«فين بتوع مجلس الشعب.. الواحد منهم بييجى بس وقت الانتخابات وهات يا كلام وهات يا وعود.. أنا هاعمل وهاسوى.. وبعدين خلاص.. كل حى ينفض ويروح لحاله.. وندور مافيش»، هكذا يقول مرزوق المزارع بقرية دريجة ببنى سويف. بالنسبة لمرزوق «بتوع مجلس الشعب بالضبط زى بتوع الحكومة.. ما حدش مهتم .. هو لو فيه حد مهتم كانت مية الرى تباع ساعات عالية وساعات واطية يقوم المحصول يخرب.. وهو لو فى حد مهتم كانت الطرق تكون كده ولا الوحدات الصحية مالهاش أى لازمة والواحد لازم ينزل مصر». فى عام 2009، كما عادته خلال حكمه مصر منذ اكتوبر 1981، قام الرئيس حسنى مبارك بجولات عديدة فى المحافظات عبر القطر المصرى حيث تم افتتاح العديد من المشروعات الخدمية شملت قطاعات الكهرباء والمياه والصرف الصحى.. الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم وخاصة لجنة السياسات التى يرأسها جمال مبارك، مساعد رئيس الحزب والنجل الاصغر للرئيس، قامت أيضا بتركيز الضوء والجهد على عدد من القرى الاكثر فقرا. مبارك الأب ومبارك الابن، كما رئيس الوزراء أحمد نظيف ووزراء الزراعة والصحة والاسكان يؤكدون دوما أن «المواطن البسيط» وتحسين مستوى الخدمات له هو الاولوية الاولى للأجهزة التنفيذية للدولة ولحكومة الحزب الوطنى وللحزب الوطنى نفسه الذى أكد فى مؤتمره السنوى فى خريف هذا العام أن الاهتمام بالفلاح المصرى سيكون متزايدا على أجندة الحزب الذى يستعد لخوض انتخابات تشريعية فى أكتوبر 2010. يقول مرزوق إنه يتابع هذه الافتتاحات والتصريحات «الكويسة» على شاشة قناة التليفزيون الرسمى «ما قلناش حاجة.. لما الريس يروح حتة يفتح مستشفى تكون أدامه عشرة على عشرة.. نظافة ودكاترة وكل حاجة.. وبعدين يمشى الريس وخلاص». وحسب مرزوق «أصلا ما فيش متابعة لأى حاجة.. أى حاجة.. لا التعليم ولا الصحة ولا أى حاجة.. ومافيش فايدة من الكلام.. كل القنوات بتتكلم وبتقول.. العاشرة مساء (برنامج حوارى على إحدى القنوات الخاصة) بيتكلم جامد بس وبعدين.. يعنى حد يصدق إن التعليم ده ماشى كده.. العيل يبقى ستة ابتدائى ولا يعرف يقرى عدل ولا يكتب عدل.. والعيل من دول لو خرج من المدرسة فى رابعة ما يكونش عارف حاجة.. التعليم واقع خالص، خالص يعنى».