بنات الغربية يرفعن راية الأزهر.. والمحافظ يهاتفهن مهنئًا: أنتن فخر مصر وأملها    حزب الجبهة الوطنية يختتم دعايته ب8 مؤتمرات جماهيرية قبل الصمت الانتخابي    غدا آخر موعد للتقديم.. توافر 200 فرصة عمل في الأردن (تفاصيل)    "البحوث الزراعية" ينفذ 40 ندوة إرشادية لدعم مزارعي 13 محافظة    محافظ البحيرة: 8 سيارات لتوفير المياه في المناطق المتضررة بكفر الدوار    محافظ المنيا يضع حجر الأساس المرحلة الاولى من مبادرة "بيوت الخير"    هيئة فلسطينية: 100 ألف طفل مهددون بالموت جوعًا في قطاع غزة    خبراء إسرائيليون: استمرار الهجمات على غزة يزيد عزلة بلادنا دوليا    ماكرون: دعم فرنسي كامل للمساعي المصرية لإدخال المساعدات إلى غزة    قصة الصراع بين تايلاند وكمبوديا.. خلاف حدودى قديم قد يتحول إلى صراع إقليمى    صور| ترامب يلعب الجولف في مستهل زيارته إلى أسكتلندا «قبل تظاهرات مرتقبة»    راحة للاعبي الزمالك غداً بعد ختام معسكر العاصمة الإدارية    بعد اقتراب رحيله إلى كولومبوس كرو.. ماذا قدم وسام أبو علي بقميص الأهلي؟    بيراميدز يقترب من حسم صفقة البرازيلي إيفرتون دا سيلفا مقابل 3 ملايين يورو (خاص)    انتقال أسامة فيصل إلى الأهلي.. أحمد ياسر يكشف    انتقال أسامة فيصل إلى الأهلي.. أحمد ياسر يكشف    وزير التعليم يكرم أوائل الثانوية العامة ويشيد بتفوقهم وتميزهم    إخلاء سبيل زوجة والد الأطفال الستة المتوفيين بدلجا بالمنيا    الداخلية تكشف ملابسات ابتزاز فتاة بالزقازيق من خطيبها السابق    فنانون عرب ينعون الموسيقار زياد الرحباني: "رحل العبقري الذي أضاء عالمنا"    فرص للعمل من المنزل.. 3 أبراج الأكثر حظا ونجاحا هل أنت منهم؟    أكسيوس عن مصادر: أعضاء بإدارة ترامب يقرون سرا بعدم جدوى استراتيجيتهم بغزة    سميرة عبدالعزيز في المهرجان القومي للمسرح: الفن حياتي وكل مخرج أضفت من خلاله إلى رصيدي    الأزهر يرد على فتوى تحليل الحشيش: إدمان مُحرّم وإن اختلفت المُسميات    نجاح جراحة ميكروسكوبية دقيقة لاستئصال ورم في المخ بمستشفى سوهاج الجامعي    مطالبات في المصري بالتجديد لمحمود جاد    المدرسة الأمريكية تقترب من القيادة الفنية لرجال الطائرة بالأهلي    إنتر ميامي يتعاقد مع الأرجنتيني دي بول لاعب أتلتيكو مدريد    سميرة عبد العزيز في ضيافة المهرجان القومي للمسرح    "الزراعة" تعلن التوصيات النهائية لورشة العمل تنمية المهارات الشخصية للعاملين بالقطاع    لن توقف المجاعة.. مفوض «الأونروا» ينتقد إسقاط المساعدات جوا في غزة    أبو ليمون يهنئ أوائل الثانوية