الانتهاء من 98% من أعمال تنفيذ المشروع.. والمشرف العام: سيعيد ترسيم خريطة طيبة القديمة وتجهيز المسار الرئيسى للزيارات.. و3 مداخل للطريق للسماح بزيارته دون المرور بمعبدى الكرنك والأقصر أعلن مدير عام آثار الكرنك والمشرف العام على طريق الكباش مصطفى الصغير، انتهاء 98% من أعمال تنفيذ مشروع إحياء طريق المواكب الكبرى «طريق الكباش»، ومن المرتقب افتتاحه خلال العام الحالى. وأضاف الصغير، ل الشروق، أن طريق الكباش يعد أحد أبرز المشروعات التى توليها الدولة اهتماما كبيرا، كونه الطريق الوحيد الطويل بهذا الشكل، الذى يرجع إلى العصور القديمة، ويحتفظ بأجزائه وعناصره فى وضع جيد. وأشار إلى أنه تم الكشف عن الطريق للمرة الأولى فى مارس عام 1949، خلال أعمال لحفائر التى كان يجريها المفتش الأثرى زكريا غنيم، أمام واجهة معبد الأقصر، عندما اكتشف 4 تماثيل على هيئة أبو الهول، مشيرا إلى أن مسماه الصحيح هو طريق المواكب الكبرى، وهذا كان غرض المصرى القديم من بنائه. ولفت إلى أنه فى عام 1958، تم استئناف الحفائر واكتشاف 14 تمثالا، وبعدها تم اكتشاف 55 تمثالا أمام واجهة معبد الأقصر، وبعد فترة طويلة توقفت فيها الحفائر، اكتشفت فى فترة الثمانينيات والتسعينيات وأوائل الألفية الثانية أجزاء كبيرة من الطريق، بجوار معبد الكرنك، ساهمت فى تحديد مساره الرئيسى. وتابع: «الحفائر بدأت بشكل مستمر منذ عام 2005 بعد أن كانت موسمية، قبل أن تتوقف فى 2011 لنفاد الاعتمادات المالية، ثم عادت مرة أخرى فى عام 2017 بتكليفات رئاسية، وبدأت وزارة الآثار بالتعاون مع الهيئة الجهات المعنية، أعمال إحياء طريق المواكب الكبرى، ومواصلة التجهيزات لافتتاحه أمام أنظار العالم». وأكد المشرف على المشروع أن التماثيل جزء من التاريخ المصرى القديم، وكشفت عن الأحداث التى جرت فى طريق الكباش منذ إنشائه فى عصر الملك نختنبو الأول أحد ملوك الأسرة ال30، كما أجريت عمليات التغيير والتهجير للحجارة الخاصة بالتماثيل التى كانت تقطع فى العصر الرومانى، ويتم الاستعانة بها فى بناء أجزاء أخرى من مدينة طيبة القديمة، وهو ما تم اكتشافه أثناء الحفائر من العثور على بعض أجزاء الطريق. وواصل: «أعدنا تركيب التماثيل والتى وجدت بجوار قواعدها، وتم تجهيز المسار الرئيسى للطريق للزيارات وهيئنا العناصر الرئيسية للطريق لكن أعمال الحفائر ستظل مستمرة بدليل وجود بعض القواعد على جانبى الطريق خالية من أى تماثيل، وذلك يرجع لعدم اكتشافها حتى الآن نتيجة أنها لازالت مطمورة تحت رديم المعبد وأعمال الحفائر تتطلب دقة عالية لعدم الإضرار بالتماثيل». وأوضح الصغير أن الطريق ليس فقط عبارة عن مسار رئيسى على جانبيه تماثيل أبو الهول، بل اكتشف خلال الحفائر عدد من العناصر التى تبين أهمية الطريق لدى المصرى القديم وطقوس احتفالاته حتى فى العصور اليونانية الرومانية مثل نموذجين كاملين لمعاصر نبيذ من أكمل المعاصر الموجودة فى مصر، حيث كان يتم فيها جلب العنب وتصفيته وتخزينه وأحواض الغسيل الملحقة بتلك المعاصر التى يتم فيها غسل العنب وتهيئته للعصر، إلى جانب مقياس النيل لمعرفة منسوب النيل ساعة مواسم الفيضان ومناطق صناعية كبيرة جدا توضح الأنشطة الاقتصادية لأهالى مدينة طيبة القديمة، منها صناعات الفخار وصناعات التمائم والحلى تم اكتشافها على الطريق، الذى يحكى تاريخ طيبة القديمة والنشاط الاقتصادى والاجتماعى لأهلها. وأشار الصغير إلى أنه من ضمن التجهيزات لتأهيل الطريق تزويده بإضاءة لاستخدامها خلال الزيارات الليلية التى تشهد كثافة فى معدلات الإقبال نتيجة ارتفاع درجات الحرارة للمدينة نهارا خلال فصل الصيف، بالإضافة إلى تزويده برجولات للجلوس والحماية من أشعة الشمس خلال الزيارات النهارية، إلى جانب تصميم 3 مداخل للطريق بجانب مدخلى معبد الأقصر والكرنك أحدهم عند معبدموت والثانى بجوار كنيسة السيدة العذراء والثالث خلف مكتبة مصر العامة. وتسمح المداخل بزيارة الطريق لوحده دون المرور بمعبدى الكرنك والأقصر، حال الرغبة فى ذلك، كما تمت تهيئة أجزاء كبيرة من الطريق لذوى الإعاقة، ليتمكنوا من زيارة الطريق، فضلا عن تزويده بعدد كبير من اللوحات الاسترشادية. وعن كيفية الترميم، أشار الصغير إلى أنه تم الالتزام بالقواعد الخاصة باستكمال أجزاء التماثيل بناء على المعاهدات الخاصة باليونيسكو، حيث ترمم التماثيل المكتشفة، وفى حالة وجود أكثر من 80٪ من أجزاء التمثال موجودة، ونستخدم رمل أو جير أو أجزاء من الحجر الجيرى وكلها أساليب علمية حديثة، نافيا فكرة استخدام الأسمنت أو نحت تماثيل جديدة. وواصل: «أستطعنا من خلال الحفائر أن نعرف أن هناك 3 فرق فنية، كانت صنعت تماثيل الطريق فى عصر الملك نختنب، حيث التماثيل التى توجد أمام واجهة معبد الأقصر صنعتها فرق والتماثيل الموجودة فى وسط الطريق صنعتها فرقة ثانية والتماثيل الموجودة بالقرب من معبد الكرنك صنعتها فرقة ثالثة». واستكمل: «سيعاد ترسيم خريطة طيبة القديمة مرة أخرى، فبدلا من أن كانت تتضمن معبد الأقصر والكرنك والبر الغربى سيضاف لها طريق المواكب الكبرى، الذى سيضاهى موكب المومياوات الملكية فى رعاية الدولة، إلى جانب تنفيذ مشروعات اقتصادية خاصة بأهل المدينة على جانبى الطريق كحدائق ومقاه، وسيعاد توزيع الأنشطة الاقتصادية».