- محمود سعادة يعد أحد من ساهموا في انتصار أكتوبر بعد أن نجحت تجاربه الكيميائية في فك شفرة وقود الصواريخ ابنته: قادة 6 أكتوبر اتخذوا قرار الحرب بناء على نجاح تجارب والدي كان قرار الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطرد الخبراء السوفييت (الاتحاد السوفيتي) من مصر له تأثير واضح على مجريات الحرب، وكان السوفييت وقتذاك يشرفون على حائط صواريخ الجيش، وبعد طردهم تعنتوا ورفضوا مد الجيش المصري بالوقود. وبسبب ذلك تأزم الموقف وبدأت قيادة القوات المسلحة في إيجاد حلول، وكان اللجوء إلى المدنيين والاستعانة بالخبرات الأكاديمية على رأس الحلول السريعة، وهنا كان الحل في يد الدكتور محمود سعادة الأستاذ بقسم التجارب نصف الصناعية بالمركز القومى للبحوث، الذي تولى المهمة بعد أن اصطحبته سيارة من منزله وطلبت منه مقابلة مسئولين كبار بالدولة. وبعد بحث ودراسة، في خلال شهر واحد، استطاع سعادة استخلاص كميات كبيرة من الوقود، بسببها استطاعت قيادة الجيش المصري من اتخاذ قرار الحرب ضد إسرائيل عام 1973. الشروق تواصلت مع الدكتورة سعاد محمود سعادة المتخصصة في ترميم الآثار وابنة العالم المصري، للحديث عن دور الدكتور محمود في حرب أكتوبر، وتوضيح حقيقة ما يثار عن أن سيارة عصام الحضري حارس المنتخب مصري صدمت العالم المصري. دوره في حرب أكتوبر الدكتور محمود سعادة هو أستاذ بقسم التجارب نصف الصناعية بالمركز القومى للبحوث، شغل منصب نائب رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا ومدير مكتب براءة الاختراع فى التسعينات، وحاز على جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون. وكان للدكتور سعادة دور كبير في نصر أكتوبر بدوره بفك شفرة وقود الصواريخ، واستخلاص نحو 240 لتر وقود جديد صالح من الكمية منتهية الصلاحية الموجودة في المخازن، وهي العملية التي طمأنت قيادة الجيش المصري الذين بنوا قرار الحرب على نجاح سعادة في توفير وقود الصواريخ، حسب ما قالت ابنته في تصريحات للشروق. وتقول إن الدكتور سعادة أجرى تجاربه الخاصة بوقود الصواريخ في معمل صغير وسري بالمركز القومي للبحوث من دون أن يعرف أحد طبيعة عمله، وكان ذلك إعجازًا في استخراج كمية كبيرة من الوقود في هذا المكان الصغير. وقالت إن والدها تشدد في كتمان دوره في حرب أكتوبر، حتى أنها لم تعرف هذا الدور إلا في بعد الحرب بنحو 30 عامًا عن طريق بعض الكتب الذي تناولت رموز الحرب وذكرت دوره في استخلاص وقود الصواريخ، مشيرة إلى أن والدها كان مولع بالتكنولوجيا، وفي فترة الحرب كان يستمع إلى الراديو لمعرفة المستجدات، وكان الجيران آنذاك يعتمدون على راديو الدكتور سعادة لمعرفة الأخبار. وبالرغم من نبوغه، تقول ابنة الدكتور سعادة إن والدها منع من الحصول على درجة الأستاذية في فترة حرب أكتوبر، لكنه لجأ إلى القضاء وحصل على حكم بأحقيته بالأستاذية في المعهد القومي للبحوث. وتكشف ابنة الدكتور سعادة جانبًا آخرًا من جوانب والدها البعيدة عن الحرب، فتقول إن سعادة كان من أوائل من عملوا في مجال الكيمياء الصناعية، وتمكن من حل مشكلة كبيرة في الزارعة المصرية، وهي الفئران الحقلية التي كانت تتغذى على المحاصيل، ولم يتم التخلص منها عن طريق المبيدات الحشرية، مضيفة أن والدها تمكن من القضاء على الفئران بواسطة استخدام الموجات فوق الصوتية. وتتابع بأن والدها شجع والداتها على استكمال تعليمها ، لأنه تزوجها عندما كان عمرها 16 عاما فساعدها العالم الراحل في إكمال مشوارها الدراسي، حتى حصلت على الدكتوراه في الآثار، والتدريس في الجامعة الأميركية في القاهرة. الدكتور سعادة وعصام الحضري بين وقت وآخر، يرتبط اسم الدكتور محمود يوسف سعادة، بحارس منتخب مصر عصام الحضري. ما يربط بينهما منشور يجرى تداوله على نطاق واسع، يزعم بأنه في عام 2010 اصطدمت سيارة الحضري بسيارة الدكتور محمود سعادة، على طريق المنصة في مدينة نصر. ويزعم المنشور أن شهود العيان أكدوا خطأ نجم الكرة، إلا أن جميع من احتشدوا حول الحادث حاولوا تخليص نجم الكرة من المأزق بسبب أنه مشهور وبطل مصر الذي ساهم في إحراز كأس أمم افريقيا، وطيبوا خاطر أسطورة آخر - لم يكن يعرفوه - وهو الدكتور محمو سعادة الذي ساهم في نصر أكتوبر. لكن ابنة العالم المصري أكدت للشروق أن هذا الكلام غير صحيح، ولم يحدث أن صدمت سيارة الحضري والدها على الإطلاق، كما أشيع. وأضافت ابنة العالم المصري أن والدها الدكتور محمود سعادة كان لا يستيطع قيادة السيارة في عام 2010، كما أنه كان من أشد المعجبين بالحارس المصري. وبحلول عام 2011، أصيب الدكتور سعادة بمرض السرطان وظل يعاني حتى وافته المنية في 28 ديسمبر 2011، وحضر جنازته عدد من العسكريين والعلماء الذين عرفوا دوره الكبير في حرب أكتوبر.