• الرئيس الأوكراني يتعهد بعدم ترك السلاح.. وعمدة العاصمة: الوضع تحت السيطرة.. والقوات الروسية تسيطر على مدينة ميليتوبول • أمريكا ودول غربية تكثف من مساعداتها العسكرية لأوكرانيا.. والفيتو الروسي يجهض مشروع قرار لمجلس الأمن يدين الحرب تتعرضت العاصمة الأوكرانية، كييف، منذ صباح اليوم السبت، لقصف صاروخي روسي بالتزامن مع مواجهات بين القوات الأوكرانية والروسية؛ من أجل السيطرة على العاصمة فى اليوم الثالث من الحرب الروسية، فى وقت حذرت فيه فرنسا من أن أمد تلك الحرب سيطول. وجرت معارك فى ساحة النصر، أحد الشرايين الرئيسية فى كييف، بعد ساعات من توجيه الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، دعوة إلى التعبئة. وأعلن جهاز الاتصالات الخاصة الأوكرانى، عن «تواصل معارك عنيفة فى كييف»، مشيرا إلى أن «الجيش الأوكرانى يصد المخربين الروس». وأفاد مراسلون فى وكالة الصحافة الفرنسية، بأن دوي نيران المدفعية والصواريخ تتردد بشكل متقطع فى شمال غرب كييف. وأصيب مبنى سكنى مرتفع فى العاصمة بصاروخ، بحسب السلطات الأوكرانية التى لم تقدم معلومات عن أى ضحايا محتملين. فى المقابل، أكد عمدة كييف، فيتالى كليتشكو، أن العاصمة الأوكرانية لا تزال فى أيدي الحكومة، غير أنه أشار إلى وجود حشود عسكرية فى محيط العاصمة. وأضاف كليتشكو، فى فيديو نُشر عبر البوابة الإخبارية لتطبيق «تليجرام»: «كانت الليلة صعبة. لا توجد قوات روسية فى المدينة، لكن العدو يحاول اختراقها»، داعيا المواطنين إلى الاحتماء فى أماكن آمنة، مضيفا أن البنية التحتية ومترو الأنفاق يعملان. وكانت وكالة الأنباء الأوكرانية «أونيان»، نقلت فى وقت سابق عن مستشار الرئاسة ميخايلو بودولاك، قوله إن الروس يحاولون إدخال أكبر عدد ممكن من التقنيات العسكرية والقوات المسلحة إلى المدينة، مضيفا أن «مخربين روسيين ينشطون بها»، وأشار إلى أن قوات الأمن الأوكرانية نجحت فى التصدى لهم. وأضاف أن القوات الأوكرانية تقاتل الروس فى ضواحى خارج المدينة، مؤكدا: «الوضع تحت السيطرة، سواء فى المدينة نفسها أو فى ضواحي كييف». من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إن قواتها أطلقت صواريخ كروز من الجو ومن على متن سفن فى البحر الأسود تجاه أهداف عسكرية فى أوكرانيا، نافية استهداف المدن الأوكرانية، مشيرة إلى «اتخاذ جميع الإجراءات لتفادى الخسائر المدنية»، بحسب وكالة «رويترز». كما أعلنت الوزارة، السيطرة على مدينة ميليتوبول الأوكرانية، الواقعة على ساحل بحر آزوف. وصرح نائب قائد «أسطول البحر الأسود» الروسى، ميخائيل ياسنيكوف، بأن أكثر من 80 عسكريا أوكرانيا سلّموا أسلحتهم فى جزيرة زمينى المطلة على البحر الأسود، وتم نقلهم إلى مدينة سيفاستوبول فى شبه جزيرة القرم التى تخضع لسيطرة روسيا. إلى ذلك، تعهد الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى، ب«عدم ترك السلاح»، معتبرا فى الوقت ذاته أنه قد حان الوقت للبت فى عضوية أوكرانيا بالاتحاد الأوروبى. وظهر زيلينسكى، فى مقطع فيديو خارج مكتبه فى العاصمة الأوكرانية كييف، قائلا: «لا تصدقوا الأخبار الكاذبة. أنا هنا. لن نلقي أسلحتنا. سندافع عن دولتنا، أسلحتنا هى قوتنا، هذه أرضنا، بلادنا، أطفالنا، سنحمى الجميع». وأوضح، فى تغريدة لاحقة على موقع «تويتر»، أنه أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، فى إطار الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب الروسية، وأشار إلى أن هناك أسلحة ومعدات عسكرية قادمة إلى بلاده للمساعدة، مضيفا أن «التحالف المضاد للحرب يعمل». فى سياق متصل، أعلنت الولاياتالمتحدة وعدد من الدول الأوروبية، تقديم مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، وأقر الرئيس الأمريكى، جو بايدن، مساعدات عسكرية فورية بقيمة 350 مليون دولار لأوكرانيا، وفقا لمذكرة صادرة عن البيت الأبيض. ويصل إجمالى المساعدات العسكرية الأمريكية إلى 600 مليون دولار، إذ يفوض وزير الخارجية