الأزهرية من أبناء محافظة المنوفية    بعد إصابة 34 شخصًا.. تحقيقات لكشف ملابسات حريق مخزن أقمشة وإسفنج بقرية 30 يونيو بشمال سيناء    مصرع سيدة أسفل عجلات قطار بمدينة إسنا خلال توديع أبناؤها قبل السفر    "القومي للطفولة" يشيد بقرار محافظ الجيزة بحظر اسكوتر الأطفال    الدفاع المدني في غزة يحذر من توقف مركباته التي تعمل في التدخلات الإنسانية    انخفاض سعر الدواجن المجمدة ل 110 جنيهات للكيلو بدلا من 125 جنيها بالمجمعات الاستهلاكية.. وطرح السكر ب30 جنيها.. وشريف فاروق يفتتح غدا فرع جديد لمبادرة أسواق اليوم الواحد بالجمالية    مركز التجارة الدولي: 28 مليون دولار صادرات مصر من الأسماك خلال 2024    الإنجيلية تعرب عند تقديرها لدور مصر لدعم القضية الفلسطينية    حبس أنوسة كوته 3 أشهر وتعويض 100 ألف جنيه في واقعة "سيرك طنطا"    بسبب 19 تذكرة.. دور العرض ترفع فيلم في عز الضهر من شاشاتها    مصر تدعم أوغندا لإنقاذ بحيراتها من قبضة ورد النيل.. ومنحة ب 3 ملايين دولار    ما حكم تعاطي «الحشيش»؟.. وزير الأوقاف يوضح الرأي الشرعي القاطع    وزير الأوقاف يحيل مخالفات إلى التحقيق العاجل ويوجه بتشديد الرقابة    توقيع الكشف الطبي على 392 مواطناً بقافلة جامعة المنصورة بالشيخ زويد    الصحة: مصر تستعرض تجربتها الرائدة في مبادرة «العناية بصحة الأم والجنين»    إصابة سيدة في انهيار منزل قديم بقرية قرقارص في أسيوط    أسوان تواصل توريد القمح بزيادة 82% عن العام الماضي (صور)    الصحة تدعم البحيرة بأحدث تقنيات القسطرة القلبية ب46 مليون جنيه    تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 154 مخالفة عدم الالتزام بغلق المحلات في مواعيدها    مقتل 4 أشخاص في روسيا وأوكرانيا مع استمرار الهجمات الجوية بين الدولتين    "الثقافة صوت الأمة وضميرها" وزير الثقافة يهنئ المبدعين بيوم الثقافة العربية ويدعو لتعزيز الهوية وصون التراث    رسميًا إعلان نتيجة الثانوية الأزهرية 2025 بنسبة 53.99% (رابط بوابة الأزهر الإلكترونية)    وزير الثقافة ناعيًا الفنان اللبناني زياد الرحباني: رحيل قامة فنية أثرت الوجدان العربي    سعر الخضار والفواكه اليوم السبت 26-7-2025 بالمنوفية.. البصل يبدأ من 10 جنيهات    كيف احافظ على صلاة الفجر؟.. أمين الفتوى يجيب    الأوقاف تعقد 27 ندوة بعنوان "ما عال من اقتصد.. ترشيد الطاقة نموذجًا" الأحد    بعد «أزمة الحشيش».. 4 تصريحات ل سعاد صالح أثارت الجدل منها «رؤية المخطوبة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيضًا.. من أسباب الحزن!
