خيرية البشلاوى: وجودها مهم لتشغيل عدد أكبر من المبدعين ماجدة موريس: تنجح فى مخاطبة المشاهد الذى يمل من متابعة الحلقات الكثيرة إسلام حافظ: زيادة التنوع فى الأعمال المعروضة لصالح المشاهد محمود عبدالشكور: ال30 حلقة تصلح للحكايات الملحمية الكبيرة للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، تشهد شاشة دراما رمضان هذا العام، عرض أربعة مسلسلات تنتمى لنوعية ال15 حلقة، إلى جانب المسلسلات ال30 حلقة. وهذه الأعمال هى، «كوفيد 25» بطولة الفنان يوسف الشريف، و«بين السما والأرض» بطولة الفنان هانى سلامة، و«عالم موازى» بطولة الفنانة دنيا سمير غانم، و«أحسن أب» بطولة الفنان على ربيع. فى السطور التالية «الشروق» تستطلع آراء النقاد، حول هذا الاتجاه، وإلى أى مدى يمكن أن يتم التوسع فيه خلال الموسم المقبلة. الناقد محمود عبدالشكور يقول: فكرة الثلاثين حلقة فى الأساس هى تجارية بحتة، تعتمد على المنتج، والمعلنين، وعدد الإعلانات التى تتسابق على الأعمال الدرامية، فأصبحنا نرى إعلانات «طالعلها مسلسلات»، وليس العكس، أما فكرة نوعية ال15 حلقة فهى فكرة رائعة، وستجعل المط والتطويل ينتهى نهائيًا من الأعمال الدرامية فى رمضان، أو خارج موسم رمضان بشكل عام. واضاف: هذه النوعية ليست وليدة الموسم، بل قديمة، وهناك مسلسلات قدمت فى فترة الستينيات، والسبعينيات بالدراما التليفزيونية المصرية، مثل مسلسل «أحلام الفتى الطائر» بطولة الفنان عادل إمام، وتأليف السيناريست الراحل وحيد حامد، ومسلسل «ليالى الحلمية» الجزء الأول تأليف أسامة أنور عكاشة، وإخراج اسماعيل عبدالحافظ، وغيرهما من الأعمال المختلفة التى حققت نجاحات كبيرة على المستوى الجماهيرى، والمستوى النقدى. ونوعية المسلسلات الثلاثين حلقة تتناسب فى حالة الأفكار أو الحكايات الملحمية الكبيرة أو التى تتطلب أحداثا ضخمة لا يمكن تقديمها فى عدد حلقات قليلة. وعامة لا أرى أى سلبيات لمثل هذه النوعية من الأعمال، إلا فى حالة واحدة وهى أن يكون المسلسل صغيرا وفى نفس الوقت به مط، وأحداث قليلة وغير مهمة. لذا لابد أن تكون الأعمال مكتوبة بدون ملل نهائيًا، وتستطيع جذب المشاهد. وأتمنى أن يقل عدد الإعلانات أثناء عرض الأعمال، لأننا أصبحنا نرى الحلقة 20 دقيقة، والإعلانات 45، مما يشتت المشاهد، ويخرجه من متابعة الحدث الرئيسى. وقالت الناقدة خيرية البشلاوى: هذه النوعية ليست اختراعا، فهى موجودة منذ سنوات طويلة، من أجل الهروب من المط، والأحداث المملة غير المهمة، أو مؤثرة على الحدث الرئيسى للخط الدرامى فى أى مسلسل، خاصة وأن ربط المشاهد، ودرجة إثارته، وحماسته، وتركيزه، وتأثره، صعبة فى نوعية الثلاثين حلقة إلا إذا كان هناك كاتب أو سيناريست مبدع يستطيع وضعنا فى أحداث وشخصيات وملاحم تستدعى التطويل بلا ملل أو مشاكل. ولكن القضايا الاجتماعية التى تقدم هذه الفترة، وفى السنوات الأخيرة لا تستدعى حلقات كثيرة، بل تحتاج لعدد أقل فيفهم المشاهد، ويأخذ منها عبرة. بالإضافة إلى أن نوعية الخمسة عشر، ستجعلنا نرى عددا من مبدعين، ومؤلفين، ومخرجين وصناع وما إلى ذلك، بشكل أكبر من الأول، وسيكون التركيز على الفكرة الرئيسية التى يسعى القائمون على العمل إيصالها للمتابعين أمرًا سهلا، وغير مشتت، ومليء بالهموم والقضايا والمشاكل