قال شهود عيان أن محافظات جنوب اليمن تشهد اليوم الأحد إضرابا عاما بدعوة من الحراك الجنوبي المطالب بحق الجنوبيين في تقرير المصير، وذلك تنديدا باعتداءات صنعاء وخصوصا اعتقال ناشر جريدة الأيام الجنوبية مع أكثر من خمسين شخصا. وقال شهود لوكالة الأنباء الفرنسية أن المحلات التجارية أغلقت تماما وتعطلت حركة المواصلات فيما بدت الشوارع شبه فارغة في محافظات الضالع ولحج وأبين وشبوة. في مدينة الضالع، حاولت قوات الأمن حث أصحاب المحلات التجاري على فتح أبواب محلاتهم ولكن دون جدوى، بحسب احد الشهود. من جهته، قال عبدو المعطري العضو في قيادة الحراك الجنوبي ورئيس مجلس الثورة السلمي الجنوبي أن العصيان ينفذ بهدوء تام في مدينة الضالع وفي منطقة ردفان والحوطة في لحج وفي زنجبار (أبين) وفي شبوة. والدعوة للإضراب قائمة حتى ظهر اليوم الأحد. وأضاف المعطري أن "هذا العصيان يؤكد تبنينا أساليب حضارية بشان القضية الجنوبية ورفضنا العنف والإرهاب معتبرا أن التحرك رد عملي على من أراد إلصاق القاعدة بالحراك الجنوبي. وطالب أيضا الإفراج عن معتقلي الحراك. وكان مجلس الثورة السلمي احد مكونات الحراك الجنوبي، أكد أن الإضراب "يأتي ضمن الخطوات التصعيدية ردا على اعتداءات السلطة المتكررة التي كان آخرها قمع الاعتصام أمام صحيفة الأيام واعتقال رئيس تحرير الأيام ونجله وعدد من المعتصمين المتضامنين مع الصحيفة". وألقت قوات الأمن اليمنية الأربعاء القبض على الصحافي اليمني الجنوبي المعروف هشام باشراحيل ناشر صحيفة الأيام المغلقة منذ مايو الماضي بتهمة التحريض على الانفصال، وذلك بعد مواجهات بين حراس مبنى الجريدة وقوات الأمن أسفرت عن مقتل شخصين. كما اعتقلت قوات الأمن الثلاثاء أكثر من خمسين شخصا كانوا ينفذون اعتصاما في مبنى الصحيفة بينهم نجل باشراحيل. والحراك الجنوبي هو الاسم الذي يطلق على الحركة الاحتجاجية الواسعة في الجنوب والتي تشمل قوى سياسية مختلفة. وشهد جنوب اليمن اضطرابات منذ أشهر على خلفية مطالب سياسية واجتماعية في حين يرى قسم من سكانه أنهم يتعرضون للتمييز من قبل الشمال وأنهم لا يحصلون على مساعدات كافية للتنمية. وأطلقت في إطار هذه التحركات دعوات لانفصال جنوب اليمن، الذي كان دولة مستقلة قبل 1990، فيما تطورت بعض تظاهرات الحراك الجنوبي إلى مواجهات أسفرت عن مقتل العشرات.