نشر في الشروق الجديد يوم 17 - 02 - 2010

الكاتب الذى يعيش هموم الوطن ويحملها فوق رأسه لا يمكن أن يسقطها إلا فى حالة واحدة.. هذه الحالة هى أن يسقط رأسه ومعه حمله، والكاتب الذى يعيش بين الناس ويحس بهم لا يمكن أن ينسلخ عنهم بين يوم وليلة ويدير لهم ظهره ويكون الخائن لأحلامهم وأمانيهم.. والكاتب الذى يلتزم بالحق والعدل لا يخاف من أحد سواء كان حاكما أو محكوما.. وأنا لا أقبل على الإطلاق بقهر السلطة وأيضا لا أقبل بوحشية بعض القراء، حدث أن علمت من الأستاذ الكاتب الصديق عاصم حنفى يوم الخميس الماضى أن هناك هجوما جارحا على شخص وأن هناك أكثر من مائة تعليق على مقال الأسبوع الماضى «السيدان علاء وجمال» وكلها على موقع جريدة الشروق.. وقد يعجب الكثير من السادة القراء المحترمين المؤدبين أننى حتى هذه اللحظة لم أتعامل قط مع أجهزة الكمبيوتر وأجهل تماما كيفية التعامل معها، وحتى جهاز الهاتف المحمول أعرف كيف أطلب رقما وكيف أرد على مكالمة.. وعندما سألت الأستاذ عاصم عن سبب الهجوم قال واضح إن المقال اتفهم غلط! القراء بتوعك غدروا بيك ياعم وحيد.
وأنا فى حياتى الشخصية أرتعد خوفا من الغدر.. توترت.. واضطربت.. واتصلت بالأستاذ عمرو خفاجى ناشر الجريدة طالبا منه أن يرسل لى هذه التعليقات إلى البيت.. ولكنى لم أهدأ.. ولأنى كنت خارج البيت فقد كلفت من أحضرها لى.. وقرأت.. وأفزعنى ما قرأت.. وأصابنى حزن ما بعد حزن... حزنت لهذا الفهم الخاطئ لمحتوى المقال وسألت نفسى كيف يقرأ البعض...؟؟ وحزنت لهذه اللغة المتدنية المشبعة بالسباب والاتهامات والتى لا تليق بأى صاحب رأى معارض بل وساخط.. السباب والشتائم والتطاول هى دلائل ضعف الحجة وفساد المنطق.. والكتابة بصفة عامة هى الأدب وليس التجريح.. وعليه فأنا أحترم وأقدر كل من يخالفنى الرأى بلغة الأدب، ومن يقول لى لا تكتب.. أقول له لا تقرأ.. لا تصادرنى حتى لا أصادرك وتتقطع كل سبل الحوار البناء..
والأمر الأكثر حزنا بالنسبة لى أننى لست مختلفا فى الرأى مع كل الذين صرخوا فى وجهى بالبذاءة.. طوال عشرة أسابيع سابقة على نشر هذا المقال وأنا أنشر «جمهورية عساكر» حيث أنشد أناشيد الحرية والديمقراطية وأحلم بالعدالة، ساخطا على الفساد والفاسدين.. كارها للإهمال.. مناهضا للحيتان وأسماك القرش التى تبتلع موارد هذا البلد رافضا فى وضوح وحسم التوريث وغير التوريث مطالبا بأن يكون الترشح للرئاسة حقا مشروعا لكل من يرى فى نفسه أهلا لذلك.. فكيف يغير الكاتب رأيه ويبدل موقفه فى خلال ستة أيام فقط لا غير...؟؟
أما أن يكون قد تم شراؤه..!! أو أصابه جنون مفاجئ.. أو تم تهديده بفضيحة أو قطع رزق.. بالنسبة للأولى أنا غير قابل للبيع.. العبيد فقط هم الذين يتم بيعهم وشراؤهم.. بالنسبة للثانية فأنا والحمد لله من مرضى القلب وليس العقل.. بالنسبة للثالثة ليس على رأسى بطحة ولا بيتى من زجاج.. وبالنسبة للرزق فهو بالنسبة لى من عند الله وليس من عند الحكومة فرزقى كمؤلف يكفل لى حياة الستر.. وأنا قانع بالستر فما الذى يدفعنى إلى التخلى عن مبادئى وقناعاتى..؟
وبدلا من الاندفاع المتسرع الأهوج كان يجب قراءة المقال مرة أخرى حتى يمكن إدراك ما غاب إدراكه فى المرة الأولى.. وكما ذكرت أنا لا أقبل بقهر السلطة ولا بوحشية بعض القراء وأيضا بغباء التطرف فى الرأى.. وعليه فأنا أرد القسوة إلى أصحابها بالأدب وليس بقلة الأدب.. فالشرفاء لا يغيرون مواقفهم بين يوم وليلة.. وأنا ضد التوريث لأن هذه قناعتى لا قناعة غيرى ولا يستطيع أحد أن يفرضها على.. ولو كنت أحد العاملين فى كتائب الحزب الوطنى ما أخفيت ذلك بل كنت سأكشف عن وجهى مثل الآخرين فلست من الحمقى والمغفلين الذين يشبهون الدمى فى مسرح العرائس تحركهم خيوط.
