مدير منظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة: 57% من الجيل الجديد ينتمون للمجتمع العالمي و88% منهم يحرصون على التعاون بدلاً من التنافس افتتح أمس، المنتدى الإقليمي الأول للعلم المفتوح في المنطقة العربية، والذى تنظمه اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو بالتعاون مع جامعة الجلالة ومكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة، لدعم عملية التشاور في مجال العلم المفتوح في المنطقة العربية. وأكد وزير التعليم العالي خالد عبدالغفار، أن العلم المفتوح يمثل حركة عالمية متنامية بشكل كبير، حيث يسعى إلى إتاحة المعارف والمنهجيات والبيانات والأدلة العلمية بشكل مفتوح للجميع، الأمر الذى يمثل فرصة عظيمة للانتفاع بهذه الموارد. وأشار إلى أن الإنجازات التي شهدها العالم في مجال العوالم الرقيمة خير داعم لهذا التوجه الحميد، الذي يسعى إلى تقليل الفجوات المعرفية والعلمية، ويزيد التعاون العلمي ويعمم الفائدة، فضلاً عن إتاحة المعرفة اللازمة لتحويل المجتمعات العلمية والبحثية إلى مجتمعات ابتكارية منتجة تعزز العلاقة بين العلم والمجتمع وتنهض بالإنسانية، وتحقق أهداف التنمية المستدامة. وأضاف أن ما يشهده العالم من تحديات مختلفة تتعدى الحدود السياسية والجغرافية أبرزها تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، يؤكد على أهمية العلم المفتوح، مشيرًا إلى دور التعاون الدولي الخاص بمجابهة هذا الجائحة، وفهم ومحاولة علاج هذا الجائحة من خلال الانفتاح غير المسبوق وفق مبادئ العلم المفتوح، مشددًا على ثقته بأهمية الدور الذي سيلعبه العلم المفتوح في مجابهة التحديات المستقبلية. وأكد أهمية المنتدى وتعظيم الاستفادة من الموارد المفتوحة من خلال بحث السياسات المناسبة، إضافة إلى تشكيل وجهة النظر العربية في توصية منظمة اليونسكو للعلم المفتوح، كما يعد مجالًا خصبًا للمناقشات وتبادل الأفكار، وسعى المنتدى ليكون منصة لجميع المهتمين في هذا الشأن، فهو يضم ممثلين عن الدول العربية الشقيقة وعلماء وباحثين وأكاديميين وصناع سياسات، وممثلي الشباب والمجتمع المدني، ومطوري البرمجيات. ومن جانبه قال الدكتور سالم المالك مدير عام منظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو، إنه حان الوقت فى التغير المنشود فى آليات التعليم العالى والبحث العلمى، وأن المؤشرات تدعو إلى ذلك خاصة فى ظل ما يقرب من 57% من الجيل الجديد ينتمون إلى المجتمع العالمى، فضلا عن انتمائتهم القطرية. وأضاف أن 88% من هؤلاء الشباب يحرصون على التعاون بدلاً من التنافس، مشددًا على أن الدراسات العلمية تشير إلى أنه بحلول عام 2030 ستشهد نسبة تتراوح بين 3% الى 14% من العاملين على الصعيد الدولى تغيير فى مهنهم ووظائفهم. وأكد أن الشباب فى الوقت الراهن يتمتع بقدرات متغايرة وطموحات مختلفة فى التعامل مع وسائل التعلم، مشيرًا إلى أن الطلاب اليوم أصبحوا أكثر حماسًا للتحول من مجرد متلقي للمعلومات لطالب متفاعل، مضيفًا أن وفرة المعارف التى يمكن الوصول إليها بسهولة جعلتنا نعيش فى عصر المعرفة التشاركية. فيما أعرب الدكتور بشر إمام القائم بعمل مدير مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة عن سعادته بمشاركة مكتب اليونسكو الأقليمي بالقاهرة فى تنظيم هذا المنتدى، والذى يدور محورها حول إيجاد السبل الناجحة لدفع عجلة التنمية المستدامة، من خلال تعظيم دور العلوم والبحث العلمي للرقي بمجتمعاتنا نحو مجتمع المعرفة الذي نصبو اليه دائما. وأكد أن العلم المفتوح يمكن له المساهمة في ترقية المؤسسات الأكاديمية والبحثية في المنطقة؛ لتلعب الدور المنوط بها في إيجاد الحلول المطلوبة لكثير من القضايا الملحة والمشتركة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأشار إلى أنه يوجد تعاون مع شركائهم في جمهورية مصر العربية والمنطقة العربية للعمل على رسم خارطة الطريق من خلال مبادرة العلم المفتوح، وتقييم احتياجات المنطقة العربية لإحراز التقدم المنشود. وأضاف أن المنتدى يعد لقاءً تعريفيًّا بمبادرة اليونسكو للعلم المفتوح وبالمنصة والآفاق التي تتيحها لنا لتوسيع مجالات التعاون بين العاملات والعاملين في العلم في المنطقة، فضلا عن أنه يتىيح توطيد التعارف، وتعزيز أسس التواصل والتعاون العلمي. في سياق متصل، أكدت السفيرة هيفاء أبوغزالة، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، على التعاون البناء بين جامعة الدول العربية والمكتب الإقليمي لمنظمة اليونسكو في تطوير البحث العلمي والتطوير التكنولوجي بكافة المجالات والاهتمام بالابتكار والحفاظ على حقوق الملكية للباحثين، مؤكدة على التوافق بين إستراتيجيات جامعة الدول العربية الخاصة بالبحث العلمي والابتكار وإستراتيجيات اليونسكو في ذات الشأن. وأضافت أن إستراتيجية العلم المفتوح تمثل جزءًا من إستراتيجية العلم العربي، مشددة على أهمية التوافق العربي؛ لتحقيق الاستفادة العلمية بكافة المجالات، وتحقيق أهداف الإستراتيجية العربية للتعاون للبحث العلمي والتكنولوجي والابتكار. ومن جانبه أشار أشرف حيدر القائم بأعمال رئيس جامعة الجلالة إلى للإنجاز المصري الذي تحقق بإنشاء جامعة الجلالة كواحدة من إحدى الجامعات الأهلية الجديدة، مضيفًا ضرورة الوصول لإستراتيجية ثقافة موحدة للمجتمعات العربية، وإتاحة العلم للجميع، موضحًا حرص الدولة على تحقيق هذا الهدف في ضوء رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030. وشهد المنتدى مجموعة من الجلسات الحوارية والمناقشات؛ تهدف الى التعريف الأوسع للمفاهيم وممارسات العلم المفتوح على مستوى العالم؛ استناداً إلى مبادرات اليونسكو للعلم المفتوح والأدبيات والمبادرات العالمية والإقليمية ذات العلاقة، فضلا عن توضيح مفاهيم وتعاريف وأهداف العلم المفتوح وفائدته لتقدم المجتمع، إضافة إلى عرض نتائج استبيان العلم المفتوح، والذى أطلق إلكترونيًا علي مستوى الدول العربية من قبل اللجنة الوطنية خلال الفترة من 2 مايو حتى منتصف يونيو 2021 والتحليل الإحصائي للنتائج، وكذا التدارس في السبل الأنجح لدفع أجندة العلم المفتوح في المنطقة العربية.