استهدفت غارة جوية جديدة ليل الثلاثاء-الأربعاء مدينة ميكيلي، عاصمة إقليم تيجراي في شمال إثيوبيا، بحسب ما أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي ومسؤول في مستشفى محلي. وقال المتحدّث باسم الجبهة جيتاتشو رضا، في تغريدة على حسابه بموقع التدوينات القصيرة، إنّ "غارة ليلية بطائرة بدون طيار استهدفت ميكيلي"، مؤكّداً أنّه "لا توجد أهداف عسكرية" في الموقع المستهدف. بدوره، أكد الطبيب كيبروم جبريسيلاسي، رئيس المستشفى الرئيسي في ميكيلي، في تغريدة على تويتر إن "غارة بطائرة بدون طيار في ميكيلي، قرابة منتصف الليل" أدّت إلى سقوط "ضحايا نقلوا إلى المستشفى"، من دون أن يحدّد عددهم، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وبعد هدنة استمرّت خمسة أشهر، تجدّدت المعارك في 24 أغسطس الجاري بين الجيش الفيدرالي وجبهة التيجراي مع تبادل الطرفين الاتهامات بإشعال المواجهات. وتعرضت ميكيلي لغارة إثيوبية، الجمعة الماضية، استهدفت روضة أطفال ما أدي لمقتل 17 شخصا وسقوط عدد من الجرحى. وكانت الجبهة قد أعلنت أمس الثلاثاء أنّها لا تزال منفتحة على إجراء مفاوضات مع الحكومة الفيدرالية، لكنّها في الوقت نفسه عازمة على مواصلة التقدم في شمال إثيوبيا ما دامت التعزيزات العسكرية الحكومية تشكّل "تهديداً" لمنطقتهم. وأفادت مصادر دبلوماسية وإنسانية وشهود عيان أنّ عناصر جبهة التيجراي تقدّموا في الأيام الأخيرة حوالى خمسين كلم جنوب حدود تيجراي، داخل منطقة أمهرة المجاورة، وكذلك جنوب شرق منطقة عفر. واستعادت الجبهة منتصف 2021 السيطرة على غالبية المنطقة إثر هجوم مضاد على القوات الحكومية جعلهم يقتربون من العاصمة أديس أبابا. وكانت وزارة الخارجية السودانية، قد استدعت أمس الثلاثاء، السفير الإثيوبي في الخرطوم يبتال أميرو. ونقل مدير عام الشؤون الأفريقية فضل عبدالله فضل، للسفير الإثيوبي إستنكار الوزارة للتصريحات التي أدلي بها لوسائل الإعلام، ذكر فيها إسقاط القوات الإثيوبية لطائرة محملة بالأسلحة لقوات الجبهة الشعبية لتحرير التيجراى خرقت المجال الجوي الإثيوبي عبر السودان، وفقا لوكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا". وأوضح السفير فضل، للسفير الإثيوبي أن إطلاق تلك الادعاءات غير المؤسسة أمر يخالف التقاليد الدبلوماسية المعهودة في التواصل مع السلطات الرسمية في بلد التمثيل، لا سيما وأن القيادة في البلدين تسعي لتعزيز العلاقات بينهما. يذكر أن الصراع بتيجراي بدأ في نوفمبر 2020، عندما أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد القوات الفيدرالية إلى الإقليم للسيطرة على السلطات المحلية المنبثقة من الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بعد اتهامها بمهاجمة ثكنات للجيش، وأسفر الصراع عن مقتل آلاف الأشخاص وأغرق شمال إثيوبيا في أزمة إنسانية خطيرة.