عالم الذكاء الاصطناعى والفصل العنصرى والحروب الأهلية أهم موضوعات الروايات أعلنت جائزة البوكر الأدبية عن القائمة الطويلة لهذا العام والتى تضم 13 رواية تتنافس على الفوز بمبلغ 50 ألف جنيه إسترلينى، ويأتى على رأس القائمة هذا العام المؤلف البريطانى من أصل يابانى، كازو إيشيجورو، الذى فاز بجائزة البوكر لأول مرة عام 1989 عن روايته الشهيرة «بقايا اليوم»، حيث ينافس هذا العام بروايته الجديدة «كلارا والشمس». وتدور رواية «إيشيجورو» حول صداقة فريدة تنشأ بين روبوت أو ذكاء اصطناعي وهو الشخصية الرئيسية وفتاة تبلغ من العمر 14 عام، وقد أشادت لجنة التحكيم ب «إيشيجورو»، الحائز على جائزة نوبل فى الأدب والذى تم ترشيحه ثلاث مرات فى القائمة المختصرة، بسبب براعته فى السرد وحياده فى وصف سلوك بعض البشر المهووسين بالسلطة والمكانة، ووصف رئيس لجنة التحكيم، روان ويليامز، الرواية بأنها ليست مجرد رواية عن التكنولوجيا المستقبلية؛ بل هى رواية عن القوة وطبيعة الشخصية والحرية والحب. كما تضم القائمة أيضا هذا العام رواية لم تُنشر بعد للمؤلف الأمريكى، ريتشارد باورز، بعنوان «حيرة»، وهى القصة التى تدور حول عالم الأحياء الفلكى الأرمل الذى يحاول تربية ابنه البالغ من العمر تسع سنوات، ورواية المؤلفة البريطانية الكندية، ريتشل كاسك بعنوان «مكان ثان»، والتى تدور أحداثها حول سيدة تقوم بدعوة أحد الفنانين لزيارة المنطقة الساحلية النائية التى تعيش فيها. وقال مدير مؤسسة جائزة البوكر، جابى وود، إن قوائم البوكر الطويلة الأخيرة لفتت الانتباه إلى عناصر مختلفة من الحداثة فى الرواية؛ حيث قامت بضم الأعمال التجريبية، والأنماط الأدبية غير مسبوقة، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للمؤلفين المبتدئين للانضمام للجائزة الأدبية المرموقة، وأضاف أن قائمة هذا العام مميزة للغاية لاحتوائها على وجهات نظر متباينة من مؤلفين من عِدة بقاع فى العالم، كما أنها تمنح التقدير الأدبى المُستحق للكُتاب الذين بذلوا أرواحهم فى سبيل رفعة الأدب لسنوات عديدة، نقلا عن صحيفة «الجارديان» البريطانية. وتضم القائمة هذا العام خمسة مؤلفين بريطانيين بالإضافة إلى أربعة أمريكيين؛ فإلى جانب «إيشيجورو» تضم القائمة كلا من البريطانيين؛ فرانسيس سبافورد عن رواية «ضوء أبدى»، والتى تتخيل مستقبلا لخمسة أطفال قتلوا خلال «البليتز»؛ أو القصف الجوى على لندن بواسطة الطائرات العسكرية الألمانية فى 7 سبتمبر 1940، ورواية «غرفة الصين» للكاتب سونجيف ساهوتا، التى تنقل حكايتين متوازيتين أحدهما لعروس شابة فى ريف 1929 منطقة «بنجاب» عام 1929، والأخرى لشاب فى عام 1999، ورواية الكاتبة البريطانية الصومالية نديفة محمد بعنوان «رجال القدر»، التى تدور فى أجواء من الإثارة والتشويق حول الشبهات التى تدور حول محمود متان لقتله صاحب متجر فى خليج تايجر فى كارديف فى عام 1952. كما تضم القائمة أيضا المؤلفة الحائزة على جائزة البوليتزر الأمريكية باتريشيا لوكوود، عن رواية «لا أحد يتحدث عن هذا»، التى تنقل تفاصيل الحياة اليومية لامرأة من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعى، ورواية «الدائرة العظيمة» للمؤلفة ماجى شيبستيد عن امرأة تعمل كطيارة اختفت فى عام 1950 أثناء محاولتها الطيران حول العالم، والرواية الأولى للأمريكى الأسمر، ناثان هاريس، بعنوان «حلاوة الماء»، والتى تدور أحداثها إبان نهاية الحرب الأهلية الأمريكية، والتى قام بترشيحها للقراءة هذا العام الرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما، بالإضافة إلى رواية «كلارا والشمس». وقد كشفت لجنة التحكيم، والتى تضم الكاتب ورئيس الأساقفة «ويليامز»، والكاتبة مايا جاسانوف، والمؤرخة والكاتبة والمحررة هوراتيا هارود، والممثلة ناتاشا ماكلون، والروائى، شيجوزى أوبيوما أنهم قاموا بقراءة 158 كتابا من أجل اختيار قائمتهم الطويلة المكونة من 13 كتابا فقط. ووفقا ل «جاسانوف»، فإن ما يجمع بين تلك الكتب هى قدرتها على جذب القارئ داخل الأحداث بسلاسة، بالإضافة إلى براعة السرد وروعة الأدبيات، وأضافت: «هناك مفهوم آخر أيضا يجمع بين كل تلك الأعمال الأدبية المشاركة؛ وهو طريقة البشر فى التعامل مع الماضى سواء كانت تجارب شخصية من الحزن أو التفكك أو الموروثات التاريخية للاستعباد والفصل العنصرى والحرب الأهلية، وأكدت أن كل تلك الروايات تعكس أشياء هامة عن طبيعة المجتمع، سواء كان صغيرا أم كبيرا، حقيقيا أم افتراضيا». وسيتم الإعلان عن القائمة المختصرة المُكونة من ستة كتب فى 14 من سبتمبر القادم، كما سيتم الإعلان عن الفائز النهائى فى 3 نوفمبر المُقبل.