مع بدء امتحانات الثانوية، أكد بحث أجرته جامعة جونز هوبكنز وتم نشره بمجلة علم النفس في 29 يونيو الماضي، أن كتابة المعلومات باليد، تعتبر الوسيلة الأفضل في تخزين وحفظ المعلومات، عن استخدام التكرار الشفهي، مشاهدة الفيديوهات، أو حتى الكتابة على كيبورد اللاب توب. أجرى الباحثان "روبرت وايلي" و"بريندا راب" هذه الدراسة على 42 مشتركا، لا يتحدثون اللغة العربية، وتم تقسيمهم إلى ثلاث فئات، الأولى تتعلم بالكتابة اليدوية، الثانية تتعلم عن طريق مشاهدة الفيديوهات، والثالثة تتعلم عن طريق الكتابة على اللاب توب. في المرحلة الأولى من التجربة، تم تعليم كل مشارك الأبجدية العربية ، والتي تتكون من 28 حرفًا، وذلك باستخدام أساليب التعلم الحركية وغير الحركية اعتمادًا على مجموعتهم. بعد ست جلسات تعليمية، تعلم الأبجدية الأشخاص الذين شاهدوا الفيديوهات التعليمية وكتبوا الحروف على اللاب توب، بينما تعلم الأبجدية الأشخاص الذين استخدموا الورقة والقلم، خلال جلستين تعليمتين فقط. طلب الباحثون من جميع المجموعات استخدام ما تعلموا من حروف الأبجدية في تهجئة بعض الكلمات باللغة العربية، أو قراءة بعضها وتكوين كلمة مفيدة، وأثبتت التجربة أن المجموعة التي استخدمت القلم والورقة في كتابة الحروف كانت الأفضل. لماذا تساعد الكتابة باليد على التعلم بشكل أفضل؟ توفر الكتابة باليد للمعلومات، تجربة إدراكية حركية، تساعد العقل على الإدراك بشكل أكبر، ولذلك نجد أن تعليم الأطفال الأبجدية يتركز على تعلم الطفل شكل الحروف من خلال كتابته لها بالورقة والقلم، فاستخدام الأجهزة الحديثة مثل اللاب توب وغيره في التعلم، تفشل في خلق هذه التجربة الإدراكية الحركية، مما يعيق التعلم، هذا بحسب ما ذكر في موقع سايكولوجي توداي. وأجرت الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، بحثا على مجموعة من الأطفال من سن الدراسة وحتى عمر 12 عاما، وتتبعت البحث علم الأعصاب ليجد أن هناك نشاط كبير يحدث في موجات الدماغ خلال التعلم بالورقة والقلم، وأكد البحث أن الكتابة بالورقة والقلم تساعد المخ على تذكر المعلومات، لأن المعرفة الناتجة عن الإدراك الحركي تعمل بشكل أفضل بالنسبة للمخ، ولذلك تعتبر الكتابة رقم 1 في أساليب التعلم.