أيضا من أسباب الحزن..
من الطبيعى والمنطقى أن يكون الكاتب صاحب ضمير وأن يكتب ما يراه حقا وعدلا من وجهة نظره وأن يبتعد عن الهوى.. ولكن هناك فريقا من القراء يريدون من الكاتب أن يكتب ما يروق لهم ويوافق هواهم وبالأسلوب الذى يرغبونه وذاك هو الاستبداد المطلق الناتج عن غياب الوعى وعدم الإدراك.. حيث إن المقال السابق الذى هو تحليل لشعبية السيد جمال مبارك وأسباب تدنيها من وجهة نظرى لا يحمل أى دعوة للتوريث من قريب أو بعيد استقبله فريق متعجل على غير هدفه لمجرد أنه كتب بأسلوب ليس فيه تجريح أو إهانة.. فإذا كان البعض يرى أن المعارضة هى التطاول.. وأن الجرأة هى التجريح فهذا المنهج لا أقبل به ولا أعمل به.. فأنا اختلف مع الآخرين وأعارض توجهاتهم ولكنى لا أحمل لهم الضغائن.. هكذا أفهم الديمقراطية.. وليس من المعقول أن نهرب من الديكتاتورية إلى الديكتاتورية.
أيضا من أسبا بالحزن..!
قرأ أحد الأصدقاء المقال والآراء التى وردت بشأنه وابتسم قائلا لى.. هذا من صنع نشطاء جماعة الإخوان المتربصين لك لأنك مؤلف مسلسل «الجماعة» وهم يسعون إلى ضرب مصداقيتك فى طرح قضاياك وانك من عملاء الحزب الوطنى وتعمل لحسابه فى الخفاء تمهيدا لذبحك بعد عرض المسلسل إن شاء الله.. ولأن موقفى من الحزب الوطنى واضح ومعلن منذ سنوات.. أيضا موقفى من جماعة الإخوان وسائر الأحزاب.. فالقول الفصل فى هذا الشأن إذا كنا نرغب فى التغيير ونسعى إليه قولا وفعلا فإنه يجب أن يشمل كل الأطراف لأن العطب أصابهم جميعا فإذا كان هذا اسلوب جماعة إسلامية فى مواجهة من تراه خصما لها فكيف نتوقع منها خيرا أو عدلا..؟ هذا فى حالة صدق وجهة النظر هذه.
أيضا من أسباب الحزب..!
فى المقال السابق كنت أعتب بأدب على السيدين علاء وجمال عدم المشاركة الفعالة فى الكوارث التى ألمت بالأمة فى الأسابيع الأخيرة على اعتبار انهما أشهر من يشارك فى الأفراح الخاصة بكرة القدم.. فتكون الصدمة من شدة السخط المخزون فى الصدور تجاه فكرة أن يرث أحدهما حكم مصر.. سخط يحرق كأنه ماء النار.. ومن يحب السيد جمال عليه أن ينصحه بتغيير الاتجاه إذا كان هو الاتجاه الذى يسعى إليه لأنه يؤدى به وبنا إلى المجهول.
وأخيرا..
إذا كان من حق السادة القراء أن يغضبوا من الكاتب بدون وجه حق.. فمن حق الكاتب أن يغضب منهم إذا كان على حق.. والله المستعان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة