استقبل محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس، السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق والسفير علاء الحديدي سفير مصر الأسبق في روسيا وطارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعيد رشاد رئيس شعبة الدراسات الاقتصادية في رحاب مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية لمناقشة الأزمة الروسية الأوكرانية، وتأثيرها على مصر ومنطقة الشرق الأوسط. جاء ذلك في إطار الموسم الثقافي الذي يعقده مركز بحوث الشرق الأوسط تحت رعاية هشام تمراز نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ورئيس مجلس إدارة المركز، أشرف مؤنس مدير المركز. وأكد السفير محمد العرابي أن ما حدث يمثل غزوا رسمياً من دولة لأخرى واجتياح لأراضيها، وأن كافة الاتفاقيات الدولية تنص على عدم شرعية وجواز اجتياح دولة لأخرى واحتلال أراضيها، وأن ذلك الاحتلال العسكري سيترتب عليه عواقب وخيمة على جميع الأطراف دون أي انتصار لأي من الأطراف. وأوضح أن هذه الخطوة ستؤدي إلى خروج روسيا عن النسق الدولي بسبب العمليات العسكرية في أوكرانيا، كما أن العالم سيشهد صراعا بين روسيا والغرب خلال الفترة المقبلة، وستشعر موسكو ببعض الضعف نتيجة العقوبات المختلفة ومحاولة عزلها، ما سيمثل خسارة لأحد الموازين القوية في العلاقات الدولية، مشيرا إلى أن دور روسيا السياسي سيتقلص مقابل تفوق الطرف الغربي، وهو ما سيفقد مصر والعرب حليفًا أمنيا واستراتيجياً قوياً. أكد السفير أن العقوبات الاقتصادية ستؤثر على الجانب الغربي وليس على الجانب الروسي فقط، ونحن بصدد إعادة بناء التحالف الغربي وعلى الولاياتالمتحدة إعادة صياغة سياستها خلال الفترة المقبلة ومحاولة الاستماع للحلفاء. وأشار أشرف مؤنس مدير المركز إلى أن الندوة تستهدف استعراض الأسباب الجذرية لهذه الحرب وتوابعها على المستوى الإقليمي والعالمي على الأصعدة الأمنية والاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، وماهية الوضع الحالي في دول العالم، والتغيرات التي طرأت على التوازنات الدولية من جراء هذه الحرب، وما يترتب عليها من تداعيات على مصر والعالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط. فيما أضاف السفير علاء الحديدي أن روسيا شنت هذه الحرب حفاظاً على أمنها القومي وحقها الاستراتيجي في تأمين حدودها، مؤكداً إنه هناك عدة سيناريوهات للحرب الروسية، الأول ربط الأراضي الروسية بالقرم وهناك سيناريو آخر وهو وصول القوات الروسية إلي نهر الدنيبر، وأن روسيا تقوم بعمل خطوات متباعدة، لمعرفة رد الفعل الدولي والعسكري وأيضا لمعرفة تفكير حلف الناتو، وبناء علي ردود أفعال كل خطوة يتحرك الروس. وأشار الحديدي إلى أن روسيا تستهدف نزع سلاح أوكرانيا وأن تكون دولة محايدة مثل فنلندا وهو ما طرحه ماكرون عندما التقى بوتين، منوها بأن البعض يقول أن بوتين يريد أن تكون أوكرانيا موالية لروسيا، وهناك هدف أكبر وهو تغيير المعادلة الاستراتيجية في أوروبا، مؤكدًا أن بوتين يعتبر أن الغرب أخل بتعهداته التاريخية. وأشار عيد رشاد إلى أن روسيا تمثل عاشر أكبر اقتصاد على مستوى العالم وإنها تتمتع بثروة كبيرة تزيد من قيمتها وثقلها السياسي والاستراتيجي على مستوى العالم، مما يجعلها لاعب رئيسي في الاقتصاد العالمي وخاصة في مواجهة الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول البريكس، وهو ما يزيد من تفاقم تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها على مختلف بلدان العالم، ولا سيما أن روسياوأوكرانيا يصدران 30% من ناتج القمح العالمي، كما تعتبر أوكرانيا سلة الغلال بالنسبة للعالم، فضلًا عما تتمتع به روسيا من ثروات معدنية ومصادر وقود متنوعة تصدرها لمختلف أنحاء العالم، وهو ما يوضح فداحة تداعيات تلك الأزمة وما يترتب عليها من آثار اقتصادية جسيمة تلقي بظلالها على مختلف بلدان العالم.