تحتل حقبة العشرينيات مكانة مميزة في الذاكرة الثقافية المصرية، حيث تحتفل وزارة الثقافة بتلك الحقبة حاليا عبر تنظيم مجموعة من المناسبات، من بينها المعرض المقام حالياً في قصر عائشة فهمي المعروف بمجمع الفنون، والذي يستمر حتى بداية أغسطس الجاري. وتمثل فترة العشرينيات عصر النهضة بمثله العليا وتطلعه و إشراقه، فبعدما عرفت مصر خلال ثورة 1919 العمل الثوري انعكست هذه الروح الوطنية على الفن والفكر المصري، حيث انطلق كثير من رواد الفن التشكيلي الذين كانوا قد بدأوا مع افتتاح مدرسة الفنون الجميلة 1908، وسافروا حول العالم. من جانبه صرح الفنان إيهاب اللبان مدير مجمع الفنون ومنسق المعرض، بأن فلسفة مجمع الفنون قامت منذ إعادة افتتاحه عام 2017، على أن يتحول القصر لموقع جماهيري استنادًا على منهج لاختيار أفكار معارض تجذب الجميع مثل سلسلة كنوز متاحفنا، لذلك من بين رواد القصر متخصصين من الفنانين والنقاد ودارسي الفنون وغير المتخصصين من طلبة المدارس والكليات غير الفنية والجمهور العادي و أيضاً جاليات أجنبية. وأضاف اللبان، أن "وظيفة المؤسسات الثقافية هي إنتاج مواد تجذب غير المتخصصين بذات القدر الذي يهم المتخصصين"، مشيرا إلى أن الجمهور غير المتخصص يتابع النشاطات المتحفية والفنية ذات الصدى الواسع. وتابع: "رهاني منذ إعادة افتتاح مجمع الفنون على ازدياد أعداد المهتمين وأطياف المترددين على قاعات المعرض وهذا ما يتحقق كل يوم، كما أراهن على أولئك الذين يزورون معرضاً فنياً لأول مرة أن الفن سيترك أثره في نفوسهم و هو ما سيعيدهم إلى محافله و قاعاته مرة بعد مرة". وأردف قائلا: "يقدم المعرض أعمال لرواد حركة الفن التشكيلي في عصر الفن الذهبي، نحن هنا بصدد فترة تمتد لعشرة سنوات وكان علينا اختيار نماذج قادرة على توصيل الفكرة أو حكاية الفن في هذه الفترة وهي مفتاح الحركة الفنية في مصر لذا كانت المجموعة كلها تحاول بناء صورة عن اهتماماتهم مثل البورتريه، التشخيص، الطبيعة، الفلاحة، مناظر العمارة". جدير بالذكر أنه قد أقيم أول معرض لمجموعة فناني هذه الحقبة بعد ثورة 1919 أي منذ مائة عام، حيث أقامته السيدة هدى شعراوي و مجموعة من سيدات الأسر العريقة، ويؤرخ ذلك الفنان راغب عياد في كتاب (أحاديث في الفنون الجميلة في نصف قرن 1908_1958)، تحت عنوان: "دور السيدات المصريات في قيادة الحركة الفنية"، وفي خلال الساعات الأولى لهذا المعرض بيعت كل لوحات وتماثيل هؤلاء الفنانين والتي كانت تصل إلى ثلاثمائة لوحة وتمثال، وفي عام 1921 أقيم المعرض الثاني وافتتحه الزعيم سعد زغلول وظلت المعارض تنظم عاماً بعد عام دون انقطاع.