زخرت قضية مقتل المذيعة شيماء جمال، على يد زوجها القاضي أيمن حجاج وشريكه المقاول حسين الغرابلي، بالعديد من الكواليس التي كشفت عنها تحقيقات النيابة، وحصلت "الشروق" على نسخة كاملة منها عقب إحالة المتهمين للمحاكمة، وظلت القضية محل اهتمام الرأي العام حتى أصدرت محكمة جنايات الجيزة حكم بإعدام المتهمين اليوم الأحد. وكشفت تحقيقات النيابة العامة عن اتفاق المتهمين على كلمة سر بينهما لبدء تنفيذ جريمة القتل داخل مزرعة بالبدرشين التي استدرجا فيها المجني عليها، وهي: «اعمل كوباية شاي». وتضمنت الاعترافات الشفهية للقاضي أيمن حجاج في بداية التحقيقات، احتدام الخلافات بينه وبين زوجته المجني عليها شيماء جمال لكثرة تهديدها إياه بنشر مقطع مصور وصور لعلاقتهما الزوجية، صورتها دون علمه وفضح أمر زواجهما بين أقرانه بالعمل وزوجته وأهله وطلبها منه مبلغ 3 ملايين جنيه لتقبل أن يطلقها دون أن تسيئ لمستقبله وسمعته. وتبين أنه عقد العزم على إزهاق روحها للخلاص منها واتفق مع صديقه حسين الغرابلي على استئجار مزرعة بناحية البدرشين تكون بمنأى عن أعين الرقباء لتنفيذ مخطط قتل المجني عليها، وقد أتم الأخير العلاقة الإيجارية وتسلم المزرعة وأجرى بعض أعمال الإصلاحات بها وتقاضي منه مبلغ ثلاثمئة وستين ألف جنيه لقبول المشاركة في تلك الجريمة وحددا يوم الاثنين الموافق 2022/6/20 موعداً للتنفيذ. وفي غضون يوم السبت الموافق 2022/6/18 توجها لأحد الحوانيت لشراء الأدوات اللازمة لحفر الحفرة اللازمة لدفن الجثمان بها وتم حفر حفرة بموضع على طرف قطعة الأرض وفي يوم التنفيذ اصطحب المجني عليها للمزرعة المذكورة حال كون المتهم الآخر في انتظارها ودلف معها لمبنى الاستراحة وأجلسها بها، حيث كان الاتفاق بين المتهمين على أن تكون عبارة "تجهيز كوب من الشاي" هي علامة التنفيذ، وما أن أطلقت تلك الإشارة حتى غافلها المتهم الأول وسدد لها ثلاث ضربات بجسم سلاح ناري مرخص ماركة حلوان وهجمم عليها وأطبق على عنقها، وهم إليه المتهم الآخر وجلس خلفها وكبل ذراعيها لشل مقاومتها وظلا على هذا الوضع لمدة تقارب الدقائق العشر حتى فارقت الحياة. وبعد أن تأكد من مفارقتها الحياة لف جسدها وعنقها بسلسلة حديدية وأغلقها بقفلين، حيث صور له عقله أنها شيطانة قد تقوم من مرقدها وأن قتلها في عداد الأمور المغفورة، وربط المتهم الآخر ساقيها بقطعة قماشية ولف وجهها بقطعة قماشية أخرى ونقلاها لموضع الحفرة باستخدام سيارة المتهم الأول ماركة شيفروليه كابتيفا سوداء اللون وأنزلاها بالحفرة المعدة لذلك الغرض سلفاً وسكب المتهم الآخر على جسدها كمية من ماء النار لتشويه معالم جثمانها وهالا عليه التراب حتى وارياه وحطما هاتفيها النقالين وألقى الأول أغراضها وهاتفيها النقالة في ترعة المريوطية ونقل الآخر بعدها بيومين كمية من الطين لتكون أعلى موضع دفن الجثمان إمعاناً في التمويه. وباستجواب النيابة العامة المتهم المذكور ردد مضمون ما ورد بإثارة الشفهي، إلا أنه تمسك بأنه لم يستأجر المزرعة المذكورة من أجل قتل المجني عليها لها ولكن من أجل عرضها عليها لتقبل بالطلاق منه دون تنفيذ تهديداتها، وأنها حين دلفت المبنى الاستراحة معه، وعلى إثر خيبة رجائها في مستوى المزرعة التي عرضها عليها هاجمته بإحدى علب المياه الغازية تارة وبسكين فاكهة كان في متناول يدها تارة أخرى، فتفادى الأولى وأمسك بيدها في المرة الأخرى، واستل السلاح الناري حيازته من جانبه وسدد لها ضربة بجسم ذلك السلاح على رأسها أسقطتها على الأريكة وأسقطت السكين من يدها بجوارها وأفقدتها وعيها. وبمحاولة إفاقتها أفاقت إلا أنها حاولت الوصول للسكين مرة أخرى لمهاجمته وركلته بساقيها دون أن تخلف به ثمة إصابات في لحظة دخول المتهم الآخر للاستراحة الذي ما أن شاهدها على هذا الوضع حتى تلفظ بعبارة "الست دي لو عاشت هتودينا في داهية" ثم أسرع إليه وطوق ذراعيها من الخلف وشل مقاومتها حال إطباق الأول على عنقها حتى سكنت حركتها تماماً حيث علل تلك الأفعال لا بقصد إزهاق روحها ولكن بقصد إسكاتها عن الصراخ خوفاً من أن يتناهى ذلك الصوت إلى جيرة المزرعة. وبأنه ودون تخطيط مسبق وتحت ضغط والدة المجني عليها اضطر إلى الإبلاغ باختفاء المجني عليها بموجب مذكرة في اليوم التالي للواقعة وحين شعر باقتراب جهود رجال البحث والتحري من التوصل إليه هرب إلى الساحل الشمالي واختبأ لدى أحد الأعراب بقرية سياحية اسمها "هايدي" ويدعى "ع. خ"، وعند اتصال علمه باقتراب جهود البحث والتوصل لمكان اختبائه به المذكور وأخفاه بإحدى الوحدات السكنية بمنطقة سيدي جابر بالإسكندرية حتى علم بملاح الشرطة للمذكور. واتصل القاضي المتهم بأحد زملائه مستشار بمجلس الدولة يدعى "إ. ت" الذي لم يكن يعلم بتفاصيل أسباب ملاحقته وأقله من الإسكندرية إلى زهراء المعادي، وشرح له حقيقة وضعه وهروبه بالتفصيل في خلال الرحلة فرد عليه بعبارة "لازم تسلم نفسك أنت كده هتأذي نفسك وتأذينا" ودبر له وحدة خاصة بأحد معارفه ويدعى محمد أبو زياد - حسن النية - المنطقة زهراء المعادي ليختبئ بها، وفي اليوم التالي اصطحبه المستشار "إ. ت" إلى مدينة السويس حيث اختبأ لدى أحد معارفه هناك ويدعى فاروق الكيال حتى تم ضبط.