الاجتماعية والرسائل المطلوبة، والمتعة الذهنية والوجدانية، بسبب صغر عدد الحلقات، والأحداث غير المؤثرة، لذا كتابة هذه النوعية تتطلب تركيزا عاليا وشديدا للغاية بلا أى مجال للشك. خاصة وأننا من الأساس لا نحتاج لعدد حلقات كبير فى جميع الأعمال، بل نحتاجها فى الملاحم الضخمة فقط. والدراما التليفزيونية ليست سلعة تجارية أبدًا، ولن تكون مهما مر من وقت، أو أحداث جديدة قد تطرأ على الصناعة. أما الناقدة ماجدة موريس علقت قائلة: التليفزيون المصرى فى بداياته ستينيات القرن الماضى، قدم أنواعا كثيرة من الدراما، وعدد حلقات مختلفا، فمثلا قدم مسلسلات سبع حلقات، وأعمالا أخرى خمسة عشر، وأعمالا غيرها ثلاثين، وأكثر من ذلك أيضًا بعد التوسع والتطور الذى طرأ على الدراما والعصر الذى نعيشه، لذا فالعودة لأصل الدراما ليس شيئا جديدا نراه للمرة الأولى، وأيضًا قدمت مسلسلات بها حلقات منفصلة متصلة، مثل مسلسل «القاهرة والناس» من إخراج محمد فاضل، حيث إن هناك الكثير من الأجيال الجديدة تعتقد أن الحلقات المنفصلة المتصلة فكرة حديثة، ولكن هذا اعتقاد خاطئ تمامًا. ومن مميزات عودة نوعية الخمس عشرة حلقة أننا سنرى عدد لا بأس به من المؤلفين، مما يعطى تنوعا مهما، ومن الممكن أن نرى أيضًا عودة للمؤلفين القدامى الذين يمتلكون الخبرة الطويلة، وبدورهم سيورثونها للأجيال الجديدة، ويكونون بداخلهم أساسيات الدراما، وغيرها. ومن المميزات أيضًا أن عدد الحلقات سيتناسب مع الفكرة والأحداث والشخصيات، والخط الدرامى الرئيسى، والقماشة التى تحتاج لثلاثين يتم تقديمها، والتى تحتاج لأقل يتم تقديمها. وفى رأى أن هذا الزمن لا يفضل الأعمال المطولة بنسبة كبيرة، خاصة وأن لغة هذا العصر الذى نعيشه تحب السرعة، والإنجاز، وهناك نوعية من المشاهدين لا تحتمل مشاهدة عدد حلقات كبير أو مكثف عادة بلا شك. بجانب أن الخمس عشرة حلقة ستشجع الكثير من المنتجين للعودة، خاصة أنها خفيفة عليهم، ولن تكلفهم مثل الثلاثين حلقة أو أكثر. ولكن فى نقطة لابد وأن نركز عليها، هناك أفكار وشخصيات وأحداث تحتاج لعدد حلقات موسع، ولا يمكن اختزالها فى خمس عشرة حلقة فقط، لذا لابد من التركيز، حتى لا تفقد هذه الأفكار تأثيرها ومهمتها الرئيسية أثناء عرضها على الشاشات سواء فى موسم دراما رمضان، أو خارجه. وأكبر مثال على كلامى مسلسل «ليالى الحلمية» كان من المستحيل تقديمه فى عدد حلقات قليل، وما يسير على هذا النحو. أما السيناريت والفنان إسلام حافظ مؤلف مسلسل «بين السما والأرض» الذى ينتمى لنوعية الخمس عشرة حلقة، علق قائلا: أعمال الخمس عشرة حلقة جيدة للغاية، ومهمة جدًا للدراما، وللصناعة بشكل عام، وليس الهدف منها التقليل من المط والأحداث غير المهمة فقط، بل هناك هدف أهم وهو التنويع بين الأعمال المعروضة على المشاهد، فيستطيع متابعة حكاية أو قصة فى عشر حلقات، أو خمس عشرة حلقة، أو فى ثلاثين حتى، وفى النهاية عدد الحلقات يتوقف على قصة العمل. وتلك النوعية لن تؤثر نهائيًا على دراما الثلاثين حلقة، بل بالعكس ستزيد من قيمة المسلسلات والأفكار. وعن مسلسل «بين السماء والأرض» فأنا سعيد به جدًا، وهو مشروع كنت أحلم به من سنوات طويلة جدًا، وبفضل الله بدأ تنفيذه بعد سعى واجتهاد كبير وتوفيق من الله، وأتمنى أن ينال إعجاب الجميع بإذن الله.