى نقابة مستقلة لكن هذه المرة نجح فى الاحتفاظ بمقعد النقيب لكنه عجز عن الاستمرار فى المنصب بسبب عبء المسئولية وتعارضها مع نجوميته وارتباطاته الفنية فاستقال بعد أقل من سنة وتولى المنصب من بعده الملحن «عبدالحميد عبدالرحمن» أحد الضباط الكبار فى الحرس الملكى حتى عام 1958. فى نفس الوقت كانت هناك محاولات اخرى من بعض الموسقيين لعمل حركة نقابية او جمعية اهلية تدافع عن حقوق الموسيقيين، وبالفعل تم انشاء كيان فى النصف الثانى من الاربعينيات أى بعد الحرب العالمية الثانية وتم انشاء نقابة عمالية تتبع وزارة الشئون الاجتماعية لم تستمرطويلا ورأسهما المطرب محمد الكحلاوى وسيد الجندول، قبل تلك المرحلة، كانت الحركة الموسيقية تدور كلها من خلال المقاهى فى شارع محمد على (قهوة التجارة) ومقاهى باب الشعرية ومن خلال نادى معهد الموسيقى العربية. ثم أخذت النقابات توفق أوضاعها وتستعيد تكوينها وتعطلت نقابة الموسيقيين بدون قانون عشرين عاما حتى شهر إبريل سنة 1978، وفى عهد الوزير عبدالمنعم الصاوى تم مناقشة القانون الحالى فى جلسات استماع فى مجلس الشعب ومناقشة مواد القانون وكان من أبرز الحاضرين الفنانين من السينمائيين والممثلين والموسيقيين، ومنهم سعد أردش وسميحة أيوب وسعد الدين وهبة ومن الموسيقيين عبدالحميد عبدالرحمن وصلاح عرام وفرج العنترى وشفيق أبوعوف، وتم صدور القانون الحالى رقم 35 لسنة 1978 والذى تم تعديله أكثر من مرة وكان أهم بند فى التعديل هو البند الخاص بوزير الثقافة والذى كان من حقه حل مجلس أى نقابة من النقابات الثلاث وتعيين مجلس مؤقت وتم الغاء هذا البند وكذلك البند الخاص بمدة النقيب وهى ألا يتكرر انتخاب أكثر من مدتين وأصبحت مطلقة.