فى محاولة للخروج من الأزمة الإنتاجية الكبيرة التى أدت إلى تأجيل تصوير عدد كبير من المسلسلات والأعمال الدرامية بسبب الأحداث السياسية الأخيرة فى مصر، بدأ بعض المنتجين وكتّاب السيناريو فى البحث عن صيغ درامية وإنتاجية للخروج من هذا المأزق وتقديم أعمال فنية جديدة بتكلفة أقل. وفى هذا السياق انتهى المؤلف وليد يوسف من كتابة مسلسل «مع سبق الإشهار» واتفق على أن يكون عدد حلقاته خمس عشرة حلقة، وذلك حتى يلحق العمل بالعرض فى شهر رمضان المقبل، خاصة أنه اعتذر عن عدم كتابة مسلسل «الريان» لأن عدد حلقاته ثلاثون ويحتاج إلى وقت طويل فى الكتابة. وقال وليد إن فكرة الخمس عشرة حلقة ماهى إلا محاولة لإنقاذ الدراما المصرية لكى تكون متواجدة فى السوق الدرامى ولو فى أسوأ الظروف، مشيرا إلى أن الاعمال الدرامية لا تقتصر على النجوم فقط، ولكن هناك أشخاص يقفون خلف الكاميرات ويتأثرون معيشياً بتوقف عجلة الإنتاج الدرامى. وأضاف أنه لم يحدد حتى الآن ما إذا كان سيقوم بكتابة أجزاء أخرى للمسلسل أم لا، رغم أن المسلسل تقع أحداثه فى خمس دول، ومن الممكن تجزئته، مؤكد أن طبيعة الموضوع هى التى تحدد عدد حلقات المسلسل، وما إذا كان الأفضل تقديمه فى سبع حلقات «سباعية»، أو?سهرة أو خمس عشرة حلقة..و المطلوب فى النهاية تقديم فن محترم والتواجد فى السوق الدرامى حتى لا تنفرد الأعمال التركية المدبلجة بالشاشة العربية. وعن مدى تأثير الأحداث السياسية فى بعض الدول العربية على عملية التسويق الدرامى.. قال وليد: مسألة التسويق ليست من اختصاصى، هى مسئولية المنتج وليس معنى أننى كتبت خمس عشرة حلقة أن أجرى سيكون منخفضا، فأنا لا تعنينى بالأساس مسألة الأجر وأى مبلغ أحصل عليه سيكون جيدا فى ظل الأوضاع الراهنة. أما الفنان خالد صالح فقال: إن الفكرة جيدة رغم أنها ليست جديدة على المشاهد، وهى تصلح كحل سريع من أجل تواجد الدراما المصرية على شاشات التليفزيون فى رمضان، ولكنى أرفض شخصيا أن أقدم خمس عشرة حلقة فى مسلسل، خاصة بعد أن قمت بتخفيض أجرى، ولو وافقت على هذه الفكرة سيقال إن السبب هو الأجر، وأنا الآن أقوم بتصوير مسلسل الريان، وعدد حلقاته ثلاثون حلقة. من جانبه قال: عماد بهاء المدير التنفيذى لقنوات «كايرو دراما» أنه بعد الخسائر الفادحة التى تعرضنا لها العام الماضى سنقوم بإنتاج مسلسلات لفنانين شباب ووجوه جديدة، وذلك لتقليل التكلفة، مع تخفيض عدد حلقات أى مسلسل نقوم بإنتاجه إلى خمس عشرة حلقة أو سباعية وذلك لتلافى الأزمة التى نمر بها وهى ارتفاع أجور النجوم وتراجع الإعلانات. الناقد رفيق الصبان رحب بالفكرة وقال: إنها موجودة من سنوات طويلة وأنه كان منذ البداية ضد مسلسلات الثلاثين حلقة التى تفرضها الظروف الإنتاجية والتى تفرض على الكاتب أن يطيل فى الأحداث مما يجعل المشاهد يشعر بالملل،مؤكدا أن عودة مسلسلات الخمس عشرة حلقة سيكون فى صالح الكاتب والمشاهد معا لافتا إلى أن تجربة الخمس عشر حلقة أثبتت نجاحها عندما قدمتها سوريا منذ عامين، بل كان العمل الواحد يحتوى على أكثر من قصة، وبعض المسلسلات وصل عدد حلقاتها إلى ثمانى وعشر و15حلقة كتبها أكثر من مؤلف وقدمت تحت اسم حكايات المطر وحققت نجاحا ملحوظا. أما المنتج اسماعيل كتكت فهو يقدم هذا العام مسلسلين كل منهما خمس عشرة حلقة، ويتجه لإنتاج ثلاثة أعمال جديدة لا يزيد عدد حلقات المسلسل منها على عشر حلقات..وأكد «كتكت» أن الهدف من ذلك هو اللحاق بالعرض فى رمضان، وتقديم أعمال جيدة، بعيدا عن المط والتطويل.. فالمسلسل التليفزيونى يشبه البناء الهندسى كلما زاد عدد أدوارها زادت التكلفة فمابالنا بعملين مختلفين. وأضاف قائلا: «أعتمد فى أعمالى على التسويق المسبق وكل عمل يباع بالحلقة والبيع له علاقه بجودة العمل نفسه.. أنا أبتعد عن الأعمال الدرامية التى هدفها تجارى بحت، وأهتم بالموضوعات الثقافية التى تحتوى على مضمون جيد . ويرى الفنان عزت العلايلى أنه ليس المهم فى المسلسل أن تكون حلقاته ثلاثين أو خمس عشرة حلقة، الأهم هو أن يكون العمل جيدا وبه فكر وله هدف معين.