فى هذا العدد نتناول متحف محمود سعيد بالإسكندرية وهو من سلسلة متاحفنا فى المعرض المقام بقصر عائشة فهمى بالزمالك. يحتل هذا المتحف الدور الأرضى من مركز محمود سعيد للمتاحف بمنطقة جناكليس بالإسكندرية، حيث يضم بالإضافة إلى أعمال الرائد محمود سعيد أعمال سيف وانلى وأدهم وانلى. يضم 81 عملا فنيا للفنان محمود سعيد ما بين لوحة واسكتش، بالإضافة إلى مجموعة الميداليات والنياشين الخاصة به التى تتراوح بين المصرية والبلجيكية والفرنسية والألمانية. ومن أشهر أعماله الموجودة بالمتحف لوحة حفل افتتاح قناة السويس، ولوحة زوجة الفنان بالقبعة، ومجموعة بورتريهات شخصية، ومجموعة مناظر طبيعية بلبنان، الدراويش، الشادوف، بائع العرقسوس، نبات بحرى، بنت البلد، ذات الرداء الأزرق، وغيرها من الأعمال الخالدة. محمود سعيد «1879-1964» هو أحد الرواد الذين أسسوا الفن التشكيلى بمصر، وحصل على ليسانس الحقوق الفرنسية عام 1919، ودرس الفن فى مراسم الإسكندرية وأكاديميات الفنون الحرة بالخارج ومن خلال بحثه المتعمق بالآثار والمتاحف والبيئة المصرية، بالإضافة إلى قراءاته المتنوعة فى الفلسفة والأدب والفن. تأثر الفنان بفن التصوير الفرعونى مع القواعد الكلاسيكية للفنون الأوروبية فى عصر النهضة، بجانب تأثره بدراسته للقانون التى فرضت عليه نوعا من الالتزام والنظام، وقد ظهر ذلك واضحا فى أعماله التى انتهجها فى منتصف العشرينيات حتى أواخر الثلاثينيات، أما فى مرحلة الأربعينيات فقد تخصص فى عمل فن البورتريه أو الصورة الشخصية وكان مميزا بأنه يهتم بإبراز العمل النفسى للشخصية بقدر اهتمامه بدقة الملامح وتعبيرات الوجه، ثم جاءت مرحلة الخمسينيات، وهى المرحلة التى وضحت فيها عامل الضوء والهدوء والألوان الباردة والمناظر الطبيعية، وفى أواخر أيامه اهتم بالطابع الروحانى الذى اتسمت به مرحلته الأخيرة، وترجع أهمية هذا المتحف لما يحتويه على أعمال تعود إلى حقبة الأربعينيات والخمسينيات، وهو العصر الذهبى لمصر فى القرن العشرين. ومؤسسة الأهرام تقتنى أحد أهم أعماله وهى لوحة «ذات العيون العسلية».