الأمريكي، أنتونى بلينكن، بتحديد «ما إذا كان من المهم للمصالح الأمنية الأمريكية تقديم مساعدة أخرى تصل إلى 250 مليون دولار». وسيتم تقديم المساعدات فى صورة مواد وخدمات دفاعية لوزارة الدفاع، بالإضافة إلى التعليم والتدريب العسكرى. وقالت الحكومة الهولندية، فى رسالة إلى البرلمان، إنها ستقدّم لأوكرانيا 200 صاروخ «ستينجر» أرض جو، فى أسرع وقت ممكن، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء. كما وافقت الحكومة التشيكية، على إرسال شحنة أسلحة وذخائر بقيمة 8.5 مليون دولار، لمساعدة أوكرانيا فى الدفاع عن نفسها ضد روسيا. وصرح متحدث باسم الجيش الفرنسى، بأن «باريس قررت إرسال معدات عسكرية دفاعية إلى أوكرانيا لدعمها»، مضيفا أن «مسألة قضية إرسال أسلحة هجومية لا تزال محل بحث». من جهته، قال رئيس الوزراء البريطانى، بوريس جونسون: «يسعدنى أن المزيد من الحلفاء يقدمون مساعدات عسكرية وإنسانية لأوكرانيا، يجب أن نقف إلى جانب الشعب الأوكرانى وهو يدافع عن بلاده والديمقراطيات فى كل مكان». إلى ذلك، حذر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، من أن الحرب فى أوكرانيا «ستطول»، وأضاف، لدى افتتاح المعرض الدولى للزراعة فى باريس: «عادت الحرب إلى أوروبا، من المؤكد أنه ستكون هناك عواقب على صادراتنا فى القطاعات الرئيسية، مثل النبيذ والحبوب والعلف»، موضحا: «نحن بصدد وضع خطة صمود». من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسى «الناتو»، ينس ستولتنبرج، إنه «إذا وقع أى هجوم على أى دولة حليفة للناتو، مثل بولندا أو دول البلطيق، فسيكون الحلف بأكمله هنا للرد»، مضيفا أن «هذا هو الهدف من إنشاء الناتو»، وأضاف أنه «لكى يتجنب الكرملين أى حسابات خاطئة، قررنا زيادة قواتنا على الجانب الشرقى للحلف». وفى نيويورك، استخدمت روسيا حقّ النقض (الفيتو)، فى مجلس الأمن، ضد مشروع قرار صاغته الولاياتالمتحدة وألبانيا، يستنكر بأشد العبارات عدوانها على أوكرانيا، ويدعوها إلى سحب قواتها من هذا البلد «فورا». وصوّت 11 عضوا من أعضاء المجلس ال15 لصالح النص، بينما امتنعت عن التصويت الدول الثلاث الباقية، وهى (الصين، والهند، والإمارات). وقال دبلوماسى، إنه تم التخفيف من لهجة مشروع القرار قبل ساعات من التصويت، وذلك من أجل «ضمان» أن تمتنع هذه الدول الثلاث عن التصويت بدلا من أن تصوت ضد النص. وتضمنت التعديلات استبدال كلمة «يدين» ب«يستنكر»، وحذفت منه أيضا الإشارة إلى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة الذى يجيز استخدام القوة. وقال الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى، إن «العالم أثبت أنه معنا بمشاركة عدد غير مسبوق من أعضاء مجلس الأمن فى تقديم مشروع قرار إدانة روسيا». واعتبرت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، أن روسيا معزولة فى مجلس الأمن الدولى، حيث لم تصوّت لها أى دولة. من جهتها، أعلنت السفيرة الأمريكية فى الأممالمتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، نقل مشروع القرار بشأن أوكرانيا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث لا يطبق الفيتو الروسى ويمكن لدول العالم، بل يجب عليها أن تحاسب روسيا وتقف متضامنة مع أوكرانيا». فى سياق متصل، عرضت المجر استضافة محادثات سلام بين روسياوأوكرانيا فى بودابست. وقال وزير الخارجية المجرى، بيتر زيجارتو، فى مقطع فيديو نشره على موقع «فيسبوك»، إنه اتصل بنظيره الروسى، سيرجى لافروف، وبمدير إدارة الرئاسة الأوكرانية، أندريه يرماك، واقترح عليهما إجراء محادثات فى بودابست، مضيفا: «شَكراني على العرض وقالا إنهما سيدرسانه»، وتابع: «نأمل التوصل إلى اتفاق لبدء المحادثات خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة». وكانت روسيا قد أعلنت فى وقت سابق استعدادها لعقد اجتماع مع وفد أوكرانى فى العاصمة البيلاروسية، مينسك، غير أنها اشترطت استسلام الجيش الأوكرانى قبل إجراء أى مفاوضات.