لن تكون حادثة نجع حمادى هى الأخيرة وسنسمع كثيرا مستقبلا عن حوادث قتل مسلمين لأقباط والعكس أيضا طالما استمر النظام المصرى وقنواته الإعلامية يتعامل مع مثل هذه الحوادث بمنطق (الشرذمة) و(القلة الخارجة عن النسيج الوطنى) واستمرت شعارات (امة مصرية واحدة) و(عنصرى الأمة).. الخ من الكلام «اللى لا يودى ولا يجيب». ازدادت فى الفترة الأخيرة بشدة حالات (الاحتقان الطائفى بين المسلمين والأقباط لدرجة أنها وصلت إلى 30 حادثة فى 3 أشهر،طبقا لصحيفة الشروق، ولاتزال مصر (الرسمية) وإعلامها (الرائد) يتعامل مع هذه الحوادث المتزايد باضطراد بمنطق قديم كان صالحا فى زمن فات إلا انه لم يعد صالحا فى زمن الفضائيات والانترنت. زمان فى ظل سيطر الإعلام الحكومى الرسمى كان مشهد تقبيل البابا لشيخ الأزهر كفيلا بإزالة أى احتقان بين المسلمين والأقباط وتهدئ خواطر الغاضبين من الجانبين بسبب حادثة هنا أو هناك (على قلتها) فى هذا الزمن، أما الآن ونحن فى نهاية العقد الأول من القرن الحادى والعشرين أصبحت مشاهد الصداقة الحميمة بين (الدينين الرسميين) تثير الضحك والتندر بين الأجيال الجديدة من المسلمين والمسيحيين الذين باتوا يستقوا معلوماتهم الدينى من مصادر أخرى غير الأزهر والكنيسة.. مصادر وهابية خليجية مثل قنوات الناس والحكمة.. وغيرها وما أدراك (فكر) مشايخ تلك الفضائيات تجاه المسيحية والمسيحيين. أو قناة مثل (الحياة) بالنسبة للمسيحيين وما يبث عليها من بذاءات تجاه الإسلام والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، إذا فالفكر الدينى قد تغير لدى الطرفين مسلمين وأقباطا، والتشدد الدينى أصبح سمة الكثيرين من المتدينين فى الطرفين هذا الفكر الجديد يتطلب فكرا جديدا فى التعامل معه إعلاميا قبل أن يكون امنيا، فلا يصح على الإطلاق أن يتعامل الإعلام المصرى مع (حادثة) فتنة طائفية بمنطق (النعامة) التى تدفن رأسها فى الرمال.. وإما أن يتجاهل الحدث تماما إلى أن (تفوح) رائحته بشدة فيضطر إلى الإشارة إليه بمنتهى الاستخفاف والتهميش، وإما أن يذكره فى البداية باعتباره حادثا (جنائيا) لا علاقة له على الإطلاق بالطائفية. A.SAMIR من مدونة الأغلبية الصامتة theegyptiansilentmajority.blogspot.com