كشفت تحقيقات النيابة العامة في قضية مقتل المذيعة شيماء جمال، عن نية زوجها القاضي بيع مصوغاتها الذهبية في مساء يوم ارتكاب الجريمة. وذكرت النيابة في تحقيقاتها أنه ثبت بمطالعة محرك البحث "جوجل" بالهاتف النقال الخاص بالمتهم حسين الغربالي إجرائه بحثاً عن سعر الجنيه الذهبي بتاريخ 2022/6/20 الساعة 11:41 مساء، وهو ما يوافق روايته بالتحقيقات بشأن انتواء المتهم أيمن حجاج التصرف في مصوغات المجني عليها باستبدال عملات ذهبية. وأضافت النيابة أنه بذات التاريخ صدر إذن المجلس الخاص بمجلس الدولة بإقامة ورفع الدعوى الجنائية على المتهم أيمن عبد الفتاح محمد السيد نائب رئيس مجلس الدولة، الشهير ب"أيمن حجاج" في خصوص الاتهام المسند إليه يقتل المجني عليها شيماء جمال سيد فهمي وتبعاً لذلك فقد صدر قرار النيابة العامة بالقبض عليه. وحصلت "الشروق" على تفاصيل التحقيقات في قضية مقتل المذيعة شيماء جمال على القاضي وشريكه، من واقع أوراق القضية وأدلة الثبوت التي تضمنت اعترافات المتهمين وأقوال الشهود والتقارير الفنية والطبية، التي وردت في تقرير الاتهام الذي أمرت بموجبه إحالة المتهمين لمحكمة الجنايات. وأدلى القاضي أيمن حجاج برواية قتل المذيعة -لم تخلص النيابة إلى صحتها فيما يتعلق بأسباب ودوافع الجريمة- بأنه لم يستأجر المزرعة المذكورة (محل ارتكاب الجريمة) من أجل قتل المجني عليها لها، ولكن من أجل عرضها عليها لتقبل بالطلاق منه دون تنفيذ تهديداتها، وأنها حين دلفت الاستراحة معه، وعلى إثر خيبة رجائها في مستوى المزرعة التي عرضها عليها هاجمته بإحدى علب المياه الغازية تارة وبسكين فاكهة كان في متناول يدها تارة أخرى. وأضاف القاضي بأنه تفادى الأولى وأمسك بيدها في المرة الأخرى، واستل السلاح الناري حيازته من جانبه وسدد لها ضربة بجسم ذلك السلاح على رأسها أسقطتها على الأريكة وأسقطت السكين من يدها بجوارها وأفقدتها وعيها، وبمحاولة إفاقتها أفاقت إلا أنها حاولت الوصول للسكين مرة أخرى لمهاجمته وركلته بساقيها دون أن تخلف به إصابات في لحظة دخول المتهم الآخر للاستراحة. وتابع بأنه بمجرد أن شاهدها المتهم الثاني على هذا الوضع حتى تلفظ بعبارة "الست دي لو عاشت هتودينا في داهية" ثم أسرع إليه وطوق ذراعيها من الخلف وشل مقاومتها حال إطباق الأول على عنقها حتى سكنت حركتها تماماً حيث علل تلك الأفعال لا بقصد إزهاق روحها ولكن بقصد إسكاتها عن الصراخ خوفاً من أن يتناهى ذلك الصوت إلى حيرة المزرعة. إلا أن الاعترفات الشفهية للقاضي في بداية التحقيقات، تضمنت أنه باحتدام الخلافات بينه وبين زوجته المجني عليها شيماء جمال لكثرة تهديدها إياه بنشر مقطع مصور وصور لعلاقتهما الزوجية، صورتها دون علمه وفضح أمر زواجهما بين أقرانه بالعمل وزوجته وأهله وطلبها منه مبلغ ثلاثة ملايين جنيه لتقبل أن يطلقها دون أن تسيء لمستقبله وسمعته. وأضاف بأنه عقد العزم على إزهاق روحها للخلاص منها واتفق مع صديقه حسين الغرابلي على استئجار مزرعة بناحية البدرشين تكون بمنأى عن أعين الرقباء لتنفيذ مخطط قتل المحن عليها، وقد أتم الأخير العلاقة الإيجارية وتسلم المزرعة وأجرى بعض أعمال الإصلاحات بها وتقاضي منه مبلغ ثلاثمئة وستين ألف جنيه لقبول المشاركة في تلك الجريمة وحددا يوم الاثنين الموافق 2022/6/20 موعداً للتنفيذ. وأضاف في اعترافاته الشفهية بأنه في غضون يوم السبت الموافق 2022/6/18 توجها لأحد الحوانيت لشراء الأدوات اللازمة لحفر الحفرة اللازمة لدفن الجثمان بها وتم حفر حفرة بموضع على طرف قطعة الأرض وفي يوم التنفيذ اصطحب المجني عليها للمزرعة المذكورة حال كون المتهم الآخر في انتظارها ودلف معها لمبنى الاستراحة وأجلسها بها، حيث كان الاتفاق بين المتهمين على أن تكون عبارة تجهيز كوب من الشاي هي علامة التنفيذ، وما أن أطلقت تلك الإشارة حتى غافلها المتهم الأول وسدد لها ثلاث ضربات بجسم سلاح ناري مرخص ماركة حلوان وحلم عليها وأطبق على عنقها، وهم إليه المتهم الآخر وجلس خلفها وكيل ذراعيها لشل مقاومتها وظلا على هذا الوضع لمدة تقارب الدقائق العشر حتى فارقت الحياة. واستطرد بأنه بعد أن تأكد من مفارقتها الحياة لف جسدها وعنقها بسلسلة حديدية وأغلقها بقفلين، حيث صور له عقله أنها شيطانة قد تقوم من مرقدها وأن قتلها في عداد الأمور المغفورة وربط المتهم الآخر ساقيها بقطعة قماشية ولف وجهها بقطعة قماشية أخرى ونقلاها لموضع الحفرة باستخدام سيارة المتهم الأول ماركة شيفروليه كابتيفا سوداء اللون وأنزلاها بالحفرة المعدة لذلك الغرض سلفاً وسكب المتهم الآخر على جسدها كمية من ماء النار لتشويه معالم جثمانها وهالا عليه التراب حتى وارياه وحطما هاتفيها النقالين وألقى الأول أغراضها وهاتفيها النقالة في ترعة المريوطية ونقل الآخر بعدها بيومين كمية من التين لتكون أعلى موضع دفن الجثمان إمعاناً في التمويه. وحددت محكمة استئناف القاهرة برئاسة المستشار محمد حسين عبد التواب، غدا الأربعاء، لنظر أولى جلسات قضية مقتل المذيعة شيماء جمال على يد زوجها القاضي وشريكه، وذلك أمام دائرة جنايات الجيزة المنعقدة بالكيلو 10.5 طريق اسكندرية الصحراوي. وسبق أن أمر المستشار حمادة الصاوي النائب العام بإحالة القضية المتهم فيها كل من أيمن حجاج، العضو بإحدى الجهات القضائية، وحسين الغرابلي، صاحب شركة، إلى محكمة الجنايات المختصة، مع استمرار حبسهما احتياطيًّا على ذمة المحاكمة؛ لمعاقبتهما على ما اتهما به من قتلهما المجنى عليها الإعلامية شيماء جمال زوجة الأول، عمدًا مع سبق الإصرار.