فتح على بلحاج، الرجل الثانى فى الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة بالجزائر النار على شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى على خلفية تداعيات المواجهة الكروية المثيرة بين مصر والجزائر التى وقعت الشهر الماضى. وقال بلحاج، فى رسالة مطولة وجهها لشيخ الأزهر: «لقد التزمت الصمت التام وأنت تسمع أقزام سفهاء الأحلام على شاشات الفضائيات يشتمون شعبا بأكمله، وينعتون الشهداء باللقطاء، والساكت عن الحق شيطان أخرس.. أم أن شيخ الأزهر لا يتكلم إلا بإذن من السلطة الحاكمة؟». وتساءل بلحاج مستنكرا وفقا لما ذكرته صحيفة الخبرالجزائرية: «هل يجوز يا شيخ الأزهر شرعا الطعن فى الأنساب والأحساب، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «اثنتان فى الناس هما بهم كفر، الطعن فى النسب والنياحة على الميت؟». وجاء أيضا فى الرسالة التى حملت عنوان «تفقيه الشرفاء فى كيفية الرد لزجر السفهاء»، إن الحملة لها صبغة رسمية. وأضاف بلحاج: إن داهية الدواهى فى الحملة المصرية ضد الجزائر هو نعت شهداء الجزائر المسلمة باللقطاء والبلطجية دون أن ينكر عليهم ذلك رئيس مصر ولا أى مسئول. واعتبر بلحاج وصف الشعب الجزائرى بالبربرى يشمل المغرب العربى بكامله «بحكم أن البربر الأمازيع موجودون فى تونس والمغرب وليبيا وموريتانيا، والتطاول على الشعب الجزائرى هو تطاول سفيه على دول المغرب العربى». وانتقد الرجل الثانى فى جبهة الإنقاذ تصريحات الوزير الأول أحمد أويحيى التى جاء فيها أن عدم الرد على الحملة المصرية أقوى من الرد، وأوضح إن ذلك «مغالطة كبرى وتنصل من المسئولية السياسية والتاريخية والمعنوية نحو الشعب الجزائرى، الذى مس فى كرامته وضرب فى صميم هويته». وفى سياق متصل، لجأت صحف جزائرية لسلاح الدعاة لدعم الموقف الجزائرى فى الأزمة الحالية بين الدولتين، وقالت صحيفة الشروق الجزائرية فى عددها الصادر أمس الأول «لم يخف الداعية المصرى عمر عبدالكافى فى لقاء جمعه بالشروق أسفه على ما حدث قبل وأثناء وعقب مباراة الجزائر ومصر، وقال إنه حزين أشد الحزن من التراشق وسيل الاتهامات، التى حدثت بين الجانبين، معتبرا فى الوقت نفسه أن الجزائر شرف للعروبة والإسلام وأن شعبها يتميز بصفاء القلب والسريرة ويكفى أن عصبيتهم لدين الله وقفت ندا أمام المستعمر الفرنسى مدة 132 عاما. وفى سؤال عن دعوات بعض الفنانين المصريين لمقاطعة الجزائر أجاب الدعية المصرى: إذا صار الفنانون والفنانات أئمة العلماء، ويجب على الجميع أن يقتدى بهم فبطن الأرض خير من ظهرها. وأشار عبدالكافى فى حواره إلى أنه لم يشاهد المباريات التى جمعت بين الفريقين فى نوفمبر الماضى، وقال: ليس لى فى الكرة نصيب، لأنى أتعجب من أن 22 لاعبا يتقاذفون قطعة جلدية منفوخة فى الهواء ويتقاتل الناس من أجل ترجيح فريق على آخر». كما نقلت نفس الصحيفة عن الداعية صفوت حجازى قوله لقناة «الناس» الفضائية أنه يستنكر ما وصفه ب«الحملة المسعورة ضد بلد الشهداء». وقوله إن الفنانين شهادتهم مجروحة ولم تحصل أى مذبحة فى السودان. وتأكيده أيضا أن البحث عن كرامة مصر كان ينبغى أن يكون فى مجالات أخرى، وليس مع الأشقاء الجزائريين.