وجه أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب انتقادات حادة للدور المصرى فى القارة الأفريقية عامة ودول حوض النيل خاصة، قال الدكتور مصطفى الفقى رئيس اللجنة «دول حوض النيل تشعر أن توجهات مصر ناحيتها توجهات انتهازية ولا تذهب لزيارتها إلا لتوقيع اتفاقية أو لحضور مؤتمر دول. وتساءل الدكتور محمود أباظة رئيس حزب الوفد «ما السبب فى فتور علاقة مصر بكل الدول الأفريقية عامة ودول حوض النيل خاصة»، وتساءل خليل قويطة وكيل اللجنة عن الدور الإسرائيلى فى دول حوض النيل، وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو سافر إلى ألمانيا وبرفقته شيمون بيريز وإيهود باراك وذلك للاتفاق على إقامة مشاريع اقتصادية إسرائيلية فى إثيوبيا، وقال قويطة «مصر تركت الساحة فاضية لإسرائيل فى أفريقيا ودول حوض النيل». وأعرب قويطة عن اعتقاده بأن القانون الدولى يكفل لمصر حصتها الثابتة من مياه النيل، حتى لو كانت اتفاقية حوض النيل كانت قد تم توقيعها أيام الاحتلال الإنجليزى. إلا أن السفير رضا بيبرس نائب وزير الخارجية لشئون دول حوض النيل نفى هذا الاعتقاد قائلا: «الاتفاقيات الوحيدة التى يكفل القانون الدولى استمراريتها منذ أيام الاستعمار وحتى الآن هى اتفاقيات الحدود خاصة فى القارة الأفريقية ما عدا ذلك لا يوجد موقف قانونى ثابت لأى طرف من أطراف دول حوض النيل يمكن أن يثبت به أن معه كارتا سيكسب به، فى إشارة إلى أن اتفاقية حوض النيل التى تثبت لمصر حصة ثابتة من مياه النيل قد تتغير فى أى وقت». وحاول بيبرس الدفاع عن الدور المصرى فى أفريقيا، مشيرا إلى الزيارة التى سيقوم بها رئيس الوزراء المصرى إلى إثيوبيا فى الفترة المقبلة بصحبة عدد كبير من رجال الأعمال ومسئولى البنوك للاتفاق على تنفيذ مشروعات مصرية هناك ومقللا من الزيارة التى قام بها الوزير الإسرائيلى ليبرمان لإثيوبيا ووصفها بأنها زيارة فاشلة، إلا أن بيبرس وأمام إصرار أعضاء اللجنة بمن فيهم رئيسها على وجود خلل فى الدور المصرى فى أفريقيا، عاد واعترف أن هناك قصورا فى هذا الدور، مؤكدا أن مسئولية هذا القصور لا تتحملها الخارجية بمفردها وإنما يتحملها الجميع، وأضاف «لا يوجد وزير مصرى يزور الدول الأفريقية إلا لحضور مؤتمر دولى». وانتقد بيبرس التناول الإعلانى للعلاقات مع القارة الأفريقية وقال بنبرة حزينة «لا يوجد رئيس دولة أفريقى إلا ويكتب اسمه غلط فى الصحف بما فيها الصحف القومية الكبرى»، وأضاف ساخرا «ولو فيه ممثل مصرى عايز يهرج يذكر اسم بوركينا فاسو وكأن هذه الدولة ليس لها سفير هنا يتابع ويشاهد». وعلق محمد عبدالفتاح عمر وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى على كلام نائب وزير الخارجية قائلا: «الكارثة أن وزراءنا مش كوادر سياسية وهم لو كوادر كانوا سافروا لأفريقيا واليمن وغيرها». وعقب مصطفى الفقى «والكارثة أيضا أننا نتعامل مع العالم على أنه لا يوجد فيه سوى أمريكا وأوروبا». من ناحية أخرى قررت اللجنة القيام بزيارة لوزير الرى فى مكتبه بالوزارة وقال الفقى: «أنا قابلت الوزير وهنروح نزوره هناك علشان نطلع على الخرائط» وعلق قويطة «اللى خرج من داره يا ريس».